براقش نت قضت محكمة تركية بالسجن مدى الحياة على رئيس الأركان التركي المتقاعد الكر باشبوغ الإثنين لدوره في مؤامرة ارغينيكون للاطاحة بحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. واصدر القضاء التركي احكاما بالسجن مدى الحياة أيضا على ضباط سابقين في نفس القضية. وأصدر القضاة أيضا أحكاما على ثلاثة برلمانيين معارضين بالسجن لمدد تتراوح بين 12 و35 عاما. وتعلن المحكمة على مدى هذا اليوم أحكامها على 275 متهما في القضية. وكانت المحكمة أمرت في وقت سابق الاثنين بإسقاط التهم عن 21 متهما في القضية نفسها على ما افادت شبكة تي ان في التلفزيونية الخاصة. ويعتقل عشرات المتهمين وبينهم جنرالات وصحافيون وزعماء عصابات إجرامية منذ 2007 ويحاكمون منذ تشرين الاول/اكتوبر 2008 في اطار هذه القضية التي نددت بها المعارضة العلمانية واعتبرتها تهدف الى اسكات الانتقادات ضد رئيس الوزراء. وتعتبر هذه المحاكمة محطة اساسية في الصراع المستمر منذ نحو عشر سنوات بين رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ومعارضيه العسكريين والعلمانيين. ويقول الادعاء ان شبكة من العلمانيين والقوميين تعرف باسم ارغينيكون نفذت عمليات اغتيالات وتفجيرات حتى يحدث انقلاب عسكري في البلاد وهو ما يمثل نموذجا للقوى غير الديمقراطية التي يقول اردوغان ان حزبه العدالة والتنمية ذا الجذور الاسلامية يكافح من اجل القضاء عليها. ويقول منتقدون ومن بينهم حزب المعارضة الرئيسي ان هذه الاتهامات مغالى فيها بهدف خنق المعارضة وترويض المؤسسة العلمانية التي هيمنت على تركيات طويلا. ويرون ان القضاء خاضع لنفوذ سياسي في القضية. وقال أوموت اوران وهو نائب بالبرلمان من حزب الشعب الجمهوري المعارض "هذه محاكمة تخص اردوغان.. إنها مسرحه." وأضاف من أمام المحكمة "في القرن الحادي والعشرين بالنسبة للبلد الذي يريد أن يصبح عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي، فإن هذه المحاكمة السياسية الواضحة ليس لها سند قانوني." ونفى اردوغان التدخل في العملية القانونية وأكد على استقلال القضاء.. لكنه انتقد طريقة تعامل الادعاء مع القضية وأبدى استياءه من طول الوقت الذي ظل فيه المتهمون رهن الاحتجاز. ومع إغلاق الطرق الرئيسية التي تؤدي للمحكمة ومنع الحافلات من الوصول بدأ مئات من مؤيدي المتهمين يحاولون عبور الحقول للوصول إلى المحكمة ومجمع السجن لكن شرطة مكافحة الشغب منعتهم من الوصول. وقبيل صدور الحكم تصدت شرطة مكافحة الشغب لمحتجين امام المحكمة بمجمع سجن سيليوري إلى الغرب من اسطنبول. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في حقول حول المحكمة مما تسبب في اندلاع حريق محدود في الوقت الذي تجمع فيه من أنصار المتهمين للاحتجاج على المحاكمة المستمرة منذ خمس سنوات والتي كشفت عن انقسامات عميقة داخل المجتمع التركي. ومن المتهمين في القضية وعددهم 275 قائد القوات المسلحة المتقاعد الكر باشبوج وضباط آخرون بالجيش وساسة وأكاديميون وصحفيون. وهم ينفون هذه الاتهامات. وهاجم الجنرال باشبوج المحكمة في تصريحات نشرت على حسابه في تويتر، قائلا إن المواطنين لن يقبلوا معاقبة الأبرياء. وكتب يقول "ستعلن المحكمة حكمها في جو لم يكن موجودا حتى خلال الأحكام العرفية بل ان الأسر ستمنع من الحضور." وأضاف "هم يعلمون أنهم يضعون بقعة سوداء على التاريخ المجيد للدولة التركية والجيش بشكل غير مسبوق." وقال نديم سينير وهو صحفي متهم بأن له صلة بأرغينيكون وما زال يحاكم في قضية ذات صلة "كنا كلنا سعداء عندما بدأت هذه القضية لأننا كنا نعتقد أنها محاولة للتخلص من الدولة العميقة.. لكننا سرعان ما أدركنا أنها محاولة للتخلص من الخصوم السياسيين."
