ارتفعت نبرة الأصوات بداخل قاعات مؤتمر الحوار الوطني وهذا طبيعي. لقد وصل المؤتمرون هناك إلى مراحل فاصلة في طريق الحوار الذي بدأوه من أجل التأسيس لشكل اليمن الجديد والصورة المختلفة الحديثة التي سوف يكون عليها في المستقبل. النقاش طبيعي وصحي وينبغي أن يكون حتى تصل مختلف الأصوات بكل أشكالها وتنوعاتها إلى منصة الرصد والتوثيق، هذا ما يحدث عادة في هذا النوع من المؤتمرات التي تحمل مصير البلدان على ظهرها وهذا متوقع منها. لكن الغريب والطارئ والشاذ هو أن يتجاوز الكلام محيط القاعات والأفواه ليصل إلى حدود الاعتداء والايذاء الجسدي. حصل هذا وسط حالة من الاندهاش والاستغراب من قبل غالبية الأعضاء المشاركين في المؤتمر وأن تصل الأمور إلى مرحلة الاعتداء. حصل هذا مع الناشطة الحقوقية والقيادية البارزة وفاء عبد الفتاح اسماعيل ،نائب رئيس فريق الحقوق والحريات في ذلك المؤتمر وعن طريق عضوين مشاركان في المؤتمر لم يقدرا على استعاب قدرة الصوت على إيصال الافكار التي يريدان وإيصال الكلام المعارض لأية افكار ترد عن طريق غيرهم من المشاركين فلجئا إلى اليد والاعتداء الجسدي على ابنة الزعيم الراحل عبد الفتاح اسماعيل. وحصل الاعتداء من قبل عضو حزب الرشاد السلفي عبد الحميد الحارثي وعضوة حزب التجمع اليمني الديني للإصلاح إلهام نجيب. وتقول السيّدة وفاء اسماعيل في حديث مع "الثوري" ان الحوار قبل ثلاثة أيام كان قد بلغ الأمر به أن ارتفعت الأصوات وطغت نبرة من الحدّية وعدم الانصات إلى كلام الآخرين من قبل بعض المشاركين في الفرق الثلاثة التي تم تقسيم فريق الحقوق والحريات إليها. فرأت أن تذهب إلى أماكن معينة من القاعة لتهدأة الأصوات والمشاركين لكن حدث أن ارتفع صوت عبد الحميد الحارثي مطالباً إعادة التصويت على مادة كان قد أعلن تحفظه عليها وقد تم تسجيل التحفظ في حينه إلا أنه عاد وطلب إعادة التصويت عليها "وهذا لايصح". إلا أنه،تقول وفاء "قرر الذهاب إلى المنصة وأخذ الميكرفون فحاولت الذهاب إلى المنصة لتوقيفه إلا أن إلهام نجيب قامت باعتراضي وتعنيفي بشكل قاس ترك أثارا على جسدي وهو نفس الشيء الذي فعله عبد الحميد الحارثي". هنا حاول بعض أعضاء الفريق التدخل لمنع الاعتداء مجددا عليها إلا أن وفاء اسماعيل طلبت منهم عدم التدخل وتأجيج الوضع قائلة لهم " نكتفي برفع الأمر إلى لجنة الانضباط والمعايير لترى القرار المناسب الذي ينبغي أن تتخذه بحسب القواعد الضابطة لسير جلسات المؤتمر. وعند سؤالها عن إنكار العضوان، الحارثي والهام لم حصل قال وفاء" هناك تصوير فيديو يقوم بتسجيل وقائع الجلسات النقاشية ويمكن العودة إليها ثم ماهو السبب الذي يجعلني اقوم باختراع مثل هذا الادعاء!".وأضافت نائبة فريق الحقوق والحريات أن هناك من قيادات حزب الاصلاح من حاول أمس الأول التدخل والوساطة لأنهاء القضية إلا أنها رفضت ذلك وأصرت أن تسير لجنة الانضباط والمعايير في الاجراءات الواجبة عليها إلى أن تتضح وجه الحقيقة التي ينبغي أن تظهر لتقول من هو الطرف المعتدي. وأكدت وفاء عبد الفتاح اسماعيل إنها ما تزال مستغربة للغاية من طريقة الاعتداء والمنع التي تعرضت لها خصوصا من طرف العضوة إلهام نجيب التي يفترض حضورها كممثلة للجانب النسائي لحزب الاصلاح أن تكون قادرة على ضبط نفسها والتحكم في تصرفاتها حيث وأي تصرف سيكون من طرفها سيكون منعكساً على حزبها الذي تنتمي إليه. أما بالنسبة للعضو عبد الحميد الحارثي المنتمي لحزب الرشاد السلفي فقالت وفاء أن الأمر يدعو لإعادة التفكير في طريقة تناول هؤلاء لمسألة التعاطي مع الأخر وضرورة تدريبهم على استيعاب الأفكار المفايرة والجديدة عليهم والتي لا يقدرون على استيعابها في الوقت الحالي، داعية إياهم للصبر وأخذ مسألة الوقت بشكل جدي حيث من الممكن أن تعطيهم قدرة على فهم المتغيرات التي تحدث من حولهم. وقد حاولت "الثوري" التواصل مع العضوين عبد الحميد الحارثي و إلهام نجيب إلا أنهما لا يقومان بالرد على المكالمات الهاتفية.