أكد امام جمعة طهران المؤقت ان الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يتجسد في المقاومة فقط، قائلا: ان جميع المفاوضات تهدف الى ترسيخ وجود الكيان الصهيوني ومنحه المشروعية وايجاد هامش آمن له. طهران (فارس) ووصف آية الله احمد خاتمي، امام جمعة طهران المؤقت، في خطبتي صلاة الجمعة اليوم بطهران، والتي تزامنت هذا الاسبوع مع مسيرات يوم القدس العالمي، وصف المشاركة في هذه المسيرات بأنها من الباقيات الصالحات، ومن الذخائر القيمة ليوم القيامة، واضاف: ان هذه المسيرات لها اساس قرآني وروائي، فاساسها القرآني هو ان الخطوات التي تغيظ العدو، تعد عملا صالحا، كما انها توحد العالم الاسلامي. واوضح ان اساسها الروائي يعود الى وجود كم هائل من الروايات في هذا المجال، واحداها وصية امير المؤمنين (عليه السلام) والتي اكد فيها: كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا. والفلسطينيون مظلومون، فمنذ اكثر من 60 عاما، تم تشريد 5 ملايين منهم، كما ان 5100 فلسطيني يقبعون في السجون بالاراضي المحتلة، ومن بينهم 25 طفلا ويافعا في سجون الكيان الصهيوني، 14 امرأة معتقلة، و527 فلسطينيا محكوم عليهم بالسجن المؤبد، فيما يعاني 1400 منهم من وضع صحي صعب للغاية. وتابع: ان هؤلاء الاشخاص مسلمون ومظلومون، ولذلك فإننا بناء على هذا الاساس شاركنا في المسيرات وهتفنا بالموت لامريكا والموت لاسرائيل، وأبدينا بذلك استياءنا العميق حيال هذه الجرائم، معلنين دعمنا لهذا الشعب. ولفت آية الله خاتمي الى ان امريكا تريد ان تستغل الفرصة التي سنحت لها بسبب غفلة المسلمين، لتحيي مفاوضات التسوية، موضحا ان مفاوضات التسوية وطيلة اكثر من 60 عاما من احتلال فلسطين، لم تنفع الشعب الفلسطيني بشيء، ولو كان هناك من خير وبركة فإنه جاء في اطار المقاومة والانتفاضات البطولية، التي حولت يوم الصهاينة الى ليل أسود خلال الصمود ل22 يوما و8 ايام امام الكيان الصهيوني الغاصب. وقال: ان ذلك يعني ان الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو فقط المقاومة لا غيرها، وان كل هذه المفاوضات انما تتابع موضوع ارساء الكيان الصهيوني ومنحه المشروعة وايجاد هامش آمن له. وحذر امام جمعة طهران المؤقت، من ان البيت الابيض أعد استراتيجية هدامة خلال السنوات الاخيرة تتمثل في بث التفرقة في العالم الاسلامي، وقد جندوا لذلك ثلة من الحمقى التكفيريين الذين يقتلون الانسان بكل سهولة، وأطلقوهم ضد العالم الاسلامي، وشغلوا المسلمين بعضهم ببعض، فيما الاجنبي هو المستفيد. وتابع: ان المجرمين الممولين من قبل امريكا والاجانب، يرتكبون الجرائم في العراق ويقتلون في اليوم الواحد 60 او 70 شخصا، ويمارسون المجازر في سوريا، هؤلاء الاشخاص بالتأكيد عملاء للاجانب والصهيونية العالمية، ولا يمكن لمسلم ان يفعل هكذا. وبشأن الاوضاع في مصر، اشار آية الله خاتمي الى ان الشعب المصري شعب مسلم وقد صوت لصالح الدستور الاسلامي ابان صحوته الاسلامية، واضاف ان الذين يتجمعون اليوم في مختلف الساحات في مصر، لديهم نقاط مشتركة عديدة، لذلك من الافضل لهم ان يجلسوا ويتحاوروا ويدعوا الخلافات جانبا. وقال: من على هذا المنبر باعتبارنا نشكل مركز العالم الاسلامي، نقول للشعب المصري ان يركز على النقاط المشتركة، وان يصون صحوته الاسلامية. وأكد خطيب جمعة طهران على ضرورة تحلي المسلمين بالوعي واليقظة لإحباط فتن الاعداء على الصعيد الدولي، واشار الى وضع الاتحاد الاوروبي الجناح العسكري لحزب الله اللبناني على قائمة الجماعات الارهابية، واستغرب من هذا الاجراء، قائلا ان حزب الله اللبناني تيار نزيه وطني وملتزم بالدين، واصفا عناصر حزب الله بأنهم ابطال دينيين ووطنيين، وان هذا الحزب سيواصل اداء رسالته في دعم المقاومة. وانتقد آية الله خاتمي الازدواجية الغربية تجاه بعض الدول العميلة لامريكا، والتي تدعم الارهاب، الا ان الاتحاد الاوروبي يلتزم الصمت حيالها. وتعقيبا على مصادقة مجلس النواب الامريكي على وجبة جديدة من العقوبات الاقتصادية على ايران، قال آية الله خاتمي ان الاعداء بصدد تشديد الضغوط على الشعب الايراني ليدفعه الى التخلي عن مبادئه، لأن مشكلتهم مع ايران الاسلامية وليس ايران النووية، مشددا على ان موقفنا هو نفسه لا يتغير، فنحن في مواجهة العقوبات الاقتصادية ابناء شهر رمضان وفي الحظر العسكري ابناء عاشوراء. وفي الخطبة الاولى لصلاة الجمعة، تحدث آية الله احمد خامي حول كيفية التعامل مع الاعداء من منطق قرآني، مشيرا الى الآية الكريمة: "اشداء على الكفار"، قائلا لا يمكن ان يدعي الفرد انه مسلم الا ان لهجته وزيه وسلوكه كالأجانب، داعيا المسلمين الى رفض سلطة الاجانب وهذا من مصاديق "اشداء على الكفار" اي الصمود امام اطماع الاعداء. /2926/