رام الله - خاص دنيا الوطن لم يكن اسم المدرب الأرجنتيني جيراردو "تاتا" مارتينو على الحسبان، ولم يخطر ببال أحد أن يكون بين زمرة المرشحين لخلافة تيتو فيلانوفا بمجرد اعلان رحيله عن تدريب فريق برشلونة، لكنه فجأة ظهر بين مرشحين يفوقونه في الشهرة والخبرة، بل وتفوق عليهم، حتى أصبح رسميا المدير الفني الجديد لبطل الدوري الإسباني. لكن بالبحث عن السيرة الذاتية ل"تاتا" والتفتيش وراء كواليس حياته، فتبين أنه حقق 11 لقبا في مسيرته التدريبية، 10 منها في باراجواي. وقطع تاتا مشوارا جيدا مع منتخب باراجواي، لكن هذا لا يشفع له فقط لقيادة أحد أفضل أجيال كرة القدم في تاريخ أوروبا والعالم، لذا اتضح أن الرابط الوحيد الذي منحه هذا الشرف هو علاقته بأسطورة البارسا الأرجنتيني ليونيل ميسي. فجيراردو مارتينو من أبناء مدينة روساريو، التي ينتمي لها ميسي، كما أن نجاحاته الأبرز كانت مع فريق نيولز أولد بويز، الذي نشأ فيه "البرغوث" وترعرت فيه موهبته قبل أن ينتقل لمدرسة لا ماسيا في برشلونة. وسيعاون مارتينو في الجهاز الفني للبارسا، أدريان كوريا، الذي أشرف على تدريب ميسي حين كان ناشئا في نيولز أولد بويز. وأجمعت جل التقارير الصحفية أن تعيين مارتينو لتلك المهمة جاء بناء على توصية خاصة من ميسي، وهو ما يكشف مدى النفوذ الكبير والمكانة المهولة التي يتمتع بها صاحب الكرات الذهبية الأربعة المتتالية داخل النادي الكتالوني، حتى أن بإمكانه انتقاء مدربه. ودون انتقاص من إمكانات المدرب صاحب ال50 عاما، فأسلوب لعبه مقارب لتيكي تاكا البارسا، حيث يحب تبادل الكرات القصيرة والاستحواذ واللعب الهجومي، وقد ذاع صيته في أمريكاالجنوبية خلال السنوات الماضية، لكن خبرته التدريبية منعدمة في القارة العجوز. ينظر الى مارتينو في الأرجنتين على أنه "وريث فلسفة مارسيلو بييلسا" فهو الأقرب لأسلوب المدرب القدير، كما يشبهه في الجدية والانضباط والصراحة. "تاتا" يعد رمزا من رموز نيولز أولد بويز، فهو عميد لاعبيه على مر التاريخ بمشاركته في 505 مباراة و35 هدفا، وهو الأكثر تتويجا بالالقاب ايضا بجانب ثلاثة لاعبين آخرين، ويوجد مدرج خاص يحمل اسمه بملعب الفريق منذ 2009. انطلاقته التدريبية كانت واعدة، فحقق رقما قياسيا بعدم التعرض لهزيمتين متتاليتين خلال سبعة اعوام. استهل مشواره في الدرجة الثانية بالأرجنتين مع فريق ألميرانتي براون عام 1998 ، وانتقل لفريقين آخرين قبل السفر الى باراجواي، حيث حقق هناك نجاحات كبيرة بين عامي 2002 و2006 ، فتوج بسبعة القاب مع ليبرتاد وثلاثة مع سيرو بورتينيو. أهلته انجازاته المحلية لتولي تدريب منتخب باراجواي الأول 2006 ، فخرج من ربع نهائي كوباأمريكا 2007 ، ونال الوصافة في 2011 بعد خسارته امام أوروجواي، والطريف أنه وصل للنهائي بدون الفوز في أي مباراة. كما قاد باراجواي في مونديال جنوب أفريقيا 2010 فتأهل لربع النهائي لأول مرة في تاريخ البلد اللاتيني، وخرج بشق الأنفس امام البطلة لاحقا إسبانيا بهدف وحيد لديفيد فيا بعد إهدار أوسكار كاردوزو لركلة جزاء. نال مارتينو ميدالية الشرف الرياضي لدى عودته لأسونثيون بعد انجاز المونديال، وفي 2012 عاد لمسقط رأسه في بلاد التانجو ليقود نيولز أولد بويز. نجح تاتا في تجنيب الفريق خطر الهبوط للدرجة الثانية، بل ونجح في التتويج بلقب الدوري الاخير، كما بلغ قبل نهائي كأس ليبرتادورس القارية. وترك جيراردو فريقه الأرجنتيني قبل أسبوع لخلافات مع منظمي البطولات المحلية، قبل أن يلبي نداء برشلونة. جدير بالذكر أن جيراردو مارتينو احترف في صفوف تنيريفي الإسباني عام 1991 ولعب معه 15 مباراة وسجل هدفا واحدا، وللصدفة فقد لعب مباراته الأولى ضد برشلونة على ملعب كامب نو. كما أنه المدرب الأرجنتيني الرابع في تاريخ برشلونة بعد إيلينيو إيريرا، وروكي أولسن وسيزار لويس مينوتي شاهد المحتوى الأصلي علي الفجر الرياضي - تاتا مارتينو .. وريث فلسفة مارسيلو بييلسا واختيار ميسي لقيادة برشلونة نترككم مع الصور :