بعد أن قامت صحيفة "الغارديان" البريطانية خلال الأسابيع القليلة الماضية بالكشف عن أسرار نشاطات الوكالات الأمنية البريطانية في التنصت فقد أقدمت على نشر تقرير جديد في هذا الصدد يوم الجمعة 21 حزيران الماضي. لندن (وكالات) وقالت الغارديان إن وكالة الأمن البريطانية المسماة "جهاز مكاتب الاتصالات البريطاني" قامت بالتنصت على كابلات الألياف الضوئية التي تحمل بيانات اتصالات الشبكة العنكبوتية والمكالمات الهاتفية العالمية وحفظ كم هائل من المعلومات الشخصية الحساسة المارة منها عبر برنامج يدعى "السيطرة على الانترنت واستخدام الاتصالات الدولية". وذكر التقرير بأنه تم تنفيذ هذا البرنامج (TEMPORA) من دون إعلام الرأي العام مضيفا: "لقد سمحت وكالة الأمن البريطانية لنظيرتها الأميركية بالاطلاع على هذه البيانات أيضا". وإذ أشارت الغارديان إلى قدرة البرنامج على حفظ جميع البيانات الشخصية وكذا سوابق نشاطات مليارين من مستخدمي الانترنت من جملتها المكالمات الهاتفية ومحتويات البريد الالكتروني وبيانات الفيس بوك وتاريخ زيارات الشخص لمختلف المواقع وقال: "منذ خمس سنوات وأجهزة الأمن البريطانية تعمل على التنصت على بيانات الاتصالات لكابلات الألياف الضوئية المارة من أراضيها من دول اوربا الغربية". وكشف التقرير الأخير للغارديان عن تنصت الأجهزة الأمنية البريطانية عام 2009 على المكالمات الهاتفية والاتصالات الالكترونية للمشاركين في اجتماع "مجموعة العشرين" الذي عقد في لندن مضيفا: "هذه التسريبات التي أحرجت الحكومة البريطانية قوبلت باعتراضات واسعة من أعضاء المجموعة ما أمعن في هبوط سمعة انجلترا كمضيف للمؤتمرات والاجتماعات الدولية". وكرد فعل على هذه التسريبات المعلوماتية الضخمة، وعوضا عن الاعتذار عن هذه الإجراءات غير القانونية واللاأخلاقية في التدخل السافر بخصوصيات مواطني انجلترا وباقي الدول، دافع "ويليام هيغ" وزير الخارجية البريطاني في 25 حزيران الماضي عن إجراءات أجهزة الأمن البريطانية والأميركية تلك بشكل يفتقر إلى المنطق وبعيد كل البعد عن المبادئ القانونية والحقوقية المتعارفة. هذا وقد جاءت تصريحات هيغ في حين تستمر الولاياتالمتحدة في ملاحقة "إدوارد سنودن" العميل السابق لجهاز الCIA ووكالة الأمن الأميركية قضائيا بتهمة تسريب وثائق سرية. يذكر أن سنودن قد وضع في متناول صحيفتي "الغارديان" و"الواشنطن بوست" وثائق يعتقد أنها تميط اللثام عن انتهاك خصوصيات المواطنين الشخصية من قبل الحكومتين الأميركية والبريطانية. وفيما ذكرت "الغارديان" الاسبوع الماضي نقلا عن وثائق سنودن أن عمليات التجسس البريطانية في التنصت الآني على المكالمات قد فاقت قدرات التجسس الأميركية في هذا المجال أضافت: "يبدو أن ما كشف لحد الآن من نشاطات الأجهزة الأمنية البريطانية في التجسس هو غيض من فيض ونحن ننتظر كشف خفايا اخرى عن هذه الإجراءات غير القانونية". ويضيف التقرير: "لو كانت إجراءات الأجهزة الأميركية والبريطانية مستندة إلى اسس قانونية لم تكن الإدارة الأميركية جادة إلى هذا الحد في إلقاء القبض على إدوارد سنودن بتهمة الخيانة وكشف الأسرار". / 2811/