اعتاد جمهور كرة القدم لعقود طويلة على أن تقدّم الكرة البرازيلية أفضل المهاجمين وصنّاع الألعاب، وهو الأمر الذي تؤكد عليه قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لأفضل 100 لاعب على مدار القرن العشرين، والتي أصدرها في 4 مارس 2004 بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسه، حيث وضع فيها 15 لاعبًا من بلاد السامبا، 11 منهم ينتمون للجانب الهجومي. الأمور تغيّرت كثيرًا خلال السنوات الأخيرة وباتت البرازيل تملك نخبة من أفضل مدافعي العالم فيما عجزت عن تقديم مهاجم من نوعية «السوبر ستار» بعد انتهاء مرحلة الأسطورة رونالدو، إذ فشل أدريانو وفاجنر لوف ولويس فابيانو في ملء فراغ «الظاهرة»، والآن يعتمد لويس فيليبي سكولاري مدرّب المنتخب البرازيلي على العجوز فريد كمهاجم أساسي برغم ثقله الواضح وابتعاده عن أجواء الاحتراف الأوروبي خلال السنوات الأربع الأخيرة، فيما يُجلس المحليين لياندرو دامياو وجو كبديلين له. وتجلّت الصورة واضحة في بطولة كأس القارّات الأخيرة على أراضي البرازيل، إذ كان الخط الخلفي للسامبا يتكوّن من رباعي برّاق يلعب في أقوى أندية العالم، فيما كان مركز رأس الحربة بلا نجوم، وإن تألّق فريد وتمكّن من تسجيل خمسة أهداف بالبطولة ليقرّر نادي شاختار دونيتسك الأوكراني شراءه وإعادته لملاعب أوروبا. وتكوّن الخط الخلفي لفريق سكولاري من دانيل ألفيش نجم برشلونة وتياجو سيلفا (باريس سان جيرمان) ودافيد لويز (تشيلسي) ومارسيلو (ريال مدريد. ويُعد ألفيش من أبرز أظهرة الرواق الأيمن على الإطلاق خلال الست سنوات الأخيرة على الأقل، وهو يشكّل مفتاح لعب للفريق الكتالوني لا سيّما عندما انتقل ليونيل ميسي للركض أمامه فيشكلان سويًا ثنائيًا مرعبًا يؤرّق أي خصم. أمّا سيلفا فهو محطّ أنظار جميع الأندية، وأغلى مدافع على مستوى العالم حاليًا بعد انتقاله الصيف الماضي من ميلان الإيطالي لسان جيرمان مقابل 42 مليون يورو، وتحاول جهات عديدة الحصول على خدماته أبرزها برشلونة لكنّ اللاعب أشار بالأمس إلى أنّه لن يرحل عن باريس إلا بانتهاء تعاقده معه. ويُعتبر دافيد لويز أحد «ظواهر» الدفاع في العالم بهيئته المميّزة وشعر رأسه الكثيف المشعّث، وبقدرته على لعب دور المدافع المُبتكِر الذي يقود الهجمات وينفّذ الركلات الثابتة ويسجّل الأهداف من خلال تسديداته أو رأسياته، وقبل أسبوع رفض تشيلسي عرضًا من برشلونة للاستغناء عن اللاعب مقابل 35 مليون يورو حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. ويصنّف كثيرون مارسيلو على أنّه الظهير الأيسر رقم 1 في العالم حاليًا، فاللاعب برغم تعرّضه لكسر في ساقه، الشتاء الماضي، وابتعاده عن مباريات فريقه ريال مدريد طوال الستة أشهر الأخيرة إلا أنّه استغل مباريات كأس القارات ليُعلن عن عودته القوية من جديد، وقدّم إضافة هائلة للسامبا، خاصة أمام المنتخب الإيطالي في مباراة الرباعية. وهذه القوة الكبيرة للخط الخلفي للبرازيل عبّر عنها تشافي هيرنانديز نجم وسط إسبانيا قبل نهائي القارات حين قال إنّ ما يقلقه في السيليساو ليس نيمار وفريد بل دفاعه خاصة لويز وسيلفا، مؤكدًا أن الماتادور يحتاج لتمرير الكرة بسرعة لمفاجأتهما. وإلى جانب هؤلاء، هناك أيضًا دانتي قلب دفاع بايرن ميونخ المتوّج بالثلاثية التاريخية مع ناديه الموسم الماضي، والذي سجّل الهدف الافتتاحي في مرمى العملاق جيانلويجي بوفون بالقارات، وفيليبي لويس ظهير أيسر أتليتيكو مدريد، وأدريانو جوكر دفاع برشلونة، ورافايل دا سيلفا ظهير أيمن مانشيستر يونايتد، وأخيرًا المراهق الصاعد بسرعة الصاروخ ماركينيوس نجم دفاع روما الإيطالي الذي ربطته العديد من التقارير بالانتقال إلى كبار أندية العالم. المزيد من الصور :