طبيعي جداً نفطر، لم نصم إلا لنفطر أصلاً، ولو كنا صريحين لأسمينا رمضان شهر الإفطار، لأننا مشغولون بالإفطار أكثر من الصيام ، والحق أن الأمر يكلفنا كثيراً، حرق أعصاب وزحام و رواتب (تطير بقريح). المهم نفطر مثل الخلق! منذ شهر وأزمة (السمبوسة) تلوح في الأفق، ومؤامرات جمعها تحاك في كل مكان، وتتبادل جوالات مروجيها، وبسببها يرفع سماسرة تأجير الشغالات الهاربات أجورهن إلى ضعف أجر المعلم السعودي في المدارس الأهلية، لأن لف (السمبوسة) عملية ليست سهلة، ومنذ شهر وكل الاجتماعات النسائية تدور حول (السمبوسة) من أين سنحضرها هذا العام وما جديد (الحشوات) وهل نقليها أو نخبزها وفضل القلي على الخبز وفضل الخبز على القلي.. ولا آخر وكل سنة رمضان لا يغير طبعه، ويصر يأتي فجأة، والناس تفاجأ فيه حتى لو اكتمل شعبان، لأنهم لم يكملوا استعداداتهم له، فمنذ شهر والعالم الإسلامي في تزاحم مرير لجمع المؤن، وربما لا تذكرك مشاهد الزحام على المؤن إلا بالزحام عليها قبيل حرب الخليج الثانية، فلا تستغرب إن وصل الأمر بالبعض لملء الخزان بشراب التوت أو السوبيا (يخ)، ولو لم تتحمل الثلاجات كم المؤن لا مانع من تخزين بعضها في خزائن الملابس! ورغم أن تجارنا، جزاهم الله عنا كل ما يستحقون، حاولوا ترشيد مصروفاتنا والأخذ على أيدينا بعنف وقسوة، لكننا صامدون وفي الأسواق مرابطون و (لو تباع طرائق السمبوسة ريال للمليمتر شارينها شارينها الله لا يعوق بشر)! وتخيلوا لو أن هذا الانشغال الكبير والتخطيط والتدابير كانت لإعداد الأرواح لرمضان، وتهذيب النفوس لاستقباله، لما أهدرت جماليات وروحانية الشهر العظيم على (كاونترات) الأسواق بالهستيريا الغذائية وكأننا مقدمون على مجاعة لا على شهر القرآن والغفران والعتق من النيران، ويأتي رمضان ويغادر رمضان والأمة الإسلامية منهمكة بلف (السمبوسة)! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain