رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهيان بن مبارك: خليفة زعيم واصل البناء والنمو ومحمد بن راشد والحكام ومحمد بن زايد حققوا الازدهار
نشر في الجنوب ميديا يوم 25 - 11 - 2012

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أننا في دولة الإمارات نعبر عن اعتزازنا وفخرنا ببلدنا وبمكتسباتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونفخر بقيمها ومبادئها، وبنظامها وقادتها، بما تمثله من نموذج حضاري فريد متطور .
وقال في كلمته في ملتقى "مسيرة الاتحاد" الذي نظمته دار "الخليج" للصحافة والطباعة والنشر أمس، في مقر الدار بالشارقة، بحضور عدد كبير من الشخصيات، إن حكمة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان لها ولتوجيهاته الرشيدة أكبر الفضل في تحويل هذه الأرض في زمن قياسي إلى قلعة شامخة من البناء والتعمير .
وأضاف: نحمد الله أن قيض لدولتنا الحبيبة بعد رحيل المؤسس الأول، زعيماً واعياً وقادراً، هو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي حرص على تقدم المجتمع وعلى استمرارية البناء والنمو .
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك، أننا نحظى وبفضل الله بالقيادة الفاعلة والرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات، كما نحظى كذلك بما يقوم به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من دور قيادي فاعل ومرموق في تحقيق التقدم والازدهار في مسيرة الدولة، وبشكل مستمر .
ومن جهته، أكد الدكتور عبدالله عمران رئيس مجلس إدارة دار "الخليج" للصحافة والطباعة والنشر أن الفضل في هذا الاتحاد وإرساء دعائمه يعود إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، وإخوانهما قادة الإمارات .
وأضاف: عندما نتذكر الإرهاصات التي مرت على الاتحاد نجد أن الشيخ زايد رحمه الله فريد من نوعه وموهوب، أخرج هذه السفينة من كل التيارات والأمواج لتصل إلى قيام الاتحاد .
في ملتقى "مسيرة الاتحاد" في دار الخليج
نهيان بن مبارك: 10 سمات أساسية ميّزت مسيرة الاتحاد وخليفة زعيم واع
تغطية: طارق زياد وسائد مازن
تحت رعاية وحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العملي، وبمشاركة نخبة من المسؤولين والمثقفين، نظم مركز "الخليج" للدراسات في دار "الخليج" للصحافة والطباعة والنشر، أمس، ملتقى تحت عنوان "مسيرة الاتحاد" . وجاء تنظيم الملتقى الذي تحدث فيه الشيخ نهيان بن مبارك عن مسيرة الاتحاد، بالتزامن مع التحضيرات الجارية لاحتفالات الدولة باليوم الوطني ال ،41 التي تنطلق في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول المقبل . وتناول الملتقى مسيرة الاتحاد والإنجازات التي حققتها الدولة، على مدار السنوات الماضية، ودور الاتحاد في الارتقاء بالدولة، للوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة، على الصعد كافة .
د .عبدالله عمران: زايد كان الأساس في بناء الصرح وتأسيس الاتحاد بالحكمة والدعم
في بداية الملتقى، تقدم الدكتور عبدالله عمران تريم رئيس مجلس إدارة دار "الخليج" للصحافة والطباعة والنشر، في كلمته، بالتحية والتقدير للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ورحب باسم دار "الخليج" للصحافة والطباعة والنشر، بجميع الحضور .
وقال: يسرني عن دار "الخليج"، أن نستضيف هذه النخبة، بمناسبة الاحتفالات ب 41 عاماً على مسيرة الاتحاد، وكان ل "الخليج" الدور الكبير منذ سنة ،1970 في المشاركة في قيام وبناء هذا الصرح الكبير، وقد مرت "الخليج" بظروف صعبة، ومحاربة من أطراف عديدة، سواء من الاستعمار البريطاني في ذلك الوقت، وشاه إيران، لكننا صممنا بالكلمة، وكافحنا، وناضلنا بهذه الكلمة، وأصدرنا الجريدة عام ،1970 لتكون عونا، وكلمة صادقة في بناء الاتحاد، بعد أن قررت بريطانيا الانسحاب عام 1968 .
وتابع: واليوم "الخليج" تحاول وتسعى جاهدة في كل إصدارتها وعلى كل صفحاتها، تدعيم هذا الصرح الكبير ببناء الإنسان، ورفاهيته وسلامه، وأمنه .
وأضاف: "كان دعم هذه المسيرة بأن منَّ الله على هذا البلد بقيادة حكيمة ورشيدة، متمثلة بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله ألف خير، حيث شعر المواطن بالتوحد بعد الشرذمة التي عاشها سنوات طويلة .
وتابع: وكانت الإمارات صغيرها وكبيرها تسعى للاتحاد في ما بينها، وكان الفضل الكبير في الاتحاد وإرساء دعائمه للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي كان الأساس في بناء هذا الصرح وتأسيس الاتحاد بالحكمة والدعم، والسير بخطوات ثابتة، رغم ما مر به منذ العام 1968 كمفاوضات، حتى قيامه في ديسمبر ،71 عقبات كثيرة جداً، من الاتحاد التساعي ثم أصبح السباعي، وكان زايد مُصراً، وإلى جانبه المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وقادة الإمارات .
