السبت 10 أغسطس 2013 07:53 صباحاً ان بلورة الدولة المدنية على ارض اليمن شبة مستحيل حيث لاتوجد ارضية خصبة تهيئ لاقامتها ولايوجد توافق منطقي شامل من قبل جميع الشرائح والنخب والقبائل الاكثر ثقل ونفوذ بمتطلبات وشروط اقامتها في الحضر والريف لوجود هاجس الغطرسة والسيطرة والتملك وفرض مبدا الانتقام الفردي او الجماعي وتنفيذ العقاب خارج اطار سلطة القانون وصولآ الى حد القتل. ويمثل الثأر اكبر عقبة امام الحوار اليمني وامام اقامة الدولة المدنية بالاضافة الى سجون المشائخ والاحكام العرفية القبلية وكذا الاحزاب الملكية الخاضعة لهيمنة الزعامات القبلية ،،، حيث من اهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع اي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر او طرف آخر وتطبيق سلطة القانون على شيخ القبيلة والمواطن العادي على حد السواء وغيرها من المبادئ القائمة في الاساس على منع ومحاربة مبدا القوي يأكل الضعيف أو البقاء للاقوى من خلال اقامة علاقات اجتماعية مبنية على اساس روح التسامح والسلام والعدل والقبول بالاخر والمساواة في الحقوق والواجبات . وكل ذلك لايتحقق إلا في ضل ثقافة مدنية مسبقة ووجود حد ادنى من القواعد يتم اعتبارها خطوط حمرا لاينبغي تجاوزها ،كما ترفض الدولة المدنية استخدام الدين لتحقيق اهداف سياسية فذلك يتنافى مع مبدا التعدد الذي تقوم علية الدولة المدنية ،. ولوحظ ان الزعامات القبلية في اليمن تحايلت على الديمقراطية اليمنية المثيرة للجدل والشفقة بطريقة ذكية مباشرة وغير مباشرة تجلت في إنشاء و تأسيس احزاب ارستقراطية ملكية بثوب ديمقراطي واحكمت السيطرة عليها بالجأه والمال وبقوة القبيلة وبما ان هيكلة الحزب مبنية على اساس ملكي بالتوريث تتحول الدولة مستقبلآ الى ملكية بالتوريث تلقائيآ في حال وصل ذاك الحزب الملكي الى سدة الحكم وهذا امر جد خطير ويتنافى مع مبادى اقامة الدولة المدنية حيث لايجد المواطن البسيط موقعآ له بين تلك الجوارح البشرية ،. وعلية فان حوار صنعاء غير قادر على اجتثاث العوائق من جذورها و يتطلب الوضع فرمتة جذرية شاملة تبدا بالتخلص من الاحكام القبلية العرفية والقضاء التام على ظاهرة الثأر واغلاق معتقلات وسجون الشيوخ و ازالة الزعامات القبلية من رئاسة الاحزاب والتنظيمات كبيرة كانت او صغيرة واعادة هيكلتها وذلك من اهم شروط اقامة الدولة المدنية في اليمن فاذا ماتحققت تلك الشروط فهنا نستطيع القول بان اليمن بدأت تخطوا صوب المدنية الحديثة وهذه معجزة ،، ختاما اعتقد ان اليمنيين قادرين على بناء سور اضخم من سور الصين العظيم ولكنهم غير قادرين على ازاحة الزعامات القبلية والعسكرية الجاثمة على صدورهم منذ مئات السنين وعيدكم سعيد وعساكم من عوادة ،،