طالب مهتمون بوضع وسائل السلامة للأماكن التاريخية الأثرية، التي يزورها المعتمرون والحجاج ويترددون عليها باستمرار، معتبرين غار جبل ثور وغار حراء أبرز تلك الآثار التاريخية الإسلامية، التي يجب مراعاة وسائل السلامة لها. وفي الجانب الآخر دعا شرعيون الجهات المعنية بالتوعية والإرشاد وبذل قصارى جهدهم في بيان المخالفات العقدية التي يتوقع حدوثها من قاصدي تلك الآثار الإسلامية، مع مراعاة حسن التوجيه والحكمة في مخاطبتهم خصوصًا من يجهل الأحكام الشرعية في هذا الجانب، وأشار الباحث الأكاديمي الدكتور محمد القرشي إلى أهمية اتباع أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة، والقول اللين في مخاطبة القاصدين لغار حراء أو غار جبل ثور، وفي كل الأماكن الأثرية التي تحظى باهتمام الزوار.. ذلك أن العديد من المعتمرين وضيوف الرحمن وزوار مكةالمكرمة، القادمين من الخارج، يضعون نصب أعينهم في إعطاء وقت كافٍ لزيارة غار حراء بمنطقة جبل النور (شمال شرق المسجد الحرام)، أحد أبرز المعالم التاريخية الإسلامية، ذلك الغار الذي أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالنبوة، حين أنزل سبحانه جبريل عليه السلام ليقرئ محمدًا أوائل سورة العلق (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وهو يتعبد ويتحنث في هذا الغار، فكان هذا الغار منطلق الوحي لسيد الأنبياء عليهم السلام. وهي منطقة أثرية مهمة إلاّ أنها لا ينبغي أن يتجاوز الزائرون مجرد الاطلاع إلى ما يرقى إلى التعبد بها. حيث مجموعة من الوافدين وهم يوزعون كتيبات ومنشورات تخالف جوهر العقيدة على الصاعدين إلى غاري حراء وجبل ثور، يجلبون من خلالها أموالاً من كافة العملات، التي يتعامل بها القادمون إلى هذين المكانين الشريفين، كما شوهدت مجموعة منهم وهم يتبركون بالغار، ويمسحون به وجوههم وسائر أجسادهم، اعتقادًا منهم ببركة الغار والمكان.! ولم تفلح المواعظ والتوجيهات، التي يقدمها رجال الحسبة من محو تلك المعتقدات والأفكار، التي يقوم بها أولئك المعتمرون وقاصدو الغار، إذ تشير بعض الإحصائيات إلى أن الصاعدين من الحجاج يصل عددهم إلى أكثر من (15000) حاج، فضلاً عن أعداد المعتمرين طوال العام ممن يقصدون الغارين. وعلل مصطفى تنكل السبب في عدم اقتناع هؤلاء الزائرين بما يقدم من توجيهات وإرشادات دينية عن بعض المخالفات الشرعية هنا، إلى وجود رجال الحسبة في موسم الحج فقط بكثافة، فيما قد لا يُرى لهم أثر في المواسم الأخرى من العام.. الأمر الذي يحتاج معه إلى مزيد من الجهد لتوعية هؤلاء حتى لا يقعوا في المزيد من المحظور. كما يواجه الصاعدون لغار حراء وغار ثور مخاطر السقوط والمنحدرات الصعبة، وسجل الدفاع المدني حالات سقوط متعددة، وباشر الهلال الأحمر بالعاصمة المقدسة الإسعافات اللازمة لمن وقع في فخ السقوط، وحذرت إدارة الدفاع المدني مرارًا الصاعدين من المخاطر المحدقة، التي تواجههم أثناء الصعود لغار حراء أو غار جبل ثور. المزيد من الصور :