شهدت مراكز التسوق في دبي، تدفق أعداد غفيرة من السياح السعوديين في عطلة نهاية الأسبوع، مع بدء موسم الإجازة المدرسية في المملكة، وسجلت مرافق الخدمات المتنوعة ضمن المراكز إقبالاً واسعاً من الزوار السعوديين، وخاصة المطاعم ومتاجر التجزئة، فضلاً عن المرافق الترفيهية المتنوعة. وباتت العطلات المدرسية والرسمية في السعودية موسماً سياحياً في دبي، يضاف إلى مواسم كثيرة نجحت الإمارة في تطويرها، على غرار فترات المهرجانات ومواسم العطلات الأوروبية والآسيوية وغيرها، حيث تلبي دبي تطلعات السياح من مختلف الجنسيات والشرائح المادية، بمرافقها المتنوعة ومراكز التسوق العصرية والمتاجر الراقية. فضلاً عن تكامل البنية التحتية والخدمية في دبي، ويكمن العامل الأبرز في احتراف الإمارة فنون الضيافة والانفتاح على العالم، حيث توفر بيئة آمنة ومستقرة، بالتوازي مع مناخ عائلي راق، ومجتمع يتمتع بالانفتاح الثقافي والحضاري، حيث يشعر زوار الإمارة بالحميمية والترحاب أينما حلو في دبي. وفي استطلاع أجرته "البيان"، أشاد زوار سعوديون إلى دبي، بمكانة الإمارة وسمعتها السياحية العالمية، لافتين إلى تنوع مقوماتها، وخصوصا البنية التحتية المتطورة، وتعدد مرافقها السياحية والترفيهية، وعبروا عن إعجابهم بنمط الحياة العصري الذي تتميز به دبي، ومستوى الخدمات العالمي في مختلف القطاعات. البلد الثاني وقال ماجد الغرير رئيس مجلس إدارة مجموعة مراكز التسوق في دبي، أن السعوديين بشكل خاص، والخليجيين بشكل عام، يعتبرون دبيوالإمارات كبلدهم الثاني، وباتت الدولة من الوجهات المفضلة لهم، نظراً لقربها الجغرافي وسهولة الوصول، بالإضافة إلى العوامل الثقافية الأخرى، وخاصة عامل اللغة، مشيراً إلى أن التكلفة المناسبة باتت عاملاً إضافياً يعزز من جاذبية دبيوالإمارات. حيث تتوافر عدة فنادق بفئات مختلف، فضلاً عن المرافق السياحية التي تناسب جميع الميزانيات، فضلاً عن تنوع المرافق الترفيهية الجاذبة للسياح، إذ لم تعد تقتصر على مراكز التسوق فحسب، بل هناك الشواطئ المخدمة والحدائق العامة ومناطق أخرى متعدد تشكل وجهة إضافية للسائح الخليجي، وأشار إلى أن التجارب الإيجابية التي يعيشها السياح في دبي، وخاصة الخليجيين منهم، تعزز من سمعتها مقصداً سياحياً مثالياً لقضاء العطلات. ولفت الغرير إلى أن قطاعات الضيافة وتجارة التجزئة والتسوق من أكبر المستفيدين من ازدهار السياحة، وخصوصاً الخليجية منها، بالإضافة إلى الأسواق القديمة والمرافق التجارية والسياحية في مناطق دبي وسائر الإمارات. موسم سياحي وقال فؤاد شرف، مدير تنفيذي - مراكز التسوق في مجموعة "ماجد الفطيم"، إن دبي تعودت على استقبال أعداد كبيرة من السعوديين خلال العطلات المدرسية والرسمية في المملكة، وبات موسم السياحة السعودية حدثاً يترقبه قطاع الضيافة ومراكز التسوق على مدار العام، وأشار إلى أن مراكز التسوق التابعة للشركة في دبي، وفي مقدمها مول الإمارات ومردف سيتي سنتر وديرة سيتي سنتر، قامت بتمديد ساعات عملها لتلبية متطلبات الزوار. وخصوصاً السعوديين منهم، خلال هذه الفترة، فبدءاً من 20 مارس ولغاية نهاية الشهر، تفتح المراكز الثلاث أبوابها خلال أيام الأسبوع إلى الساعة 12 ليلاً، بعد أن كانت تغلق بحلول الساعة العاشرة مساءً، فيما يمتد عملها خلال عطلة نهاية الأسبوع بما يشمل أيام الخميس والجمعة والسبت لغاية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وأشار إلى أن هذه المبادرة تأتي بهدف دعم ما توفره دبي من بيئة سياحية وترفيهية مثالية للسياح، وفي مقدمهم السعوديون، وتعزيز الخدمات، وعمل المرافق المختلفة لتلبية التدفق الكبير في أعداد الزوار من المملكة خلال هذه الفترة. مؤكداً أن ذلك يأتي بالتوازي مع الجهود الحكومية الحثيثة لتوفير جميع الخدمات التي يحتاجها السياح. ولفت شرف إلى أن مواسم السياحة السعودية باتت أشبه بالمهرجانات بالنسبة لمراكز