أ.د. سالم بن أحمد سحاب في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر المنصرم وقف وزير الخزانة الأمريكية «جاكوب ليو» أمام أعضاء النادي الاقتصادي في نيويورك ليتحدث عن أبعاد الورطة العميقة التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي منذ سنوات طويلة، وتتفاقم يومًا بعد يوم بسبب شبق الاستدانة المخيف الذي تمارسه الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتغطية مصروفاتها الباهظة؛ خاصة فيما يتعلق بالجيش والعسكرة والأمن. يقول «ليو»: إن الحكومة تجمع 30 مليار دولار من الضرائب وغيرها أسبوعيا، لكن مصروفاتها الفعلية تصل إلى 60 مليار دولار أسبوعيًا، أي قرابة 9 مليارات دولار يوميًا، وعليه لا بد لها أن تستدين 4 مليارات دولار يوميًا، هذه المليارات الأربعة بالطبع تساوي ميزانيات دول بأكملها لمدة عام كامل، ولنتذكر أن مصر باقتصادها الكبير وعدد سكانها الهائل كانت تتفاوض وما زالت مع صندوق النقد الدولي لإقراضها 4,8 مليار دولار، أي قرابة نصف مصروفات الأنكل سام في يوم واحد. وللعلم فهذه المبالغ الفلكية لا تعني المواطن الأمريكي مباشرة إلا بنسب متواضعة، فمعظم الخدمات اليومية الرئيسية تنفذها حكومات الولايات والمجالس البلدية وغيرها، المواطن الأمريكي يدفع في المعدل من 40% إلى 50% من راتبه ضرائب يذهب جزء كبير منها إلى الحكومة الفيدرالية في واشنطن، ثم يذهب جزء إلى ضرائب الولاية، وبعض إلى ضرائب المقاطعة فضلًا عن ضريبة العقار الذي يسكنه وضرائب المبيعات التي تبلغ في المعدل 7 أو 8%. ولو أن الحكومة الأمريكية كانت شركة تجارية لأفلست منذ أمد طويل، أو لتعلمت كيف تكبح جماح نفقاتها الباهظة وإسرافها الباذخ! لا أفهم كيف يخاطر التنين الصيني بإقراض حكومة مفلسة يبلغ حجم مصروفاتها ضعف إيراداتها مهما بدت قوية ومتماسكة ومأمونة. إنها مخاطر بل مجازفة بل جنون لا حدود له. ومع كل هذه الصورة السلبية عن حال المديون الأكبر في العالم وعبر التاريخ، لا يبدو أن ثمة حل قادم ممكن، فالخرق يكبر والكارثة تنمو، ولا مناص من انتظار ساعة الحسم، ساعة امتناع القادرين عن إقراض المارد الكسيح، لتنهار مع انهيار الاقتصاد الأضخم اقتصادات معظم دول العالم. هل دنت لحظة الانفجار المهول؟ يا أمان الخائفين!! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain