أشار الأمين العام لمؤتمر الأدباء السعوديين الرابع الدكتور صالح بن معيض الغامدي إلى عدد من النقاط المهمة التي تحيط بتنظيم هذا المؤتمر في دورته الرابعة، مبينًا أن اختيار المدينةالمنورة يأتي ضمن اقتراحات وزارة الثقافة والإعلام بتنظيم المؤتمر مرة كل عامين متنقلًا بين جميع مدن ومحافظات المملكة الكبيرة، مؤكدًا أن المؤتمر لم يتعمد إهمال مشاركة أي أديب في المملكة بل وجه دعوات لعدد كبير منهم بلغ 300 أديب سيشارك في هذه الدورة، موضحًا أن المؤتمر قد حدد لجنة لصياغة وكتابة التوصيات التي سيتوصل إليها المؤتمرون لتسلم إلى وزارة الثقافة والإعلام وهي بدورها ستعلم على تفعليها والخروج بها إلى النور... فإلى تفاصيل هذا الحوار: تنمية ثقافية شاملة * كيف تنظر إلى إقامة هذا المؤتمر في دورته الرابعة من حيث تقليص الفجوة الزمنية بين هذه الدورة والدورة السابقة تحديدًا؟ يأتي مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره - لتحقيق تنمية ثقافية شاملة، ومن إحدى هذه الجهود هي إقامة وزارة الثقافة والإعلام لمؤتمر الأدباء السعوديين الرابع بعد أن أكدت في الدورة الثالثة التي أقيمت في الرياض على إقامته كل عامين مرة في إحدى مناطق المملكة، وذلك لمناقشة قضايا الأدب والأدباء المختلفة في بلادنا، وإخضاع النتاج الأدبي السعودي بأشكاله المتعددة للدرس والتقويم، كما يحضر هذا العام للمؤتمر الأدباء والنقاد من شتى مناطق المملكة لطرح الرؤى والأفكار المتصلة بماضي الأدب السعودي وحاضره ومستقبله. حدث أدبي كبير * يتزامن المؤتمر هذا العام مع مناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، ما الذي يعكسه ذلك على المؤتمر؟ من حسن الحظ أن يعقد مؤتمر الأدباء في دورته الرابعة هذا العام في بقعة من البقاع الطاهرة؛ المدينةالمنورة، عاصمة الثقافة الإسلامية هذا العام 1434ه 2013م، فالمؤتمر حدث أدبي كبير على مستوى المملكة والمناسبة حدث عالمي لذلك تأتي هذه الفرصة لتنظم هذه التظاهرة الأدبية من أجل دعم البرامج والفعاليات الثقافية في المدينةالمنورة تزامنًا مع هذه المناسبة. مشكلات الأدب والأديب * هل المؤتمر عن الأدب أم الأدباء؟ عنوان المؤتمر هذا العام هو «الأدب السعودي وتفاعلاته»، ويتناول ثلاثة محاور فرعية: المحور الأول: الأدب السعودي والتقنية، المحور الثاني: الأدب السعودي والآخر، المحور الثالث: الأدب السعودي والفنون. وهو ما يسهم في مزيد من التواصل بين الأدباء ومناقشة مشكلاتهم وقضاياهم إلى جانب قضايا الأدب ومستجداته بشكل عام، وذلك من خلال أوراق العمل المقدمة وورش العمل والندوة الخاصة بمشكلات الأديب. فهو بلا شك إسهام في دعم الحركة الأدبية في المملكة، وتدارس لقضايا الأدب والأدباء. مشاركة مبررة * يتساءل الكثير عن المشاركين والباحثين في المؤتمر من الدول العربية، ألم يكن من الأجدى اقتصار المشاركات على أدباء المملكة ليتمكن الجميع من ذلك؟ نحن في أمانة المؤتمر نرحب بجميع الأدباء والأديبات وندعوهم للحضور والتفاعل مع فعاليات برنامج هذا المؤتمر العلمي والمشاركة في الورش والحوارات التي تقام خلال أيام انعقاده. ومشاركة بعض الأشقاء العرب في هذا المؤتمر كمحاضرين ودارسين ومناقشين، تأتي لكون الأدب السعودي مكون مهم من مكونات الأدب العربي بشكل عام. كما أن عدد من هؤلاء النقاد العرب قد درسوا الأدب السعودي، وألفوا فيه الكثير من الإصدارات أو كتبوا دراسات نقدية سواء في مجال الرواية أو القصة القصيرة أو الشعر وفي المجالات الأدبية والنقدية الأخرى، وهذا الحضور العربي سيثري المؤتمر بكل تأكيد. منهجية الدعوات * في كل مناسبة تثار قضية الدعوات.. على أي أساس وجهتم دعوات المؤتمر للأدباء والمثقفين؟ الحقيقية أن الوزارة وجهت الدعوة لأكثر من 300 مثقف وأديب لحضور فعاليات المؤتمر، ونتوقع أن يكون هناك حضور كبير من مثقفي المدينة، ومن خارجها من الأدباء والمثقفين. وما يسعدنا أن قاعدة الحضور متنوعة الاتجاهات الفكرية والأدبية مما سيثري المؤتمر ولعل أبرز ما يمكن ملاحظته في هذا المؤتمر أن للشباب السعودي المثقف من الذكور والإناث حضورًا كبيرًا في المؤتمر قد يفوق أي مؤتمر سابق. كما أن القائمين على الوزارة حريصون على التنوع والتعدد الفكري في مناشطها الثقافية والعلمية كافة، وحرصنا أيضًا على التنوع في المشاركة من حيث النطاق الجغرافي والخلفيات الثقافية والعملية والمراحل العمرية للمشاركين من رواد ومعاصرين وشباب، كما ننظر بعين الاعتبار للتخصص الأكاديمي واهتمامات المرشحين للمشاركة، إضافة إلى من يتم ترشيحهم من قبل الأندية الأدبية وإتاحة الدعوة لمن لم يسبق مشاركتهم. اعتذارات غير مؤثرة * هل تلقيتم اعتذارات من الأدباء في المملكة يمكن أن تؤثر على سير جلسات المؤتمر والنقاش والحوار؟ الاعتذار عن الحضور لأي ظرف سواء كان علميًّا أو شخصيًّا لا يمكن أن يتسبب في ضعف المؤتمر، ونحن نحترم رغبات الجميع، ولكن واجبنا أن ندعو جميع الأدباء والمثقفين؛ لأنه مؤتمرهم الذي نسعد بالعمل في تنظيمه من أجل خدمتهم. والحقيقة أننا دعونا الكثيرين لإدارة الجلسات على سبيل المثال، ولكن بعضهم اعتذر. مشاركة شبابية واسعة * وماذا عن قضية تكرار بعض الأسماء التي يرى البعض أنها تشارك في جميع مؤتمرات وملتقيات المملكة الثقافية والأدبية؟ هذا المؤتمر في دورته الرابعة يتميز في هذه المرة بوجود أكبر للأدباء الشباب وأكثر من أي وقت مضى وربما أن محاور المؤتمر الجديدة ساعدت في جذب الشباب وجعلتهم يندفعون للكتابة في محاور المؤتمر، والهدف كما تعلم من المؤتمر هو مواكبة المرحلة الثقافية التي نعيشها، ولهذا فإن الجانب الإلكتروني والعلاقة مع الآخر تستدعي منا البحث فيها وتحديد موقفنا منها، وهي محاور ضرورية ولابد من طرحها. أما قضية تكرار الأسماء المشاركة في هذه الدورة للمؤتمر فأنا أرى على العكس من ذلك، ولو تابعت الأسماء لوجدت أن فيها نسبة كبيرة من الشباب الذين يشارك بعضهم للمرة الأولى في مثل هذه المؤتمرات الكبرى، وهؤلاء الشباب قدّموا أوراق عمل خضعت لفحوصات المُحكمين وأقرت للمشاركة بعد ما تبين جودة أوراقهم، والقاعدة العامة تقول إن من حق أي أديب سعودي يتقدم بورقة عمل تجتاز مراحل الفحص أن يشارك. فالأسماء المكررة موجودة في إدارة الجلسات فقط، وهي أسماء في الحقيقة قدمت كثيرًا للساحة المحلية وتستحق الحضور، وهؤلاء هم أدباؤنا، فكيف يريد منا البعض أن نهملهم، أو أن نخرج عنهم. معضلة التوصيات * مشكلة التوصيات ومدى تنفيذها من أهم المحبطات لأي مؤتمر أو ملتقى أو اجتماع، ما الذي خططتم له لتكون توصيات المؤتمر في دورته الرابعة في حيز التنفيذ؟ لقد كونا لجنة «توصيات» ومن المهام التي ستقوم بها هي رصد كل ما يتعلق بالمؤتمر، سواء قبل انطلاقه وحتى آخر جلسة فيه، وهي برئاسة الدكتورة لمياء باعشن، وبناءً على ما يطرح ستستخلص توصيات المؤتمر. وهذا هو دورنا في مثل هذه المؤتمرات وبعد ذلك ستسلم اللجنة هذه التوصيات للوزارة التي بدورها ستعلم على التنسيق والعمل على تنفيذ هذه التوصيات مع الجهات المعنية. تكريم واجب * تتخطى فكرة التكريم هذا العام في المؤتمر تكريم الأفراد إلى المؤسسات، ما السبب في ذلك.. ومن هم المكرمون؟ بالطبع ستتم خلال هذا المؤتمر تكريم عدد من الجهات والأفراد الذين كان لهم دور في دعم الأدب السعودي ومؤسساته الأدبية في هذه البلاد. كما سيتم تكريم داعمي الأندية الأدبية من الأفراد والمؤسسات عبر معايير ضابطة لهذا التكريم تتصل بآليات دعم برامج الأندية الأدبية وفعالياتها، ومنهم أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وأمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، والدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد، والأستاذ علي الجميعة، والأستاذ عبدالعزيز بن علي الهويدي، والأستاذ عبدالرحمن بن حسن شربتلي، والأستاذ أحمد بن محمد با ديب، والأستاذ شنان بن عبدالله الزهراني، وأمانة منطقة الرياض، وبنك الرياض، ورئيس الغرفة التجارية الصناعية في منطقة نجران.