لما أطل البدر لما خرج رصين عاقل بل رزين الكلام يسيل من ثغره عذيب الحديث كأنه فينوس هذا الزمان يحميه ربي من عيون الحسود بكر ولا زالت بكوره غبش مخضب الكفين والمعصمين ما أحلاه سيد الناس في جلسته يرمي بلحظة من عيونه سهام يا صاح لا تعتب على خاطري فتّان شارد مثل ريم الفلا إذا رأوه الناس قالوا هلا وسبحوا الرحمن ذي ميّزه يا حظ من لاقاه يصبح سعيد حجبته بالله من كل عين تجمعت فيه خصال النبيل ملاك ساحر قط ماله مثيل حوى جماله كل شيء جميل هيهات في الدنيا له من بديل ترياق ثغره ماءه سلسبيل صفاته تكتب بماء الذهب سبحت للرحمن ذي قد وهب من شاهده يا ناس عقله ذهب ما أنصفه شاعر غزير الأدب كلامه المعسول يشفي القلوب من مفردات الشعر قالوا الكثير وانه مازال سيّد أمير في عطره الفواح عطر غزير وإن رآه المرء عقله يطير يدير في مسكه جميع الرؤوس ما أعيب من طول ولا من قصر وإن أتى في حلته أو بدر وصدره المياس يحمل درر تحقد عليه الغانيات الحسان سبحان من يحميه من كل شر قد زينه ربه بعقله وزان مليح عاقل في جميع المعان فريد عصره بل بديع الزمان ملاك ساحر قط ماله نظير ذكراه مازالت صدى في العقول سبحان من سوّاه من أحسنا قد زينه ربي كذا واعتنى وأعطاه من زين الصفات العديد من ورد خدّه كم يفوح العبير ما احلاه في حسنه وفي وفي طلعته ما أجمله ما أحلاه يغوي القلوب أغيد كحيل الطرف فاتن طروب كأنه من حور صيدا أتى قد فاق في حسنه جميع الشموس كم سر له قلبي وكم ابتهج ما يعجبه قول الشني والهرج في كل كلمة من كلامه فرج أو أنه من حور ربي عرج ومن كل مادح في جماله لهج والطير لازالت رهين العشش كنه حمامي في بنانه نقش بالذات لا خزن بقات وقش إذا أدار للخط أو قد رمش واعذر فؤادي أن هوى وارتبش قد ذاب في حسنه جميع الملا بمن على عرش الجمال اعتلى وأعطاه من بين العباد الحلى ويعيش أيامه سلا في سلا ومن عيون الحاسدين البلا كأنه من أصل معدن أصيل في حسنه الطاغي على كل جيل شبيه يوسف أو ليوسف سليل كلا ولا في الهند أو في الخليل يشفي جميع الخلق يشفي العليل كأنه من نسل غالي النسب واختاره من بين انسه وحب قد فاق في حسنه جميع الرتب مهما تغزل فيه أو قد كتب ويزيل للمكلوم كل الكرب كم يسلب الألباب كم هو مثير سلطان عرش الفاتنات الأثير يحوي أريج الورد يحوي العبير يهيم في حسنه ويصبح أسير ويصبح الصاحي بمسكه سكير إذا بدا للناس أو قد ظهر سبى عقول الناس ما قد عذر إذا تدلل يوم أو قد خطر وتغار من حسنه إذا ما حضر هذا ملاك الأرض ما هو بشر
وعقله مذ كان عمره ثمان كأنه لقمان هذا الزمان قد فاق في حسنه جميع الغوان في حور أو في أنس أو أي جان كأن له في كل عقل كيان كأنه من ريم وادي بنا وصاغ قده مثل عود القنا لله ما أحلاه ما أحسنا يا سعد من حبه ومن قد جنى كالبدر إن قد سار ولا دنى والناس في حبه تراها تذوب يزيل من روح الحزين الخطوب أو أنه من نسل أرض الجنوب لأنه شمس الضحى والغروب *عضو فرع الكتاب والأدباء اليمنيين