وقال: عندما نتذكر الإرهاصات التي مرت على هذا الاتحاد نجد أن زايد فريد من نوعه وموهوب، وكان مدعوماً من الله، حيث أخرج هذه السفينة من كل التيارات والأمواج لتصل في النهاية إلى قيام الاتحاد، ولم يكتف زايد بقيام الاتحاد، بل وجد أن الإنسان هو الأساس، وكان لنا الشرف الكبير في مساندة هذا الرجل العظيم الذي كان لنا الأب الروحي والأستاذ والمعلم .
وأكد د .عمران أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان اعتبر أن الإنسان هو الأساس في التنمية، وأنه ركز على الإنسان في كل أبعاده على مستوى التعلم والصحة والأمن والتنمية، ولم ينس الأرض .
مضيفاً: ما نراه اليوم من إنجازات المغفور له بإذن الله، يجعلنا لا نشكره فقط عليها، بل يجب علينا أن نقف أمام ما حققه بمساندة الرعيل الأول الذي قام بدور استثنائي في إرساء دعائم الاتحاد .
وأكد أن المغفور له بإذن الله، خلق علاقات دولية لم تمر على أي دولة أخرى، وقدم المساعدات لكل الدول، وكان عربياً حتى النخاع، كما كان حريصاً على الوطن، والدين الإسلامي، وقدم ما باستطاعته لخدمة الإنسان .
وقال في نهاية حديثه: لنا الشرف أن تستضيف دار "الخليج" للصحافة والطباعة والنشر، التي أسهمت وشاركت في دعم هذا القائد الكبير رحمه الله، ونتشرف اليوم بالأخ والصديق والأب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي قدم الشيء الكثير خلال السنوات الماضية، وقد عايشت والده الشيخ مبارك رحمه منذ العام ،1968 وكان رجل حكمة، ويساعد الناس، ومخلصاً، وبيته مفتوح، وبالتالي لا نستغرب أن يكون الشيخ نهيان بن مبارك في هذا الموقع .
خلفان الرومي
بعد كلمة الدكتور عبدالله عمران، قدم خلفان الرومي لكلمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، حيث قال: يسرني أن أرحب بكم في رحاب دار "الخليج"، هذا المنبر الذي عوَّدنا دائماً على حمل لواء الهموم الوطنية والقومية، من خلال الأنشطة الفكرية والفعاليات الثقافية الجادة، والمثمرة حول مختلف القضايا المحلية والعربية والدولية التي لها تأثير في مسار تقدم المجتمع وتنميته .
وتابع: منبر "الخليج" وهو في قيامه بهذه المهمة التي أخذها على عاتقه، لم يتخلف أبداً عن متطلبات الدفاع عن الحقوق الوطنية بالكلمة الحق والسواء، وقد رفعت "الخليج" منذ تأسيسها راية الانتصار لقيام الاتحاد، ومضت بعد ذلك قدماً في تعزيز تجربة الإمارات الرائدة .
وأضاف: نجتمع معكم اليوم في هذا الملتقى، ونحن على أعتاب اليوم الحادي والأربعين لتأسيس الاتحاد، هذه اللحظة التاريخية التي تجسدت بولادة الدولة وقيام الاتحاد، الذي لم يكن ليتحقق لولا الوعي والحس الوطني المسؤول والجهد الفريد المتوقد حماساً، الذي بذله الآباء المؤسسون، في سبيل قيام دولة الاتحاد، وقد تحقق الحلم فعلاً وحقيقةً بسواعد وتضافر جهود حكامنا وأبناء الإمارات، الذين سجلوا جميعاً لحظة تاريخية عزيزةً على قلوبنا، ستبقى محفورةً في ذاكرة كل الأجيال، أطفالاً ونساءً ورجالاً .
وقال: اليوم نعيش هذه الفرحة وهذه المناسبة الوطنية، ونرى ونشاهد المكانة القوية والمرموقة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة على مختلف الصعد، ولعل أروع الدلالات تلك الحكمة التي عبَّدت طريق الاتحاد، وذلك التسامح الذي يسري في ثنايا المجتمع، وصنع من الاتحاد دولةً ناضجةً ونموذجاً للوحدة، والاندماج المترابط بين شعبها وحكامها .
وقال: أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بالشكر والامتنان إلى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الذي لبى دعوة دار "الخليج" لرعاية هذا الملتقى عن مسيرة الاتحاد والمشاركة في نشاطه . ولطالما كان الشيخ نهيان بن مبارك سباقاً في المشاركة في المناسبات الوطنية، وفي الحرص دائماً على حضور المؤتمرات السنوية لدار "الخليج" .
كلمة نهيان بن مبارك
يسرني كثيراً، أن أَحضُرَ معكم هذا الملتقى، حول مسيرةِ الاتحاد، الذي نحتفي فيه معاً هذا العام، باليوم الوطني الحادي والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة، شاكراً لدار الخليج، تنظيمَها هذا اللقاء، وحرصَها على الاهتمام الدائم بشؤون الوطن وتطلعاته، بل وأيضاً، التزامَها التامَّ والملحوظ بتعميق مبادئ الولاء والانتماء لدولة الإمارات، وتأكيدِ المشاركةِ الواسعة، لجميع أبنائها وبناتها، بل وإتاحةِ الفرصةِ أمامَنا جميعاً، كي نعبّرَ عن اعتزازنا وفخرنا ببلدنا الإمارات، وبمكتسباتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية نعتزُّ ونفتخر، بقيمها ومبادئها، بنظامها وقادتها، بأبنائها وبناتها نعتزُّ ونفتخر، بما تُمثّلُه من نموذجٍ حضاريٍّ فريدٍ ومتطور، في التعايش والتسامح، والتعمير والبناء، والاستقرار والرخاء، بل نعتزُّ ونفتخر أيضاً، بماضينا التّليد، وحاضرِنا الناجح، ونعمل سوياً من أجل مستقبلٍ زاهرٍ وزاخر، مُفعَمٍ بشتّى الإنجازات والمُكتسَبات .
دولة رائدة
وأشعرُ بالفخر والاعتزاز، وأنا أتحدث اليوم عن دولتنا الرائدة، في يوم الاتحاد المجيد، إذ نرى عظمةَ هذا الشعب، ونرى عظمةَ هذا السجلَّ الرائعَ والمُشرقَ والمُشرِّف لقادته المخلصين "رجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عليْه"، إخلاصاً وولاءً، وحباً حقيقياً، لهذا الوطن العزيز، إنهم الرجال، الذين يَصدُقون القولَ بالعمل، ويُسهمون بحقٍ وعن جدارة، في إعلاء الصرح، ومواكبة المتطلبات كافة، وقد تحقق لهم بعون الله ما أرادوا، حيث تأسست وفي زمنٍ قياسيّ، دعائمُ نهضةٍ شاملة، نحمد الله، أنَّ الجميعَ يَنعَمون بثمارِها، ويتمتّعون بالرخاء والنعيم في ظلالها، في مناخٍ يتسم بحب الوطن، والالتفاف حول أهدافه وأمانيه .
وكلما أتى يوم الاتحاد، تقفز إلى الأذهان صورٌ مُشرِقةٌ ومتلاحقة، فيها، ينتعش الوجدان، بروح الاتحاد، وتَلْهَجُ الألسنة والقلوب، بالشكر والعرفان والامتنان، للقائد العظيم، والمؤسس الحكيم، المغفور له بإذن الله، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أجزل الله مثوبتَه، فقد كان لحكمته النادرة، وتوجيهاته الرشيدة، أكبرُ الفضل، لا نقولُ فقط، في تحويل هذه الأرض، وفي زمنٍ قياسيّ، إلى قلعةٍ شامخة، من البناءِ والتعميرِ والتشييد، ولكنْ كذلك، في بناءِ وتشكيلِ إنسانِ هذا الوطن، على مبادئَ قويمة، وأسسٍ رشيدة، تعتمدُ على الإيمانِ بالله، والثقةِ بتأييدِه ونصرِه، والعملِ وِفْقَ ما يتطلّبُه الوطنُ والدولة، من قوةِ الإرادة، وسَعَةِ العزمِ والتصميم، والحرصِ على الإسهام بجدٍ وفعالية، في التطوراتِ الإيجابيةِ كافةِ في العالم، بما جعل من مجتمع الإمارات نموذجاً فريداً وبحقّ في التنمية والتقدم، كما جعل منه أيضاً، واحةَ أمنٍ وأمان، تَتّسمُ بالتآلف والمودة بين الجميع، في كافة ربوع هذا الوطن الحبيب .
زعيم واع وقادر
إننا نحمد الله، على أن قَيَّضَ لدولتنا الحبيبة، بعد رحيل المؤسس الأول، زعيماً واعياً وقادراً، هو صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وسموّه يؤكّد دائماً، على تقدّم المجتمع، وعلى استمراريةِ النموِّ والبناء، لمؤسسات الدولة كافة، وبالذات البناءِ الاقتصادي والاجتماعيِّ والبشريّ، الذي يقومُ على العلم والمعرفة، في إطارٍ من الحرص على نشر السلام، وإشاعةِ روحِ التعايشِ والتفاهم، بل والتواصلِ الإيجابيِّ، مع أقطار العالم كافة، كلُّ ذلك، لتكونَ دولةُ الإمارات دائماً، بلدَ الرخاء والاستقرار، بلدَ الحكمة والسلام، بل وأيضاً، بلدَ التقدّمِ والنماء .
إننا نحظى أيضاً وبفضل الله، بالقيادة الفاعلة والرشيدة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ، أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكّام الإمارات، كما نحظى كذلك، بما يقومُ به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي، نائبُ القائد الأعلى للقوات المسلحة، من دورٍ قيادي، فاعلٍ ومرموق، في تحقيق التقدّم والازدهار، في مسيرة الدولة، وبشكلٍ مستمرّ .
إنه بفضل ما تحظى به دولةُ الإمارات، من قيادةٍ حكيمةٍ وواعية، تتضافرُ كلُّ الجهود، من أجل هذا الوطن، وعلى مختلف المستويات: جهودٌ في السياسة، جهودٌ في الاقتصاد، في التعليم، في الصحة، في الإسكان، في الرعاية الاجتماعية، بل في كل القطاعات، وشتى المجالات .
إنه بفضل هذه القيادة الحكيمة والواعية، وبثقةٍ كاملة، في قدرات أبناء وبنات الإمارات، فإننا، ونحن نحتفل باليوم الوطني كلَّ عام، نشعرُ دائماً بالأمل والتفاؤل، وبأننا أمامَ آفاقٍ متجددة، للعمل الوطنيّ المثمر .
