( أبعد بؤرة في الحضيض ..؟! ) لايكفُ المساءُ يا فقدي بعثرةً ...؟! أحنُّ ثم أتبعثر ...,! ماذا فعل بي القرب ؟ ماذا فعل بي ؟ بكراستي وقلمي ؟ مَلَّ قلبي اختَّلَ وضَمَر , انا هنا مطفئٌ وال آهُ تشعلني . فمن هنا إلى أنتِ بعدٌ , ومن أنتِ إلى انا طفرةٌ معانقةٌ ماتبقى ماذا فعل بي الضياع ؟ وماذا سيفعل ؟ لو أنا بجروحي انخرطت ؟ لو أنا بعمق البؤس توغلت ., لو أنا توقفت , على محطةِ الانتهاءِ أستوقفُ أياماً عابرة ,. وأطيافاً ساهرة ,. وأحلاماً حائرة .,. جُنِنتُ أنا تشققتْ تبعثرتْ ,. بزيف عوالمي انغمستْ ووصلتُ مع حُبكِ إلى أبعد بؤرة في الحضيض ..؟! توسلتُ الإياب , تآختْ الأوهامُ لأجلِ مرجعكِ طيفكِ والزيفُ في ليلتي , كتعانقِ الخصلِ في ضفيرةٍ . تعابيره تنبضُ بالزيف , متسترةٌ بخفايا الكيان . يعجُّ شبيهكِ بالمخبآت , يضجُّ احتفالاً حداداً لاا أعلم ..! يلوذ سِرُّكِ في داخلي ألماً متوغلاً ., كجزرِ بحرٍ هاربٍ تغرق فيه أرواحي .. جُنِنتُ انا جُنِنتْ , ويح فِكراً متسربلاً بالجنون ,. وويح حُلماً متمرساً بنبض الفتون ,. ويح مُراداً شُغِلَتْ به كل الظنون ,. من هنا , من هنا من فتاةٍ تتلمسُ الهدى , أُُشبتْ ضياعاً ورأت القرب أمنيةً تاهتْ بعُرض السماء وغفتْ في حضن السديم , في ليل السهر العقيم . أيا فقدي ., ما هذا الوجدُ المعانق المحتضنُ أنا ؟ كفاك وجعاً , أنظرُ بالمرآة , فترتجف جوارحي , فما هذا الضياع المزدان بالصمتِ الصاخب .. ألا ضاعتْ في الكيانِ أحزاننا , فلتعلق في الفضاءِ سديماً وتسجن في ثغرات الكون , رُبَّ يومٌ يأتي وأجرؤ ليلتها على النوم , وانسى الأرقَ تغافلاً .. أكابر أنا , أكابر ويا ليتني .. ليتني حُلمٌ يراقص ومض ذكراكِ , ليتني ساهرةٌ راقدةٌ رقودي ههنا للقيا امتثال , ليتني أستعطفُ نثري ! وأحمله ., أحمله , بمخبآت قلبي , بأوجاع صدري بدموعٍ اُهرقتْ في مصب الفقدان ..؟! ففقدك هذه المرة كان أقوى , أقوى من سيلِ دمعٍ أكدحُ بدفعهِ إلى الداخل , أقوى من مرض اشتياق , أقوى من طعنة , من قتلة وموتة ينمو مفعولها في الهدوء , أقوى من هوسِ أمٍ رقوب , أقوى من فاجعةِ ثكلى , من حُزن أرملةٍ , ومن تهورش شاعرس يطارد الاحلام ,حتى ولو إلى الزيف فالهلاكُ عنده سيان ..؟! أقوى من أنثى كتمتْ وكتمتْ ولم يعلم إلا السديمُ سِرها , من طفلٍ لا يكفُ أحلاماً تسيلُ براءةً , أقوى من خيالِ فتاةٍ فتَّحَ على الهيام وأخرى تلوذُ مكسورةً مقفلةً أجفانها عن الحياةِ معرضة , أقوى من ثأرِ شعبٍ , من أمةٍ كسَّرتْ أغلالها , ومن تخلفِ قومٍ يتطيرون . فقدك هذه المرة كان أقوى , أقوى من امرأةٍ تفككتْ تحررتْ وأطلقتْ كيانها , وأخلتْ سبيل قلبها ..؟! أقوى من عزمِ جدٍّ ورائحةِ المطرِ بينَ أصابعِ فلاحٍ ارتوى حياةً من فجرٍ تسربلَ بالنور , فقدك كان أقوى وأشدُّ ذٌعراً من شبحٍ يتسللُ مع الضجرِ ليلاً ليسطو على ذكرى مزقتها الظلال .. تذري في اتجاه اللامكان قلبي وتترك نبضي في اختلال .. أنا مثل البحر في مدٍّ وجزرٍ يهيجُ القمرُ سكينتي ويطفو موجُ النسيانِ فوق ذاكرةٍ في اشتعال .. احتراقٌ أنا اشتياق بصدرٍ اندلقتْ أحشاؤه ., وانثالتْ جرحاً جرحاً ., وجذرُ ألمٍ ما فتئ ينتشر ويخدرني أكثر . بقلم | هديل حامد