" الكتابُة تُثِير في القلب كوامن العواصف ومكامن الذكريات , وتُهيّج علينا فظائع الوقائع . في فتراتٍ بعيدةٍ من حياتي , ومتباعدةٍ , كان إيماني يؤنسني , ويملأ وجودي غبطةً . واليوم تحيطُ بي الغيومُ مِن كلُ جانب , وتهبُّ في باطني الأعاصيرُ حتى تكاد تقتلعني مِن الكون كله . " مُقتطف من الرواية . صورة عزازيل , رواية عالمية رائعة تصبو بك لعالم آخر ملموس , وكأن ما كان حاضرٌ نعيش فيه . عزازيل , تلك الكلمة التي تعني في القاموس العربي ( عَزَازِيل : شَيْطَانٌ : إِبْلِيسٌ ) ومع ذلك أجد بأن عزازيل أقرب لأن يكون المعنى المقصود به ليس فقط شخصية يحاورها هيبا ! بل وأيضاً ( عزل ) مِن العزلة , إذ كان هيبا في معظم وقته في خلوة تامة مع نفسه مصحوباً بعزازيل الخاص به . تعود أحداث الرواية للقرن الرابع , وهيبا الشخصية الواردة والأساسية تم أنتقاء اسمه تيمناً بالجميلة هيباتيا التي ما لبثت وحيدة حتى تم سحلها وحرقها , وليس ذلك فقط بل وأيضاً أكتافيا المسكينة التي حاولت أنقاذ العالمة فقتلت . الطريقة التي قتلتا فيها كانت قبيحة , وأليمة , استفزت مني وقتاً لكي انسى تلك الصورة التي راودتتني لأيام وكانت أقرب لصدمة بالنسبة لي .. عزازيل .. رواية عميقة تخطف القارئ من أرض الواقع لأحداث عديدة . في داخل الكتاب كُنت انتقل من رق لآخر , كُنت ارتحلُ من ضفاف النيل لأجد نفسي تارة في انطاكية إلى حلب وأطوف هائمة بين الصور والتعبيرات إلى أورشليم , فألتمس الحزن الذي كان يسكن قلب هيبا والحروب التي استكانت في داخله .. بلا شك .. هذه الراوية هي الأدب الحقيقي والكفاية الروحية لمحاولة خلق بعض الحلول لتلك الخلافات اللاهوتية وذلك الاضطهاد ضد النساء . عن هيبا , لم يكن بتلك القوة , بل كان الضعف متوغل فيه بطريقة جعلت منها حاجزاً في حياته .. نهاية / يوسف زيدان أراد ايصال رسالة مهمة , وفكرة معينة عن تلك الخلافات الواردة في ذلك الزمن , الممتدد حتى اللحظة .. حيث أن الرواية كانت مفتوحة لا نهاية لها , والخلافات الممتددة حتى اللحظة لا نهاية لها , س / أهذا ما قصده الكاتب هنا ؟ ج / أظن ذلك . في النهاية ( لا شيء يدوم للأبد ) , وأيضاً ( في داخل كُل واحد منا عزازيل خاصٌ به ) .