كشفت معطيات تركية النقاب عن موافقة اسرائيل على شروط تركيا، لإعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين بما في ذلك رفع الحصار عن قطاع غزة، واوضحت المعطيات ان رئيس الموساد التقى في القاهرة نظيره التركي، لبلورة مسودة اتفاق بهذا الخصوص، فضلاً عن لقاء مماثل في مدينة جنيف. القاهرة: اكدت تصريحات وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو التسريبات التي تناقلتها دوائر اسرائيلية حول اجراء مفاوضات سرية بين حكومتي انقرة وتل ابيب لإعادة العلاقات التركية الاسرائيلية الى سابق عهدها، إذ قال اوغلو في تصريحات لشبكة سي ان ان الناطقة باللغة التركية، ان بلاده لن تتنازل عن الشروط التي سبق ورهنت بها عودة العلاقات بين انقرة وتل ابيب، وهى اعتذار اسرائيل الرسمي، ومنح اسر ضحايا ومصابي سفينة المساعدات التركية "مرمرة" تعويضات مناسبة، بعد ان هاجم الجيش الاسرائيلي السفينة في حينه، وقام بإطلاق النار على مستقليها، وفيما يتعلق بالجلسة التفاوضية قال الوزير التركي: "لم يكن اللقاء عادياً، ونحن على استعداد للحديث مع الاسرائيليين إذا ابدوا استعداداً للقبول بشروطنا". مسودة اتفاق سري وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت تسريبات الجمعة الماضية، اكدت فيها ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، اوفد مستشاره "يوسف تشنحوبر" الاسبوع الماضي، للقاء مدير عام الخارجية التركية "فريدون سينيرلولو" في مدينة جنيف، وإجراء مفاوضات حول بلورة مسودة اتفاق، يمكن من خلاله انهاء الازمة السياسية والدبلوماسية بين انقرة وتل ابيب، التي اندلعت في اعقاب توجه سفينة المساعدات التركية "مرمرة" الى قطاع غزة في أيار/ مايو عام 2010. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يني ساباك" التركية، المقربة من التيار الاسلامي في انقرة، تمخضت مفاوضات جنيف عن استعداد اسرائيل للاعتذار لتركيا عن مقتل تسعة نشطاء اتراك كانوا على متن سفينة المساعدات التركية "مرمرة"، وتعويض اسر الضحايا والمصابين الاتراك، الذين كانوا في طريقهم لرفع الحصار عن قطاع غزة. وتشير معطيات الصحيفة التركية الى ان المسؤول الاسرائيلي المفاوض "تشحنوبر" قال لنظيره التركي خلال المفاوضات: "ان اسرائيل تتطلع الى ان يكون مقابل الخطوات التي تعتزم القيام بها، موافقة تركيا على اعادة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها، وان تعيد انقره سفيرها الى تل ابيب، وتسمح للسفير الاسرائيلي بالعودة الى انقرة". رفع الحصار عن غزة وأضاف موفد نتانياهو: "ان اسرائيل تخشى بعد موافقتها على شروط الحكومة التركية، ان تصر انقرة على موقفها الرامي الى مقاطعة اسرائيل"، كما اوضح المسؤول الاسرائيلي انه الى جانب الاعتذار والتعويضات، تضع حكومة انقرة من بين شروطها، رفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة، على الرغم من ذلك لم يتطرق موفد نتانياهو الى اشكالية حصار غزة، كما لم ينف امكانية موافقة اسرائيل على هذا الطلب، او اتخاذ الاجراءات الكفيلة برفع الحصار عن القطاع. وطبقاً لتقرير الصحيفة التركية، المح المسؤول الاسرائيلي المفاوض الى ان اسرائيل ستتعاطى مع الطلب التركي، الخاص برفع الحصار المفروض على غزة، ولكنها تطلب فترة زمنية معينة لتسوية تلك الاشكالية مع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس، فضلاً عن ان اسرائيل ستحصل من تركيا على ضمانات تكفُل لها عدم المساس بأمنها اذا رفعت الحصار عن القطاع، كما اتفق المسؤول الاسرائيلي المفاوض مع نظيره التركي على تواصل المفاوضات فيما بينهما مجدداً، مؤكداً على انه تم الاتفاق على استئناف تلك المفاوضات في اعقاب الانتخابات الاسرائيلية المزمعة في كانون الثاني/ يناير المقبل. وفي مقابل المفاوضات التي جرت الاسبوع الماضي بين تركيا وإسرائيل في جنيف، جرى خلال الاسبوع عينه في القاهرة لقاء بين رئيس الموساد "تامير بردو" ونظيره التركي "هاكان فيدان"، وحضر اللقاء مدير الاستخبارات المصرية العامة اللواء رأفت شحاته، ووفقاً لتقرير صحيفة "يني ساباك" التركية، قال فيدان لنظيره الاسرائيلي خلال اللقاء: "ينبغي ان تضمن تركيا وقف حماس لإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه اسرائيل، شريطة ان تلتزم اسرائيل بعدم القيام بعملية عسكرية برية في القطاع". وأضاف فيدان في حديثه مع رئيس الموساد بالقاهرة: "انه يجب ان تعترف اسرائيل بان حماس باتت حقيقة قائمة، وينبغي على إسرائيل ان تتفهم ذلك جيداً"، مؤكداً انه اذا قضت اسرائيل على حماس، فعليها ان تعلم ان حماس ستُخلف ورائها العديد من التنظيمات المسلحة الاكثر عنفاً وبأساً من الحركة التي تسيطر على غزة حاليا.