إن دولة الإمارات ولله الحمد، رمزٌ أكيد، من رموز النهضة والتقدم، عَبْرَ التاريخِ الإنسانيّ كله، إنها وبالفعل، دولةٌ رائعة، شَكّلتْها وصاغتْها، أيادٍ قوية، وعزائمُ صادقة، ومواطنون حريصون كلَّ الحرص، على أن تكون دولتُهم دائماً، في المقدمة والطليعة، بين كافة دول العالم .
واسمحوا لي في هذا الملتقى، أن أشيرَ بإيجازٍ شديد إلى بعض الخصائص والسِّمات الأساسية، التي تميزُ دولةَ الإمارات، وتبعثُ على ثقتنا في المستقبل الزاهر، الذي نرجوه، بل وأيضاً، تؤكدُ في نفوسنا، الانتماءَ لهذا الوطن، والاعتزازَ بمسيرته، والحرصَ على الإسهام في إنجازاته .
سمات وخصائص
السِّمةُ الأولى: الالتزامُ الكامل، بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والتقاليدِ العربية الأصيلة، والحرص الكبير على الهُوِيَّةِ الوطنية:
يتحقّقُ ذلك أمامنا بكلِّ وضوح، في مسيرتنا الممتدّةِ والصاعدة، التي تحرصُ كلَّ الحرص، على تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع، والإسهام الفاعل، في مسيرة العالم، من دون تشدّدٍ أو تعصّب، ومن دونَ تحيّزٍ أو إسراف؛ نتمسّكُ بتعاليم الإسلام، التي تُرسي الأسسَ المتينةَ والقوية، لمجتمعٍ ناجح، نحافظُ على التقاليد الأصيلة، والمبادئ القويمة، ونترجمُها إلى عملٍ حقيقي، يُبرزُ بجلاء، هُوِيَّتَنا الوطنية، ويجعلُ من مجتمع الإمارات ولله الحمد، مجتمعاً متجدِّداً ومُتفاعلاً، يقوم على المودة والتراحم، ويؤكدُ على مفهوم الوطن والمواطنة، ويحققُ الولاءَ والانتماء، للوطن، وقادتِه، ونظامِه، ومؤسساتِه، ويسعى إلى توفير الأمن والاستقرار، ونشر بشائر الهُدَى والخير، في ربوع الإمارات كافة .
السِّمةُ الثانية: هي وجودُ أهدافٍ واضحة لمسيرة الوطن:
يتجلّى ذلك، في التركيز على التنمية البشرية، بكافة أبعادِها، بل وتمكينِ جميعِ أبناء وبنات الوطن، من الإسهام الفعّال، في الساحات كافة، وعلى مختلِفِ الصعد: الوطنيةِ والإقليميةِ والعالمية .
يشمل ذلك أيضاً، الاطمئنان، بأنَّ أهدافَ عملِنا الوطنيّ، يتم تحديدها على أعلى مستوىً عالميّ، ممكنٍ ومرموق، مع تحديدِ توقعاتنِا، من أبناء وبنات الوطن كافة، بثقةٍ وطموح، والتزامٍ كامل، بأن تكونَ دولةُ الإمارات، وبصفةٍ دائمة، دولةً محوريةً بمعنى الكلمة، في المنطقةِ والعالم، تقومُ بأدوارِها الفاعلةِ والمتجدّدة، في تشكيل أنماط المستقبل، بوعيٍ وذكاء، وفي مختلِف الميادين .
السِّمةُ الثالثة: هي تلك السياسات الواضحة والفعالة، للتنميةِ الاجتماعية:
وهي التي تقومُ على أسسٍ قوية، من الحفاظ على الوفاقِ والوِئامِ والتكافل، وتَنبُذُ العنفَ والإرهاب، وتتمسكُ بالمبادئ، من دونَ انجذابٍ لشعاراتٍ خادعة، أو آراء دخيلة، أو أفكارٍ مُشوّشة .
تنشُر العدالةَ، وتُحقق تكافؤَ الفرص، كما تُوفّر لكلِّ فرد، في الحاضر والمستقبل، الإمكانات كافة، لتنميةِ ذاتِه وقدراتِه، والارتقاء بعملِه على أحسنِ وجه . إنها كذلك، تَكفُلُ للجميع، فرصَ الحياة الكريمة، والإسهامِ المتنامي، في مسيرة المجتمع .
سياسات تنموية
إنّ هذه السياسات التنموية والمجتمعية أيضاً، تدعمُ الأسرة، وتؤكّد دورَها في حياة المجتمع .
يرتبط ذلك أيضاً، بالحرص على مكانة المرأة، وتوفير الفرص كافة أمامَها، للتقدم والنموّ، والإسهام في مسيرة الدولة والعالم .
بالإضافة إلى كل ذلك، يتمّ توفيرُ الخدمات التعليمية والصحية والمجتمعية، التي تؤدي، إلى بناء قدرات أبناء وبنات الوطن، وتُعِدُّهم الإعدادَ الأمثلَ والتامّ، للمشاركة الفاعلة، في الأنشطة المجتمعية كافة، بطريقةٍ تَدعمُ لديهم، الولاءَ للوطن، والانتماءَ لأهدافهِ وأعرافهِ وتوجّهاتِه .
