أ.د. سالم بن أحمد سحاب في أحد المقاطع المنتشرة على فضاء الإنترنت، يظهر شاب من مواطني دبي يناشد السعوديين عدم الإقبال على دبي وحدها؛ إذا رغبوا في زيارة دولة الإمارات الشقيقة، إذ هناك 6 إمارات أخرى غير دبي مثل أبوظبي والشارقة والفجيرة ورأس الخيمة، فلماذا يصرّ السياح السعوديين على مضايقة سكان دبي؛ في الأسواق والمطاعم والشوارع وصالات السينما! شخصيًا أزيد على صاحبنا من دبي، فأتساءل لماذا هذا الإقبال الجنوني على دبي؟ ما الذي تحتضنه دبي من (أشياء مختلفة) تبرر السفر المتكرر إليها؟ أعرف مواطنين سعوديين يسافرون إلى دبي مرتين وثلاث مرات في العام، خاصة في ظل تدهور الحالة السياسية والأمنية في بيروت والقاهرة ومناطق أخرى! في دبي ثقافة أسمنتية هائلة.. مزيد من المباني ومزيد من الفنادق، ومزيد من الأسواق وشيء من صنوف اللهو البريء. وفيها أيضا غلاء فاحش وأكلاف باهظة، لا تبرر كل هذا الاندفاع غير المنضبط. لماذا هذا الإنفاق المالي المتكرر على سياحة مكرورة ومشاهد باتت مألوفة ومعروفة؟ لماذا هذا الفرار إلى دبي، وكأن كل منّا يفرّ من قسورة إلى روضة مبهرة؟ شخصياً أعترف أن في دبي ما نفتقده في كثير من مدننا الكبيرة، مثل التنظيم ونظافة الشوارع واحترام الأنظمة، وحرية الحركة وتوفر الترفيه المرتفع الجودة والمتنوع المشارب. لكن هذا لا يبرر السفر المتكرر إليها، وإنفاق مزيد من الأموال فيها دون مبرر سوى (الطفش) و(المباهاة) و(الفشخرة)، حتى لو اضطررنا للاستدانة أو التقتير على مصارف أخرى مهمة للأسرة وأفرادها. في دبي مثلاً لا يوجد للثقافة وجه، فلا لقاءات ثقافية عامة حرة، ولا مناظرات مفتوحة، ولا معارض للكِتَاب، ولا مكان للأسرة المثقفة. كل ما فيها موجّه نحو الاستهلاك الشّره في المسكن والمطعم والتسوق، المتوسط منه والباذخ، وأكثر من ذلك تتحول نسبة عالية من الأموال المتدفقة من هذه الأنشطة السياحية المكرورة إلى خارج دبي ومنطقة الخليج، فمعظم العاملين هناك من الوافدين، وبنسبة قد تصل إلى 95% أو أكثر. وهمسة إلى هيئتنا ومدننا ومناطقنا السياحية: افعلوا شيئًا لهذا الوطن، يستبقي جزءًا مما يُنفق خارج الوطن!. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain