أعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع عدد حالات الوفاة والمصابين جراء الاشتباكات التي وقعت أمس بالقاهرة وبعض المحافظات إلى 149حالة وفاة و1403مصابين، من بينهم 49 حالة وفاة و 423 مصابًا برابعة والنهضة، فيما بلغ عدد الوفيات بباقي المحافظات 100 حالة وفاة و980 مصابًا، بينما أعلن وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم أن 43 عنصرًا من قوات الأمن بينهم 18ضابطًا قتلوا خلال قيام قوات الأمن بفض اعتصامي أنصار «المعزول» في القاهرة وخلال أحداث عنف أخرى في البلاد. من جهته أكد رئيس الحكومة المصرية الموقتة حازم الببلاوي أن قوات الأمن المصرية تحركت «بأكبر قدر من ضبط النفس» حين قامت بفض اعتصامي «النهضة» و»رابعة»، وحرص الببلاوي في كلمة عبر التلفزيون على توجيه الشكر إلى قوات الأمن لما قامت به معتبرًا أن «قرار فض الاعتصام كان قرارًا في غاية الصعوبة» يأتي ذلك فيما أعلن نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية محمد البرادعى استقالته من منصبه. بينما أعلنت الرئاسة المصرية حالة الطوارئ ولمدة شهر من ال 4عصراً (فرض حظر التجوال)0 في القاهرة و13 محافظة أخرى، من أجل السيطرة على أحداث الفوضى وأعمال العنف الدائرة في البلاد، التي أحدثها أنصار جماعة الإخوان المسلمين، بهدف تكدير الأمن والسلم العام، وفق ما ذكره بيان للرئاسة عصر أمس. وتدخلت قوات الأمن المصرية صباح أمس، مدعومة بالجرافات لفض اعتصامي إنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة في هجوم كانت تحذر منه منذ فترة وخلف عشرات القتلى. وبدأت العملية بعيد الفجر، حين حاصرت قوات الأمن منطقتي رابعة العدوية في شرق القاهرة والنهضة بوسط العاصمة حيث يتحصن المعتصمون. وقال شهود إن الشرطة ألقت وابلًا من القنابل المسيلة للدموع على خيام الاعتصام قبل أن تدخل إلى ميدان رابعة العدوية، مثيرة الهلع بين مئات المعتصمين الذين أقاموا مخيمهم احتجاجًا على إزاحة الجيش الرئيس مرسي واعتقاله في 3 يوليو. وهرع رجال يضعون أقنعة واقية من الغازات إلى التقاط القنابل وإلقائها في حاويات من الماء، فيما تصاعدت من المنصة التي أقيمت بالقرب من مسجد المخيم أناشيد إسلامية وهتف المعتصمون "الله أكبر". واندلعت اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في أحد جوانب الاعتصام وسمعت أصوات طلقات أسلحة رشاشة دون أن تتضح الجهة التي تطلق النار. وعرضت محطات التلفزيون لقطات لأشخاص مصابين ينقلون إلى مركز طبي مرتجل، والشرطة تقوم بإبعاد المحتجين الذين تحدوا عدة إنذارات لوقف الاحتجاجات. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان، أن الشرطة المصرية سيطرت على ميدان النهضة. وقالت إن قوات الشرطة "سيطرت على ميدان نهضة مصر، وقامت بإزالة أغلب الخيام الموجودة بالميدان". وأضافت أن "بعض أنصار الرئيس المعزول تصدوا لها إلا أنها اعتقلت بعضهم". فيما تمكنت قوات الأمن من فرض سيطرتها التامة على ميدان رابعة العدوية فيما ذكرت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي «توتير» أن قواتها تمكنت من إلقاء القبض على قيادات من الإخوان من بينهم محمد البلتاجى وصفوت حجازي وعصام العريان وأحمد عارف في عمارة تحت الإنشاء بعد فض اعتصام ميدان رابعة العدوية. من جهتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين المصريين "للنزول إلى الشوارع لمنع المذبحة من الاستمرار". وكتب الناطق باسم الإخوان جهاد الحداد على حسابه على تويتر "هذه ليست محاولة فض، هذه محاولة محو دموي لأي صوت معارض للانقلاب العسكري". وفي تغريدة منفصلة، كتب حداد أن 250 شخصًا على الأقل قتلوا وجرح 5 آلاف آخرون في عملية فض الاعتصام، ولم يتم تأكيد هذه الحصيلة رسميًا. إلى ذلك، حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجيش المصري على إجراء انتخابات وندد بتفريق المعتصمين بالقوة، وقال كيري في مشاركة مفاجئة في المؤتمر الصحافي اليومي لوزارة الخارجية: «إن الحكومة الموقتة والجيش عليهما مسؤولية منع المزيد من العنف وطرح خيارات بناءة من بينها تعديل الدستور وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية». بينما دعت الحكومة التركية الأسرة الدولية إلى وقف "المجزرة" في مصر فورًا. فيما دانت وزارة الخارجية البريطانية أمس الأربعاء "استخدام القوة لتفريق المتظاهرين" المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة ودعت "قوات الأمن إلى التحرك بضبط النفس" بعد أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى. فيما قررت البنوك والبورصة المصرية أمس أن تغلق اليوم الخميس تحسباً للأحوال الأمنية.