السِّمة الرابعة، هي التي تُعلنُ عن نفسِها بنفسِها، وتجعلُ كلاً منّا، يشعرُ بالمواطنة الحقيقية، وهذه تتمثّل في ارتباط أفراد الشعب بقادتِه، واعتزازِهم بإنجازات الدولة، وتفاؤلِهم الكبير بمستقبلِها:
اسمحوا لي هنا، أن أُشير، إلى نتائج بحثٍ ميدانيٍّ مهم، قامت بإجرائِه الهيئةُ الوطنيةُ للبحث العلميّ، من خلال فريقٍ متخصّص، من أساتذة جامعة زايد، حول طموحات شباب الدولة بالنسبة للمستقبل .
لقد أظهر هذا البحث، عدةَ نتائجَ مهمة، أستعرضُ بعضَها أمامكم، ومنها:
1 - أن شباب الإمارات، معتزٌّ غايةَ الاعتزاز، بقيادته، سعيدٌ تماماً، بنظام الحكم في دولته، وبنموذجِها الديمقراطيِّ المباشر .
2 - أن شباب الإمارات، فخورٌ بما حققته دولتُه، من تقدمٍ وتنمية، وما تتمتعُ به، من رخاءٍ ورفاهية معظمُهم يرى: أن دولة الإمارات ودونَ مبالغة، هي أفضلُ دولةٍ في العالم .
3 - أن شباب الإمارات، متفائلون تماماً، بمستقبلٍ أكثرَ ازدهاراً لهم، وللدولة .
4 - أن شباب الإمارات، يتّسمُ بالطموح، والرغبةِ في النجاح، والثقةِ في دعم المجتمع لهم .
5 - أن شباب الإمارات، يعتزّ بمؤسساتِه الوطنية، ويتطلعُ إلى خدمة مجتمعِه ووطنِه .
6 - أن شباب الإمارات، متمسكٌ تماماً بتعاليمِ دينِه الحنيف، وهو دوماً، يحافظُ على هويته الوطنية، وإلى أبعدِ حدٍ ممكن .
7 - أن شباب الإمارات، حريصٌ غايةَ الحرص على الأمن والاستقرار، والازدهار الاقتصادي، وتعزيزِ مؤسساتِ الاتحاد .
8 - أن شباب الإمارات، يدعمُ الدورَ المحوريَّ للدولة، في المنطقة والعالم .
9 - أن شباب الإمارات، يتفهّمُ تماماً، مُوجِّهاتِ وآثارَ ظاهرةِ العولمة، ويدعمُ جهود التنمية، والسلام، والأمن، واحترامِ كرامة الإنسان، في كل مكان .
هذه النتائج، بالإضافة إلى نتائج البحوث المماثلة، في الدول الأخرى، التي تشير دائماً، إلى إعجاب الآخرين، بدولة الإمارات، إنما تؤكد أننا نعيشُ ولله الحمد، في دولةٍ ناجحة، بكل المقاييس؛ دولة فخورةً بنظامها وقادتها، معتزة بمسيرتها وإنجازاتها، تحققُ الخيرَ والرخاء، ويتّسمُ أبناؤُها بالوعي والانتماء، وكلُّ ذلك، يبشّر بمستقبلٍ ناجحٍ ومشرق، لإماراتنا الحبيبة .
السِّمةُ الخامسة: ذلك الدور المهم في تحقيق السلام والاستقرار، في المنطقة والعالم، حيث تحققُ الدولةُ هذا الدور، على أرض الواقع بكفاءةٍ واقتدار، سواءٌ تعلق الأمر بدورها في حل النزاعات والصراعات، أو توفيرِ إمدادات النِّفط والطاقة، أو ترشيدِ الظروف الاقتصادية، التي تؤثرُ في ميزان الاستقرار في العالم، بالإضافة إلى حرصِ الدولة، على نشر مبادئ السلام والتسامح والتعايش، في المنطقة والعالم .
السِّمةُ السادسة: هي أن الإمارات، رمزٌ ونموذجٌ عالميّ، في التنمية المستدامة:
وفي ذلك، تدركُ الدولة، أن التنمية المستدامة، هي الطريق إلى مستقبلٍ ناجح، ليس فقط في الدولة، بل في العالم كله، ودولة الإمارات تأخذ بمبادراتٍ رائدة في مجالات استخدام الطاقة، وتطويرِ مصادر الطاقة البديلة، وجهودِ حماية البيئة، وكما تعلمون، فإن أبوظبي، هي مقرُّ المنظمة العالمية، للطاقة البديلة، بما يمثّلُه ذلك، من اعترافٍ عالميّ بدور الدولة، وإنجازاتهِا في هذا المجال .
السِّمةُ السابعة: توافرُ بيئةٍ عالميةٍ متطورة، للتجارة والاستثمارات:
تتبلورُ حقيقةُ ذلك، في أنّ اقتصادَ الدولة، اقتصادٌ تنافسيٌّ بمعنى الكلمة، يوائمُ تماماً ظروفَ العولمة: اقتصادنا ينمو بمعدّلاتٍ سريعة، وأصبحت دولتُنا ولله الحمد، مركزاً عالمياً مهماً، للتجارة الدولية، والسياحة، والتمويل، وتقنيات المعلومات، ووسائل الإعلام دولتُنا ولله الحمد، تتمتع بدرجةٍ عالية، من التنافسية، ومن الشفافية، وتأخذُ بسياساتٍ رشيدة، تَكفُل أن تكون مؤسساتُها الوطنية، قويةً وراسخة، وأن يكون الاقتصادُ والاستثماراتُ فيها قائماً على أسسٍ رشيدةٍ ومستقرة .
السِّمةُ الثامنة: أنّ دولة الإمارات وبحق، تسعى بكل جِدٍّ والتزام، إلى أن تكون مجتمعاً قائماً على المعرفة:
يتّضحُ ذلك، في أنَّ مجتمعَنا ولله الحمد، حريصٌ كلَّ الحرص، على تحقيق الإفادة الكاملة من المعارف وتطبيقاتها، لرفع الإنتاجية، وتحسين مستوى المعيشة، وهذا بدوره، يؤكدُ تركيزَنا الكبير على التعليم والبحث العلمي، بما يحقق لنا بناءَ رأسِ المالِ البشريِّ الوطنيّ القادرِ على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الناجحة، وكما نعلم، فإنّ رأسَ المالِ البشريّ، يتمثلُ في برامج التعليم والتدريب والتوعية كافة، تلك التي تتولاها وترعاها، كافةُ مؤسسات التعليم في الدولة .
السِّمةُ التاسعة: سمةٌ رائدة، تتمثّل في الدور المحوريّ للإمارات، في تحقيق التكامل الاقتصادي، في منطقة الخليج .
وهنا، تقومُ الدولةُ بدورٍ أساسيّ، في دعم المؤسسات والهيئات، التي تحققُ التكاملَ الاقتصادي بين دول مجلس التعاون، كما تقومُ أيضاً، بالأخذ بالنظم والإجراءات التي تُعظّم من مكانة اقتصاد الخليج، في الاقتصاد العالمي، هناك أيضاً، اهتمامٌ كبير بتنمية مهارات القيادة والريادة، لدى أبناء الدولة، بما يجعلهم، ومن خلال فكرٍ مستنير، قادرين بالفعل، على التعامل الذكيّ مع المتغيرات كافة، التي قد تؤثّر في مكانة المنطقة في العالم .
السِّمةُ العاشرةُ والأخيرة هنا: هي تلك السياسة الخارجية للإمارات، التي تتسم بالواقعية والفاعلية والاتزان .
وتتعدّد مظاهر هذه السياسة، من خلال حِفاظ الدولة، على استقلال القرار الوطنيّ، والحرص على العلاقات الطيبة، وعلاقات الصداقة، مع جميع دول العالم، بحيث يكون التقدم في دولة الإمارات، مصحوباً أيضاً، برقيّ منطقة الشرق الأوسط كلِّها، بل ورقيِّ العالمِ بأسره .
إن لنا أن نعتزّ، بالدور الصاعد والمتنامي لدولتنا العزيزة، في تحقيق أواصر التضامن، والتعاون، والصداقة، والتقدم: خليجياً، وعربياً، وإسلامياً، وعالمياً، لأن دولتَنا، تتبصّرُ طريقَها بوضوح، وتتحملُ مسؤولياتِها باقتدار، وتُناصرُ قضايا الحق والعدل والسلام، في كل مناسبة، وفي كل مكان .
إنجازات مستمرة
إنني أكتفي بهذا العدد، من السماتِ المهمة، التي نعتزُّ بها، التي تمثّل بالنسبة لدولتنا، ركائزَ محورية، ومنطلقاتٍ متصاعدة، تؤكّد هويّتَنا، وتُعزّز من تحرّكاتنا في كلّ اتّجاه، بل وتُرسّخ لدى أبناء وطنِنا، مبادئ الولاء والانتماء، هناك سمات أخرى كثيرة، لا يتسع الوقت هنا لذكرها، وكل ذلك، إنما يدعونا للاطمئنان على مسيرتِنا، وأننا وبعون الله، سائرون بثقةٍ وتفاؤل، على الطريق الصحيح، ونشعرُ بالاعتزاز والتفاؤل، بكل ما تحقق ويتحقق لنا، من إنجازاتٍ في شتى المجالات، ولا ننسى ما تمّ، ولا نَغفَلُ عما يتمّ، فالمسيرةُ متواصلة، والعطاءُ متلاحق، والإنجازاتُ مستمرة، وعلى هذا النحو من الرضا والاستبشار، ينبغي أن تكون نظرتُنا إلى المسيرة الظافرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما ينبغي أن يكون شعورُنا جميعاً، ونحن نرى دولتَنا الغالية، وقد حققت، ولاتزال تُحقق، الكثيرَ والوفير، بفضلِ التواصل، والمشاركة، والالتزام .
وأعتذر عن إطالة الحديث، ولكنها مناسبةُ اليوم الوطنيّ، الحادي والأربعين، وهي المناسبةُ العزيزةُ والمتجدّدة، التي تُثير لدينا جميعاً، ذكرياتٍ كثيرة، وتجعلُنا نشكرُ المولى العليّ القدير، الذي ربط واقعَنا ومصيرَنا، بواقعِ هذا الوطنِ العزيز ومصيرِه، وهو وطنٌ ننعَمُ بدفئِه، ونحظى بدعمِه، بما يجعلنا وبصدقٍ وإخلاص، نساهمُ في تقدمِه وتطورِه، لأنه يستحقُّ منّا الكثير .
