كتب كثير من الزملاء عمّا يشاع بصرف "راتب أو راتبين". وهي أحلام وردية، تراود كثيراً من الناس في هذا الشهر الكريم، الذي يشكل ظاهر الصرف المالي المتدفق في مجتمعنا سنوياً. ولا ينكر أحد أن أهم مشكلاتنا المالية هي من صنع أنفسنا! وبالأخص تلك الظواهر الإسرافية في رمضان. فهناك أناس ينفقون فيه على مواد غذائية، ومفروشات، وملبوسات، وكماليات، أضعافاً مضاعفة؛ وكأنه واجب ديني قد فرض عليهم. وهذه الطريقة الاستهلاكية المفرطة، تتسبب في ارتفاع الأسعار، وفي زيادة التضخم؛ وبالتالي تُحدث الصعوبات المالية على المجتمع بأكمله؛ فقرائه ومتوسطي الحال فيه. فالسعر حين البيع والشراء لا يفرّق حين ارتفاعه بين غني وفقير. والحديث عن حلم الراتب أو الراتبين كحل لمشكلاتنا المالية ما هو إلا طريقة سهلة لنُحمّل الآخرين حمل أخطائنا. واستلهام لأحلام اليقظة، والإشاعات لزوال سوء حالنا المُعاش.ومع أن هناك حلولاً أخرى واضحة وعملية. كعدم الإسراف وعدم التبذير الذي حث عليه ديننا العظيم. فأكثر مشكلاتنا المالية تأتي من هذا الجانب السلوكي. أما البحث في الخيال لحل مشكلات الواقع فلا يجدي شيئاً! الحالمون بالراتب الإضافي أو الراتبين، يتناسون أن المجتمع مكون من أربع فئات. الفئة الأولى: موظفو الدولة. والفئة الثانية: العاملون في القطاع الخاص. والفئة الثالثة: الذين يعملون لحسابهم من شتى الأعمال. والفئة الرابعة: العاطلون والفقراء و(المتسببون) ومن في حكمهم. وعندما يصرف راتب أو أكثر، أو زيادة لموظف الدولة، فستذهب الزيادة مباشرة للتاجر برفعه للأسعار، فتتضرر من ذلك كل الفئات، وخاصة الثلاث الأخرى،وتزداد معاناتهم الاقتصادية.فهل هذا حل أمثل؟ هناك حلول أخرى ممكنة. تبدأ بتسعير حقيقي للسلع، وبضبط أسعارها، وبمراقبتها. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain