شبام نيوز . القاهرة، واشنطن (الاتحاد، وكالات) أقرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس ب «أن النظام السابق في مصر (نظام الرئيس المعزول محمد مرسي) لم يحقق مطالب وتطلعات الشعب»، وجددت في ثاني زيارة إلى القاهرة خلال 12 يوماً مطالبة الأطراف السياسية كافة بضبط النفس والبعد عن التحريض والعنف، ومشاركة جميع القوى في العملية الديمقراطية دون إقصاء أي طرف وذلك وفق ما نقل عنها المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية. جاء ذلك، في وقت دان فيه البيت الأبيض بقوة أعمال العنف الدامية خصوصاً في القاهرة والإسكندرية، ودعا على لسان مساعد المتحدث باسمه جوش أرنست الحكومة إلى احترام الحق في التظاهر أخلاقياً وقانونياً، معتبراً «أن القمع الذي أدى إلى مقتل 80 شخصاً بالرصاص يعيد عملية إحلال الديمقراطية في مصر للوراء ولا يتفق مع تعهد الحكومة الانتقالية بالعودة سريعاً للحكم المدني، إضافة إلى أنه ستكون له أيضاً انعكاسات سلبية على استقرار المنطقة». وأكدت أشتون التي مددت زيارتها إلى اليومأهمية وقف أعمال العنف والتحريض لتجنب تفاقم الأزمة السياسية، ودعت السلطة الانتقالية إلى التراجع عن المواجهة المتصاعدة مع جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. وقالت آشتون التي التقت الرئيس المؤقت عدلي منصور ونائبه لشؤون العلاقات الدولية محمد البرادعي ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي، إضافة إلى ممثلين عن حملة «تمرد» و«الإخوان» «أنها ستسعى إلى عملية انتقالية شاملة تضم جميع الجماعات السياسية بما فيها الإخوان». وقال البرادعي، إنه أبلغ اشتون بأن القيادة الجديدة في مصر تبذل كل ما بوسعها للتوصل إلى مخرج سلمي من الأزمة الراهنة يحفظ دماء جميع المصريين. بينما قال جهاد الحداد المتحدث باسم الجماعة قبل الاجتماع مع أشتون «المسألة بسيطة للغاية .. لن نغادر مكاننا.. سنزيد الاحتجاج والاعتصامات. ينبغي أن يرشد شخص ما هذه القيادة إلى طريق العقل». وقال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، إن لقاء منصور مع اشتون كان داعماً لخريطة الطريق، وإن البرادعي أكد عقب لقائه اشتون على أن الاتحاد الأوروبي متفهم للأوضاع والدعم مستمر لمصر والأمور تمشي بشكل طبيعي وهناك تقدير أوروبي لخارطة الطريق. ونقل المتحدث باسم الخارجية المصرية عن اشتون قولها «إن النظام السابق لم يحقق مطالب وتطلعات الشعب»، وجددت مطالبة الأطراف السياسية المصرية كافة بضبط النفس والبعد عن التحريض والعنف مشددة على أهمية مشاركة القوى السياسية في العملية الديمقراطية دون إقصاء أي طرف، وأضافت أن هذه العملية يجب أن تؤدي بأسرع وقت ممكن إلى نظام دستوري وانتخابات حرة ونزيهة وحكومة مدنية. وأكد وزير الخارجية المصري أهمية المصالحة في بلاده ومشاركة الجميع في تنفيذ خارطة الطريق، وقال «إن الإخوان يجب أن تكون جزءاً من مستقبل العمل السياسي في البلاد ويتعين أن تتوقف عن التحريض على العنف». وأضاف أن الانقسامات السياسية التي تزداد تعمقاً ستؤدي بالتأكيد إلى المزيد من المآسي، واتهم جماعة الإخوان بالتسبب في إراقة الدماء التي تمثل تهديدا أمنيا لمصر وتعطل جهود إنعاش الاقتصاد الهش. وقال «دعونا نوقف العنف وندخل في حوار حول كيف نحقق المصالحة»، وأضاف «من المهم أن نمضي في ذلك خطوة بخطوة.. الخطوة الأولى هي الوصول إلى تفاهم حول إنهاء العنف وستأتي المصالحة بعد ذلك بمرور الوقت». والتقت اشتون قادة حركة «تمرد» محمود بدر ومحمد عبد العزيز وحسن شاهين. وقال محمود بدر «قلت لأشتون لن نقبل بصفقات ونرفض الخروج الآمن لقيادات الإخوان وأن كل من تورط في دم يجب أن يحاكم». بينما قال مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر لأشتون «على الإخوان أن يرضخوا للإرادة الشعبية وأن يقدم قادتهم قدرا من التنازل وأن يجلسوا مع القوى السياسية للتفاوض وعليهم أن يعالجوا أخطاءهم وألا يرفضوا الاعتراف بالواقع». وأعلن القيادي في حزب الوسط الإسلامي محمد محسوب اثر لقائه اشتون أن المبادرات لحل الأزمة في مصر تحتاج لتهيئة أجواء، مشدداً على أن من بيده السلطة يجب أن يرسل رسائل تهدئة ورسائل طمأنة في سبيل تهيئة تلك الأجواء. وأضاف أن أي مبادرة منطقية للحل يجب أن تقوم على أساس الدستور الذي استفتي عليه الشعب، والذي تم تعطيله في الثالث من يوليو إثر عزل مرسي. بينما قال محمد بشر العضو الآخر في الوفد الذي قابل أشتون «أشتون لم تطرح مبادرة وكذلك نحن وهي لا تفعل سوى الاستماع إلى ما نريد قوله منذ زيارتها الأخيرة» للقاهرة في 17 يوليو. من جهة أخرى، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القادة المصريين من أن كل قتيل يسقط في التظاهرات يجعل من الأصعب إخراج البلاد من الأزمة. وقالت المتحدثة مورانا سونج، إن بان كي مون تحدث مع البرادعي ووزراء خارجية كل من تركيا وقطر والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للإعراب عن قلقه البالغ بشأن تصاعد الاضطرابات في مصر. وأضافت أن بان كي مون جدد في مكالمته مع البرادعي دعوته الجيش المصري بالإفراج عن مرسي أو إجراء تحقيق ومحاكمة شفافة له. وأضافت أن الأمين العام دعا السلطات إلى تحمل المسؤولية الكاملة للتعامل السلمي مع التظاهرات وضمان حماية جميع المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، وأكد ضرورة قيام عملية سياسية شاملة وسلمية بحق، مؤكداً أن كل وفاة جديدة تجعل من عملية المصالحة على المدى الطويل أكثر صعوبة. وتلقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اتصالاً هاتفياً من نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل. وقال متحدث باسم الوزارة انه تم خلال الاتصال تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى العلاقات الثنائية