على هذا الدرب نسير، وفي ظل القيادة الحكيمة، نعملُ بعزةٍ وقوةٍ وإرادة، حتي يتحقق لوطنِنا الإمارات، ما نصبو إليه من تقدمٍ وازدهار، ولتبقى الإماراتُ دائماً، الدولةَ الناهضةَ والمتقدمة، وليبقى أبناءُ وبناتُ الوطن، دائماً في الصدارة، ودوماً في المقدمة .
مرةً أخرى، أحييكم جميعاً، وأشكر كلَّ مَن أشرف وساهم، في إقامة هذا الملتقى، في هذه المناسبةِ الوطنيةِ الغالية، والحبيبة إلى قلوبِنا جميعاً .
عائشة سلطان: الاهتمام بجيل الشباب
قالت الكاتبة عائشة سلطان، في مداخلتها، إن مناسبة اليوم الوطني تدفع إلى الاستذكار، والترحم على الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات المؤسسين الذين تركوا لنا هذه الدولة المتقدمة والمتطورة .
وعبرت عن شكرها لدار "الخليج" على تنظيم الملتقى، مبينة أن الدار أسهمت في مسيرة بناء الاتحاد، ومعبرة عن شكرها إلى الشيخ نهيان بن مبارك على تشريفه للملتقى، معتبرة أن كلمته ورقة عمل مهمة .
وأشارت إلى أن محمد الشعالي تطرق في كلمته إلى الماضي والحاضر والمستقبل، وأنها ترى أنه من الضروري القيام باستشراف المستقبل عن طريق الاهتمام بجيل الشباب لأن الحالة الداخلية للدولة لم تعد كما كانت أيام التكوين قبل 41 عاماً، حيث إن الشباب الآن يحققون ما نسبته 100% في مجال التعليم، و50% في معدل تواجدهم ككتلة بشرية، وهم شباب طموحون وأذكياء .
وبينت أن الدولة وفرت للشباب الحياة الكريمة ولم تقصر في ذلك، لكن يجب زيادة الاهتمام بهم، كونهم يواجهون تحديات العولمة، وثورة تكنولوجية واتصالات عارمة، وبعضهم درس خارج الدولة واختلط بشعوب العالم، ما قد يؤثر في علاقتهم بهويتهم، ووطنهم، والانتماء إليه، ويتعرضون لرياح وأفكار وأيدلوجيات خطيرة ومختلفة، وكثير منها لا يتناسب مع معطيات وإنجازات الاتحاد التي نتمتع بها .
ورأت أن هناك نسبة من البطالة يجب العمل عليها، لأنها مدخل أكيد من مداخل الاختراقات التي يتعرض لها الشباب، مشيرة في الوقت ذاته أن قضايا الشباب لم تنل الاهتمام الحقيقي والمطلوب في وسائل الإعلام .
وأضافت: ونحن نعمل على البناء نقع في أخطاء وتجاوزات وهذا أمر طبيعي، ولدينا يقين بأن هناك إرادة لتجاوزها، لأن الجميع يرغب في الحفاظ على الاتحاد، لأنه الملاذ الوحيد، والفخر الذي نفخر به ونعتز به، إذا كان الجميع يقول إن الإمارات حققت معجزة، فأنا أعتبر "الوطن المنجز" هو المعجزة الحقيقية التي أفتخر بها .
محمد الشعالي: تقييم الحاضر واستشراف المستقبل
تقدم محمد الشعالي في بداية مداخلته بالشكر إلى دار "الخليج" على استضافتها الملتقى، مشيراً إلى أن هذه الاستضافة غير مستغربة على "الدار"، ومقدماً أيضاً شكره إلى الشيخ نهيان بن مبارك على رعايته، وحضوره للملتقى، مبيناً أنه عودنا دائماً على مبادراته الطيبة وتواجده في كل ما يخدم الوطن، ونحن في الإمارات نعتز بوجود أشخاص من أمثاله يشاركوننا الأحزان والأفراح .
وأضاف: بعد كلمة الشيخ نهيان بن مبارك من الصعب الإضافة، لكنني أعتقد أن المناسبات الوطنية مهمة للتفكير في 3 أشياء هي الاحتفال بالماضي، وتقييم الحاضر، واستشراف المستقبل، وكان الشيخ نهيان بن مبارك قد تطرق إلى الماضي، وإلى التحديات التي كانت تواجه الاتحاد في كلمته .
وأوضح الشعالي أن قيام الاتحاد صادفه الكثير من التحديات من بعض الدول الإقليمية التي رفضت الاعتراف به، لكن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، تمكن من تعزيز علاقته مع الآخرين في المحيط العربي، واستطاع إجبار الدول الإقليمية على الاعتراف بالدولة، وكثير من شبابنا لم يكن يدرك مدى هذه التحديات التي واجهت قيام الاتحاد .
وأشار إلى أهمية استشراف المستقبل عبر التخطيط، مبيناً أن الكثيرين يسألون هل تغيرت سياسة الدولة بعد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وأقول من المؤكد، لأن الزمن تغير، ويجب دائماً التخطيط لمواكبة التغيرات .
