لو نعود أطفالاً كم يسعد المرء لو عاد طفلاً ضاحكاً لاهياً لاغياً من حياته الخطوبَ كم يعشق العطف والحنان وينشد الأمان في بيته وأهله في صحبته ووطنه ليكون الحبيب المحبوبَ كم يسامح البشر ويستصغر الشرر وينسى أو يتناسى فليس للحقد عنده نصيبا كم يضحك ملء فيه ويسترسل فيه فهو لا يحب أن يكون كئيبا وإذا بكى وتألم يصبح بكاؤه نحيبا ليجلي به الهم ويطرد عن نفسه الغمَّ ويعود العندليب الطروب ينشد الفضاء الرحيب كم يسعد المرء لو عاد طفلاً ضاحكاً باكياً شاكياً فعالمه الساحر بات عجيباً غريباً ينتشلنا من ظلام الخطوب وبحر الكروب ليعيد لخضرتنا السهل الخصيب وننسى وهن العظم والمشيب فلا غلاً ولا كرهاً ولا خطوبا بل وداعة وحبيباً ومحبوبا د. هدى برهان طحلاوي