غرم العمري اسم تعرفه الأندية جيدا فهو الآن واحد من أنجح مديري ووكلاء أعمال اللاعبين السعوديين، وهو أيضًا محلل رياضي في أحد أبرز البرامج الرياضية، وهو قبل ذلك إداري، مسؤول احتراف، ومدير عام لكرة القدم في النادي، في هذا الحوار قال غرم ما لم يقله غيره عن احتراف اللاعب السعودي في أوروبا ووصفه بالكذبة الكبيرة، وأنه لن يشارك في هذا الكذبة، في حوار فيه من الصراحة والشفافية جرعة كبيرة، فماذا يقول؟ كلنا مقصرون في رمضان تتجدد الدعوات لكبح جماح النفوس وعدم الانغماس في الملذات، ماذا كان دورك في هذاالجانب على الأقل مع الأقربين واللاعبين؟ - بصراحة أنا مقصر مع الجميع لاعبين وأقربين بعد أن أخذتنا مشاغل الدنيا، لكن التقصير لم يصل حد القطيعة، فقد كان هناك تواصل معهم في رمضان وزيارات، ودعوات إفطار هنا وهناك، لكننا نأمل بالأفضل لاسيما في صلة الرحم والأقارب، وطبيعي مع أصدقائي اللاعبين وحتى الإعلاميين. شهية للفلوس قبل رمضان كانت شهية اللاعبين مفتوحة للدراهم وبلغت العقود أرقامًا قياسية، فهل ترى تلك العقود واقعية،أم أنه من الأفضل توجيه الدعوة أيضًا لكبح جماحها؟ - شهية الناس كلها مفتوحة للفلوس (مش بس اللاعبين) في رمضان وغيره ومن المصادفة أن انتقالات اللاعبين تمت على مدخل رمضان، لكن هذا زمانهم، وهذه أسعارهم رضينا أم أبينا هذا هو الواقع، صحيح أنه كان لدينا لاعبون أفضل مهارة ومستوى من الحاليين بمراحل ولم تصل عقودهم لعشر ما يدفع الآن لكن لكل زمان عرضًا وطلبًا على غرار (دولة ورجال). ثقافة الاحتراف حركة التنقلات في الموسم الحالي غيرعادية، وغيرمسبوقة، ما أسباب هذا التحول؟ - الأسباب كثيرة وأبرزها مقدرة الأندية المالية على الدفع فهناك أكثر من ثمانية أندية في دوري جميل قادرة على الدفع والعرض أكثر من الطلب، والأهم من ذلك قناعات الأندية ووعي المسؤولين فيها بعدم الاحتفاظ باللاعبين لاسيما لدى الأندية الكبيرة والشروع في تقييم المستويات الفنية، ومقارنتها بالعوائد المالية من خلال الانتقال والتعاقدات وهذه ظاهرة صحية وإيجابية للاحتراف ولمصلحة الكرة السعودية لأن النظرة أصبحت فينة بالدرجة الأولى، اللاعبون أيضا أصبح ولاؤهم للفانلة التي يلبسونها، ولمن يقدم لهم عرضًا أفضل. الاحتراف الاوروبي يجمع كل المتابعين والمهتمين بشأن كرة القدم السعودية على أن العقود الحالية للاعبين لن تساعد على احتراف اللاعب السعودي خارجيًا، وبالتالي سيظل الاحتراف لدينا منغلقًا على نفسه، ماهودوركم كوكلاء أعمال في تحقيق المعادلة؟ - بكل أمانة وفق الأسعار الموجودة في الملاعب السعودية لن ينتقل أي لاعب سعودي للعب في الدوريات الأوروبية لأنه لا يوجد نادٍ أوروبي على استعداد لدفع مثل هذه المبالغ ولا حتى نصفها، ولذلك أقولكم (انسوا تمامًا أن اللاعب السعودي سيحترف خارجيًا طالما هو يحصل على هذه المبالغ في وطنه وبين اهله) ولولا هذه المبالغ لما أتى اليك اللاعبون الأجانب وتركوا الدوريات هناك. ماهو دوركم أنتم كوكلاء أعمال لإيجاد المعادلة؟ - قبل شهر ونصف قمت بجولة أوروبية شملت البرتغال، ألمانيا، بلجيكا، هولندا وزرت أغلب الأندية للوقوف على معرفة إمكانية احتراف اللاعب السعودي خصوصًا - صغار السن، الآمال – في ظل الهجرة الحاصلة الآن لكن ما اكتشفته شكل لي صدمة عنيفة، وأن هذا الاحتراف كذبة مرت علينا، وكلام فاضي لاعلاقة له بالاحتراف، بل هو كذبة كبيرة واحتراق للاعب السعودي في مثل هذا العمر، فالأندية التي تستقبلهم هي أندية مفلسة تحاول انتشال نفسها باستقطاب مثل هولاء اللاعبين وإعدادهم ومن ثم بيعهم لأندية أخرى بأي مبلغ، وأعلنها بالفم المليان (أنا أتحدى أي نادٍ أوروبي يأتي ويشتري لاعبًا سعوديًا بناء على قناعة فنية)، وأنا كوكيل أعمال أقولها من الآن لن أقدم على تسويق أي لاعب سعودي وفق المعطيات الحالية. خرجت من الأهلي رب ضارة نافعة ..هل كان عدم مطابقة شروط لجنة الاحتراف على مديري الاحتراف في الأندية سببًا في فتح أبواب الرزق أمامك بأن تركت العمل في النادي الأهلي وتحولت إلى وكيل أعمال؟ - أبدًا الشروط كانت تنطبق عليَّ، لكننى تركت العمل في الاحتراف بعد تعييني مديرًا عامًا لكرة القدم في النادي الأهلي أكملت بها مشوار امتد لنحو 19 سنة، اكتفيت معها من العمل في الأندية، وسأكون صادقًَا معك بأنه فتحت لي مجالات كثيرة من خلال العمل التجاري الذي أمارسه حاليًا، وبعد أن كانت علاقتي محصورة مع النادي الأهلي أصبحت الآن مع الوسط الرياضي بأكمله وكيل أعمال لاعبين، محللًا رياضيًا. شغلي الخارجي أكثر أيهما يحقق الربح الأكثر لك عقود اللاعبين السعوديين أم الأجانب؟ - ما لا يعرفه أحد هنا أن شغلي خارج المملكة أكثر من داخلها، وبالتحديد من شمال أفريقيا إلى أوروبا، ولدي خصوصية غير موجودة لدى غيري وهي اكتشاف اللاعبين الصغار في أندية الدرجة الثالثة ومناطق الجنوب والشمال وتسويقهم وحققت نجاحًا. كم صفقة أبرمتها هذا الموسم؟ 19 لاعبًا من داخل وخارج المملكة. كلام المحللين كثير أنت أحد المحللين المتعاقدين مع القنوات الفضائية، كيف ترى هذا السوق، وما صحة أن كثيرًا مما يقال للاستهلاك فقط، وغيرذي جدوى؟. - انا في البداية أشكرالأستاذ وليد الفراج، والدكتور وليد بن مهري اللذين أتاحا لي الفرصة وشجعاني حتى دخلت هذاالمجال والسيرمع هامات إعلامية كبيرة بدءًا من برنامج الجولة، والآن برنامج أكشن يا دوري، والشكر لكل القائمين على البرنامج ولن أوفيهم حقهم، وظاهرة الاختلافات بين البرامج طبيعيه، فهناك من يتقبل هذا البرنامج وهذا المحلل، وهناك من لا يتقبلهم، ولدي إحساس أن هناك قبولًا من الغالبية بوجودي في هذا الموقع رغم أني لست إعلاميًا، أو لاعبًا مشهورًا من قبل لكنني تسلحت بالثقافة وخبرتي العملية، وردًا على سؤالك نعم التنظير يغلب على أداء كثير من المحلليين والنقاد والبرامج، والذين لم يوجدوا حلولًا للمشكلات الموجودة.