يتطلع شباب الباحة الى الغوص في أعماق البحار بعد أن عانقوا قمم جبال السروات بشموخها وعظمة ارتفاعها متحدين بذلك ظروف البعد وعناء السفر، همهم الوحيد المشاركة في الأعمال التطوعية والإغاثية وممارسة هوايتهم المفضلة بالرغم من وعورة الطريق وقطع المسافات الطويلة.. «المدينة» التقت أحد مؤسسي غواصي الباحة مصلح محمد الزهراني والذي سيحكي لنا أعمال الرابطة قائلا: التقيت بالديف ماستر محمد حمدان الغامدي عن طريق الانترنت قبل خمس سنوات تقريبًا وتحدثنا عن فكرة إنشاء رابطة لغواصي الباحة تناقشنا في الأفكار والخطط المستقبلية بعدها قمنا باجتماع بمنطقة الباحة لجميع الغواصين الذين جمعناهم من خلال المعرفة أو من خلال تدريبنا لعدد من الشباب إضافة إلى زملائنا من غواصي الدفاع المدني وتحدثنا خلاله عن عدة نقاط من أهمها أن هذه الرابطة يجب أن تمثل جميع الغواصين بشكل رسمي في المنطقة بحيث تكون أعمالها تطوعية وإرشادية كما أننا اتفقنا على عقد اجتماع سنوي للرابطة والتدخل والمشاركة وقت الكوارث -لا سمح الله- إضافة إلى الأعمال التطوعية كزيارات المستشفيات وأعمال التنظيف. وأضاف الزهراني: وجدنا صعوبة في البداية فكل عمل جديد ستجد له معارضين فقد وجدنا أناسًا يمانعون ممارسة مثل هذه الأعمال نهائيًا فحين تتكلم عن انسان عانق جبال السروات بشموخها وصلابتها وبعيد عن البحر بالتأكيد ستجد صعوبة بحكم غياب ثقافة البحر لدى مجتمع الباحة ولكننا استطعنا مع الوقت اقناع الكثيرين منهم وايضا طلبنا مشاركتهم في المناسبات الرسمية ونشر الاعمال التي قامت بها الرابطة موثقة ومدعومة بالصور، وقال الزهراني: هناك اعمال تطوعية تخص البحر منها برنامج «اوير» التابع لمنظمة بادي لتنظيف الشواطئ واعماق البحار وحماية الحيوانات البحرية من الفضلات والنفايات التي يرميها المتنزهون في البحر وتعلق بالشعب المرجانية فتقضي عليها وايضا تسبب الهجرة الجماعية للاسماك. أشار الزهراني الى دعم ومؤازرة امارة المنطقة للرابطة برغم عدم حصولهم على تصاريح رسمية حتى الآن، وقال: اننا نعتزم زيارة امير الباحة الايام القادمة وتسليم سموه تقريرًا كاملًا عن الرابطة مدعما بالصور، وقال الزهراني: قمنا بعمل اكثر من عشر دورات غوص بما فيها دورات تنشيطية للدفاع المدني وكانت جميع الدورات تقام بلجنة التنمية الاجتماعية بالنصباء بمحافظة المندق حيث دعمتنا اللجنة بالصالة والمسبح حال توفره واحيانا نضطر الى اقامة بعض الدورات بمحافظة جدة واخيرا اصبحنا نقيم اغلب الدورات برأس محيسن بالقنفذة بعد اخذ التصاريح اللازمة من خفر السواحل ونقيم مخيمنا السنوي هناك والاحتفالات الخاصة بالرابطة ونمارس هوايتنا وانشطتنا المتنوعة، مشيرا الى ان الشباب فيهم الخير والبركة وهم يحتاجون فقط الى من يأخذ بأيديهم الى الأعمال المفيدة والنافعة وقد وجدنا انهم يحبون الغوص كهواية وهم مندفعون بقوة نحوها خاصة انهم يبعدون عن البحر فتجد الرغبة لديهم اكبر من غيرهم في المناطق البحرية والكثير ممن يحصل على دورات الغوص نجده يذهب بشكل اسبوعي الى رأس محيسن او السفر لمحافظة جدة لممارسة هذه الهواية وقد لمست من الشباب حبهم للاعمال التطوعية بل إنهم مبادرون إليها فمنهم من شارك في كارثة سيول جدة الاولى والثانية وسيول تبوك والباحة وجميعها مسجلة باسم الرابطة، واشار الزهراني الى انه عضو بفريق غوث وهو فريق مستقل بذاته ومدعوم من وزارة الداخلية وقد كلفت رسميًا من قبل فريق غوث بأن أكون المسؤول الأول عن فريق غوث بالباحة وكذلك في المنطقة الجنوبية عامة كوني من أهالي المنطقة ولدي إلمام كامل بطبيعتها وتضاريسها فشاركت باسمي شخصيًا وكمدرب في فريق غوث إضافة إلى 20 غواصًا من الباحة في عمليات البحث عن مفقودي سد وادي العقيق، وقال الزهراني قمنا بأعمال تطوعية لتنظيف البحار والشواطئ بعدة مناطق وقد وجدنا الكثير من الأعمال السحرية ببعض المناطق فمثلا جدة وجدنا حوالى 11 عملًا سحريًا وتبوك 33 عملًا سحريًا ومنطقة أملج 4 أعمال سحرية خلال العامين الماضيين. وقال الزهراني: نحن باسم رابطة غواصي الباحة نرحب بأي شخص يريد المشاركة معنا في الأعمال التطوعية ونقوم بالإعلان عن الدورات عبر الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات ونرحب بالجميع، وأشار إلى أن دورات الغوص دائمة ومستمرة في منطقة الباحة ولدينا دورات قادمة في الصيف للغوص وأخرى للاسعافات الأولية ويحصل المشترك على شهادة تثبت حصوله على الدورة إضافة إلى البطاقة التي تثبت تأهيله لممارسة الغوص.