اقترحتُ في مقال سابق نُشِر في هذه الصحيفة، ألا يُعْلِِنَ مُسْبقاً أيُّ مسؤول عن جولة تفقدية- ولا أقول زيارة - يقوم بها لأيِّ محافظة، أو إدارة حكومية، كي يرى الحقائق كما هي، ويشكرَ المُحْسِن، ويحاسبَ المسيء، فالإعلان المُسْبَق يصاحبه عادة عمليات: تزويق، وتأنيق، ودَكْوَرَة، ورؤية أشياء ليست موجودة على الأرض قبل جولة المسؤول، إذاً هي دعاية بغيضة، ودخلت الآن هيئة مكافحة الفساد، على خط الإعلانات التي تنشرها بعض الصحف على حساب أشخاص أو مؤسسات، عند أيِّ جولة تفقدية لأي مسؤول وقالت بالنص:» إن الإعلانات الخاصة بالترحيب بالمسؤولين، في أثناء زياراتهم للفروع التابعة للجهات التي يرأسونها، يدخل في إطار المديح والنفاق الذي لا يفيد العمل، ولا يحقق المصلحة، بل يضر بالمسؤول، ويحولُ دون اطّلاعه على الحقائق، إلى جانب أنّ ما يُصرف على هذه الإعلانات، يُعَدُّ مِن طُرق هَدْرِ المال العام، في غير ما خُصّص له « (صحيفة الحياة، 16 شعبان 1434ه، ص 3) إذا هي لغة مخلوطة، لغة طافحة بالمديحٌ وصَفَه الملك عبدالعزيز عندما أمر بتأسيس الإذاعة السعودية عام 1368ه (1949م) بأنه « لا لزوم له» أي أنه نوع من النفاق، ومُنَاخٌ فوضوي، والمداحون يُحَثُّ في وجوههم التُّراب، وحينما يتمنّع الناس عن المديح، ويحْكِمون إغلاق الأبواب في وجوه المداحين ، فإنهم يندفعون نحو باب التحضر، والمدنية، ويودعون أبواب التخلف، والثغرات التي يعبُر منها النفاق، لاسيما وأن زيارات المسؤولين كما قالت هيئة مكافحة الفساد: "تأتي في إطار ما هو مناط بهم من مسؤوليات» هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فإن الهيئة تطالب مسؤولي تلك الجهات" بعدم الطلب من الشركات والمؤسسات، أن تقوم بمثل هذه الإعلانات، وكذلك عدم تكليف المواطنين بأي إعلانات، تترتب عليها أعباء مالية». لا مجال لمدح، وهدر للمال العام، وتكليف الناس ما لا يطيقون، وأختمُ برأي للكاتب المعروف / علي القاسمي/» أصفقُ لهيئة مكافحة الفساد، لاعتبار إعلانات التهاني والترحيب بمثابة النفاق القديم المتجدد، وتوزيع الشُّبْهات المجانية. ما أنتظره منها الاندفاع الأجرأ، وسنّ العقوبات لا الاكتفاء بالتحذير، ونشر الرسائل التوعوية الداخلة من أذن، والخارجة من الأذن الأخرى» (صحيفة الحياة، 18 شعبان 1434ه، ص 5). [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain