اتسعت رقعة المنافسة بين الرجال والنساء على إثبات الذات والتفوق على الآخر، وبعد أن انتهت مراحل السباق بين الجنسين فوق الأرض. انتقلت إلى ميادين أخرى تحت الماء. كما هو الحال في السماء. والحكاية كما اوردتها صحيفة الوطن السعودية يوم الجمعة هو إقبال أعداد كبيرة من الفتيات والسيدات السعوديات على التدريب على الغوص في أعماق البحار دون اكتراث بالخطر، أو حتى نظرة المجتمع التي ترى صعوبة كبيرة في أن ترتدي بناته بدلات الغوص ومعداته. حتى لو كان الدافع اكتشاف كنوز البحر ومعارفه.. الفرق تكونت والتدريبات منتظمة، وبعض النساء بالفعل عشقوا البحر والمغامرة والتحدي برفع شعار (الموية تكدب الغطاس). وتقول المدربة أريام الخاطر التي تعلمت هذه الرياضة الخطيرة في إيطاليا أثناء تحضيرها لرسالة الدكتوراه إن زوجها هو أول من شجعها على ممارسة هذه الهواية، ومن الإسكندرية إلى جدة غاصت أريام في أعماق البحار لاكتشاف أغوار هذا العالم الصامت - على حد وصفها -. أما سامية عزيز الحاصلة على شهادة تدريب الغوص من بريطانيا فتعتبر مشاركتها ومجموعة أخرى من الغواصات السعوديات في تنفيذ برنامج تنظيف قاع البحر الأحمر في العام الماضي نقلة نوعية في هذا المجال. بدورها، تؤكد بثينة عطية "مدربة" أنها شاهدت سمكة عروس البحر في مياه "حقل" وتشير إلى أنها - السمكة - عبارة عن حيوان مائي له ذيل وثديان وعينان إلى أسفل لكن أصحاب الأساطير والقصص بالغوا في وصفها تماماً. وتلفت بثينة إلى أنها تتولى تدريب من 5 إلى 8 فتيات وسيدات شهرياً على الغوص. وذكر مدرب الغوص سامي الرفاعي وهو حاصل على شهادة من بريطانيا للتدريب أن من أغرب المواقف التي واجهته في إحدى رحلات الغوص حين صادف وجود زجاجة مربوطة في حجر ثقيل الوزن وبحبل سميك جدا داخل عمق البحر، وبعد استخراج الحجر وجد أن داخل الزجاجة سحراً مربوطاً بأحكام حتى يبقى داخل عمق البحر ويصعب حله، فقام باستخراجه وفكه. من جانبه، أكد منسق برنامج التنوع البيولوجي والمحميات البحرية في الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن الدكتور محمد قطب مشاركة الغواصات السعوديات وعددهن 18 غواصه في تنظيف 5 مواقع وتجميع النفايات والأسحار في 5 مواقع بالبحر الأحمر. وقال أن هناك مشروعاً تقوم به الهيئة للحفاظ على البيئة وهو تركيب عوامات رسو على مواقع الغوص الموجودة أمام الشعب المرجانية. حيث تم تركيب ما يقارب 40 غواصة ببرنامج إقليمي يتم تنفيذه وتفعيل أنشطة مختلفة يشترك فيها شرائح المجتمع المختلفة من صيادين وطلاب يقومون بتنظيف شواطئ البحر، وسبق أن تمت عمليات تنظيف قاع البحر في جدة العام الماضي بمشاركة حملة ضمت 40 غواصا و18 غواصة سعودية.