ينطلق في أواخر شهر شوال الجاري مؤتمر الأدباء السعوديين في دورته الرابعة في المدينةالمنورة تزامنًا مع اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، وذلك بعد تأجيله عن موعده السابق في شهر جمادى الآخرة المنصرم. ويمثل انعقاد المؤتمر ووصوله إلى دورته الرابعة حالة من الرضى لدى أدباء ومثقفي السعودية بعد إعلان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في دورة المؤتمر الثالثة بالرياض انتظام انعقاده مرة كل عامين وهو ما يطمح إليه الأدباء ليكون محفلًا لتجمعهم وتشاورهم وتناقشهم في كثير من القضايا الأدبية والثقافية التي تهم المشهد الثقافي السعودي. ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 400 أديب وأديبة ومثقف ومثقفة سعوديين في المؤتمر هذا العام، ويشهد ما يقارب 30 بحثًا وورقة علمية مقدمة للمناقشة على مدار أيام المؤتمر، كما سيشهد تكريمًا لعدد من الأدباء وإقامة معرض للكتاب لدور النشر المحلية وتدشين عدد من الإصدارات الجديدة. وكانت اللجنة العلمية للمؤتمر برئاسة الدكتور معجب العدواني قد أعلنت عن المحور الرئيس المعتمد وهو «الأدب السعودي وتفاعلاته» الذي وزع إلى ثلاثة محاور فرعية، هي: المحور الأول «الأدب السعودي والتقنية»، والمحور الثاني «الأدب السعودي والآخر»، والمحور الثالث «الأدب السعودي والفنون». وتوزعت البحوث المقدمة للمؤتمر على هذه المحاور، وحملت عناوين مختلفة، وذلك مثل ورقة بعنوان: «القصة القصيرة عبر فضاء تويتر Twitter»، وأخرى بعنوان: «إنتاج النص الإبداعي وتلقيه عبر الفيس بوك»، و»اتجاهات الشعر السعودي على الفيس بوك»، ورقة بعنوان: «السيرة الذاتية الرقمية التفاعلية: نماذج سعودية»، وورقة بعنوان: «الآخر في النقد السعودي المعاصر بين الرفض والمتابعة والحوار»، وورقة عن «خطاب الآخر في الشعر العربي في المملكة العربية السعودية»، وأخرى عن «تواصلية الحوار الاجتماعي مع الآخر في شعر محمد حسن فقي». ويحمل المؤتمر العديد من العناوين الأخرى لعدد من البحوث، مثل: «بلاغة النص المرئي والمكتوب القصيدة والصورة الفوتوغرافية»، و»عتبات النص بين الكشف والتضلي»، و»الخطاب الأدبي في رسوم الكاريكاتير»، و»أدبنا المسرحي المنبت»، و»سؤال الآخر وأزمة الهوية»، و»ترجمة الإبداع السعودي»، و»نصوص سعودية في الذاكرة الغربية الإبداع السعودي المترجم»، و»التشخيص الروائي للآخر في الرواية السعودية»، و»خطاب العنصرية بين روايتي ميمونة وجاهلية»، و»تجليات الآخر في الرواية السعودية المعاصرة»، و»خطاب الآخر في النص السردي السعودي». وتُعقد ضمن فعاليات المؤتمر عدد من الجلسات المفتوحة، حيث تناقش الجلسة الأولى «الإبداع الأدبي في مواقع التواصل الاجتماعي» ويشارك فيها عدد من المهتمين بهذا الجانب في الساحة السعودية. وتعقد الجلسة الثانية عن «المسرح السعودي قضايا وإشكالات» ويتحدث عدد من الأكاديميين والمهتمين بالمسرح السعودي. وكان مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث قد أوصى في ختام أعماله بعدد من التوصيات التي لم تحظ بالتنفيذ الكامل، وهي: دعوة الجهات ذات العلاقة إلى دعم تأسيس رابطة الأدباء، وإنشاء صندوق للأدباء وتمويله من المؤسسات الحكومية والأهلية، والعمل على تفريغ الأدباء والمثقفين والفنانين لإنتاج أعمال إبداعية ووضع تنظيم لذلك بإشراف وزارة الثقافة والإعلام، وتفعيل جائزة الدولة التقديرية في الأدب وقد صدرت الموافقة على إعادتها، والعمل على إنشاء جوائز ثقافية وإبداعية، والتأكيد على كل الجهات الحكومية بالعمل على تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 310، بتاريخ 27/10/1429ه القاضي بالموافقة على تنظيم المشاركات في الأنشطة ومنها المؤتمرات الثقافية في الداخل والخارج والسماح للموظفين بحضورها، والعمل على زيادة الإعانات الحكومية المخصّصة للأندية الأدبية والجمعيات الفنية والتوسع في إنشائها، والاستمرار في طباعة الرسائل الجامعية التي تتناول الأدب السعودي. وكان مؤتمر الأدباء السعوديين قد انعقد للمرة الأولى عام 1394ه، بمكة المكرمة، وانقطع أكثر من 20 عامًا ليعود انعقاده للمرة الثانية في العام 1419ه، ثم انقطع ما يقارب 10 أعوام أخرى ليُعقد المؤتمر في دورته الثالثة أواخر العام 1430ه، لتكون هذه الدورة الرابعة 1434ه هي المرة الأولى التي يقام فيها المؤتمر خلال فترة متقاربة، متخطيًا فارق الزمن المتباعد.