محمد دياب الموسى: إنجازات كثيرة حققتها دولة الاتحاد
قال محمد دياب الموسى المستشار في الديوان الأميري بالشارقة، في مداخلته: "أتحدث الآن كوني عايشت الاتحاد وما قبله، حيث عاش الأهالي سنوات قاسية قبل تأسيس الاتحاد، لكنهم لم يستهينوا وصبروا على الوضع السيئ الذي فرضه الاستعمار، كما أنهم عاشوا بعد الاتحاد حياة رفاهية ولم يبطروا" .
وأضاف: "حققت دولة الاتحاد الكثير من الإنجازات مقارنة بغيرها من الدول المحيطة، كما أن الإمارات عملت على إيفاد البعثات والقوافل الثقافية والاجتماعية والفنية، إلى مختلف أصقاع الأرض، الأمر الذي خلق انطباعاً إيجابياً عن الدولة" .
وأكد الموسى أن الإمارات تعيش في فترة من النماء والرخاء، مقارنة بغيرنا في ظل ما تشهده المنطقة من ثورات، لافتا إلى أن الدولة متمثلة بإمارة الشارقة، ثاني عاصمة ثقافية عربية .
وقال: "نتقدم بالشكر لمؤسسة دار "الخليج" للصحافة والطباعة والنشر، التي عودتنا على تنظيم اللقاءات المثمرة، كما أشكر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي أثرى الحضور بمعلومات مهمة حول الاتحاد" .
د . يوسف الحسن: "الاتحاد" يوم للتقاويم
قال الدكتور يوسف الحسن: "يستحق يوم الاستقلال الوطني، أن يكون يوم التقاويم كلها، حيث يعتبر الاسم الحركي "للكينونة" الوطنية التي ظلت على مدى أكثر من قرن ونصف القرن، تبحث عن ذاتها، وأسهمت ما سميت ب"الحماية البريطانية" في تعطيل طاقاتها، وإعاقة إمكانات نموها، وتواصلها مع الذات ومع الخارج بحرية، وفرض عزلة سياسية وثقافية عليها، حتى صار من الصعب تحديد محاصيل الشقاء والتخلف والفاقة والحرمان" .
وأضاف: "بعد مرور أربعة عقود وعام، على قيام الاتحاد، هناك سؤال مهم، هو الكيفية التي تم خلالها "تصنيع" هذا الاتحاد، ونوعية الإرادة الوطنية التي حققته، وإن ولادة الاتحاد، كانت بمثابة اجتراح معجزة، في ظل أزمنة صعبة، وفي ظروف استثنائية، ومن غير تجربة "دولاتية" ومؤسساتية وإدارية وسياسية سابقة أو كوادر مؤهلة" .
ولفت إلى أن بداية الطريق، كانت في الاهتداء إلى شكل ومضمون التنظيم الدستوري والسياسي للسلطات في الإمارات، وهو تنظيم يختلف عن القوالب المعروفة في نظام تركيز السلطات، ونظام الفصل بين السلطات، ويمزج ما بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي، ويعطي لكل إمارة شيئاً من السلطات التي لا يختص بها الاتحاد .
وقال: "في يوم "الكينونة" نستذكر من أسَّس وبنى، ومن رعى وواصل حمل الرسالة بمسؤولية، ونستحضر الإرادة والحكمة، وأشواق شعب صبر وكابد وعانى، وصار اليوم جزءاً من نظام الخير الاجتماعي الوطني العام، وحارساً له، من أجل المستقبل" .
عبدالخالق عبدالله: "يوم الصدق"
قال عبدالخالق عبدالله، الكاتب، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، إن يوم الثاني من ديسمبر هو يوم "الصدق الوطني"، ويجب أن يكون "الواحد" صادقاً مع النجاحات الضخمة، ونقول ما علينا، فمشروع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، في بناء الدولة الحديثة حقق ركنين من 3 أركان .
وأضاف: حقق المشروع الركن الأول المتمثل في التحديث الاقتصادي، وتقريباً أُنجز، فلدينا بنية تحتية حديثة، واقتصاد أكثر تنوعاً مقارنة بدول المنطقة، أما الركن الثاني فهو الاجتماعي، حيث لدينا تنمية اجتماعية، وبشريه، وقد أصبت الإمارات الأولى خليجياً في هذا المجال .
أسماء الكتبي: قيادة حكيمة
تقدمت الدكتورة أسماء الكتبي الأستاذة المشاركة في قسم الجغرافيا بجامعة الإمارات، بالشكر للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على كلمته واستعراضه نتائج دراسة قامت بها جامعة زايد، متعلقة بالشباب، كما تقدمت بالشكر إلى الدكتور عبدالله عمران تريم رئيس مجلس إدارة دار "الخليج" للصحافة والطباعة والنشر، لاستضافة الدار نخبة من أبناء الإمارات بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني ال 41 .
وقالت الكتبي: "نحمد الله على ما من به علينا من قيادة رشيدة حكيمة، لا تغلق أبوابها في وجه أبنائها المواطنين، فالفرصة كبيرة لهم للقاء قيادتهم والتحاور معها"، وفي تعقيبها على المشاركات: "قالت أعجبتني كلمة التنمية السياسية التي تطرق لها يوسف الحسن، في كلمته بالمناسبة، لافتة إلى الدولة حافظت على نظامها كما هو بعد رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.