حذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، من محاولة إقصاء حزب الله عن الحكومة الجديدة، مؤكداً أن "من يطلب عزل حزب الله يدفع نحو تدمير لبنان"، لافتاً إلى أنه لا يمكن تشكيل حكومة من دون حزب الله، ومشدداً علي ضرورة إشراك كل القوى السياسية في الحكومة المقبلة. بيروت (السفير) وأكد بري في حديث لصحيفة "السفير" اللبنانية نشرته اليوم الثلاثاء، أنه لم تعد هناك عقدة أمام تشكيل الحكومة الجديدة اسمها "الثلث الضامن" أي الحصة التي كانت مطلباً أساسياً لحزب الله وحركة أمل وحليفهما "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه النائب العماد ميشال عون، في الحكومة والتي تشكل الثلث زائداً واحد وتعني عملياً، منح الثلاثة القدرة علي منع تمرير أي مشروع في الحكومة لا يحظى بموافقتهم. وأوضح بري أنه "لم تعد توجد الآن عقدة اسمها الثلث الضامن، بعدما انتفى أصل وجود هذا الثلث حتى لو حصل العماد عون على خمسة او ستة او سبعة وزراء، ذلك أننا نختلف معه على العديد من المسائل الداخلية التي يمكن أن تطرح على التصويت في مجلس الوزراء إذا تعذر التوافق عليها، وبالتالي لن تكون هناك إمكانية لتظهير ثلث ضامن أو بلوك وزاري واحد من جهتنا، بل أنا أعتبر الآن أن المطلوب ألا يحصل الفريق الآخر على الثلث الضامن". واستدرك بري قائلا: "نعم... هناك حالة واحدة ستفرض علينا، نحن وميشال عون، ان نكون في صف واحد، وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأنا لا أخفي أننا سنتمسك بها وسنصر على إدراجها في البيان الوزاري، ولكن حتى في ما خص هذه النقطة، لن نكون أمام ثلث ضامن يجمع أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر فقط ، بل سيبرز اصطفاف أوسع، وأنا أعتقد أن النائب وليد جنبلاط سيغطي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، أما عدا ذلك، فإن الأوراق ستختلط في وعاء مجلس الوزراء، ولن نكون أمام اصطفافات معلبة ومسبقة". واستهجن بري وضع قوى "14 آذارد"، فيتو على مشاركة حزب الله في الحكومة، معتبراً "أن هذا الطرح عبثي وتعجيزي"، ومتسائلاً: "هل يدرك هؤلاء خطورة ما يفعلونه". ومضيفاً: "ليكن معلوما انه لا يمكن ان تتشكل الحكومة من دون حزب الله، وأنا أعتبر ان الموقف المعترض على توزيره هو موجه إلي شخصياً". وقال بري محذراً: "إن من يطلب عزل حزب الله يدفع نحو تدمير لبنان"، كاشفاً عن أنه سبق أن أبلغ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام بأن "دقة المرحلة الحالية تتطلب وجود الجميع في الحكومة". وقال: "أنا إذ ارفض استبعاد حزب الله، أرفض أيضاً إقصاء العماد عون أو تيار المستقبل، أو أي مكوّن آخر". /2868/