التسوق وقطاع الضيافة والترفيه بدبي، حيث باتت تشهد عروضاً وفعاليات متنوعة، موجهة لخدمة السياح السعوديين والخليجيين بشكل عام، ولفت إلى أن المؤشرات الأولية توضح وجود إقبال واسع حالياً من قبل السعوديين. وقد انعكس ذلك على تزايد زوار المرافق الترفيهية ضمن مراكز التسوق، وخاصة سكي دبي في مول الإمارات، وماجيك بلانيت ودور السينما، فضلاً عن ارتفاع أعداد مرتادي المطاعم والمتسوقين في مختلف متاجر التجزئة في المراكز التابعة للشركة. خبرة واسعة وأوضح شرف أن دبي توفر مناخاً جاذباً لمختلف فئات وشرائح السياح العمرية والمادية، وفي مقدمها العائلات، موضحاً أن السائح السعودي بات يتمتع بخبرة واسعة في ما يرتبط بزيارة دبي وقضاء الإجازات فيها، وخاصة أبرز مراكز الجذب السياحي والترفيهي المتنوعة. لكنه لفت إلى أن الإمارة تنجح دائماً في مفاجأة زوارها وتقديم كل ما هو جديد وممتع للسياح، ما يعزز تكرار زيارتها بشكل دائم للاستمتاع بخدماتها المتجددة، ومبادراتها المتنوعة التي تعتمد على الابتكار والتطوير المتواصل. ووصلت مستويات الإشغال والحجز لرحلات الطيران، وحجوزات الفنادق في دبي خاصة، والدولة عامة إلى 100 %، مع بدء موسم الإجازة المدرسية في السعودية، وكانت "البيان" قد نقلت في تقرير سابق لها عن مصادر في قطاع السياحة والسفر، أن هذه الفترة في كل عام تشهد نمواً كبيراً لحركة السياحة من السعودية، تزامنت هذا العام مع فترة الأعياد في بعض دول أوروبا، ما رفع من نسب الإشغال إلى 100 %، سواء للطيران أو حجوزات الفنادق. وشهدت حركة السفر من المملكة العربية السعودية إلى الدولة نمواً بواقع 20 % خلال الأيام الماضية، مع بدء عطلة نصف الفصل الدراسية، وتوجه كثير من العائلات السعودية لقضاء إجازاتهم في الخارج. وقالت المصادر إن الإمارات، ودبي خاصة، تبقى الوجهة المفضلة للسعوديين، خصوصاً أن تعدد وتنوع رحلات الطيران وفر خيارات واسعة للمسافرين. حيث ترتبط كل من الإمارات والسعودية برحلات جوية تزيد على 380 رحلة أسبوعياً، في الوقت الذي تطير فيه بعض الناقلات الوطنية، وخاصة الاقتصادية منها، إلى وجهات عديدة غير مخدومة من الطيران التجاري، الأمر الذي شجع الكثير من القاطنين في هذه الأماكن للسفر إلى الدولة. ترويج سياحي عبر التواصل الاجتماعي برز تقاطر السياح السعوديين بأعداد كبيرة إلى دبي بشكل بارز، ضمن النقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، وموقع تويتر بشكل خاص، حيث تحدث السعوديون عن ميزات دبي، وما تتمتع به من مقومات تعزز مكانتها كوجهة سياحية مفضلة لهم، ومن جانبهم، رحب الإماراتيون بأشقائهم السعوديين، وعرض بعضهم خدمات للإجابة عن استفسار يتعلق بزيارة دبي مجاناً لتشجيع ودعم الزوار من المملكة. وقال المحلل الاقتصادي السعودي راشد الفوزان في تغريدات كثيرة له، إنه و"ككل إجازة قصيرة، السعوديون بدبي يملأون المكان وكل مكان. وكررنا سابقاً: كل الفكرة عبارة عن خدمة - ترفيه - احترام القانون لا أكثر ولا أقل"، وأشار في تغريدات أخرى قائلاً : "لا ننسى أن دبي مقر مهم لاجتماعات الشركات والمؤتمرات والمنتديات وغيرها للمستثمر السعودي"، ومن جانبه، نشر الإعلامي السعودي الشهير تركي الدخيل عبر تويتر صورة من الفندق لجزية النخلة جميرا، وعلق قائلاً :"دبي دانة الدنيا، وعشق ما له آخر". خدمات ومرافق يستفيد زوار دبي من تنوع خدماتها ومرافقها بما يناسب مختلف الميزانيات والشرائح المادية للسياح، لكن على وفق أعلى مستويات الجودة، بدءاً من الفنادق بمختلف فئاتها، وصولاً إلى المطاعم ومراكز التسوق، ما عزز من مكانتها كوجهة سياحية عالمية تبعد بضعة كيلومترات فقط عن دول الجوار، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، وبات يرى فيها الخليجيون مقصداً ترفيهياً وسياحياً عصرياً يغنيهم عن زيارة دول أخرى كأوروبا وأميركا، خاصة مع ما توفره من أجواء صديقة للسائح وجاذبة للعائلة.