عدن حرة / السياسة الكويتية : الجمعة 2013-08-16 00:40:50 على وقع هجمة أميركية – أوروبية على السلطات المصرية قابلها تأييد عربي للإجراءات السيادية التي اتخذتها في إطار مواجهتها الإرهاب والعنف, واصلت جماعة "الإخوان", لليوم الثاني على التوالي, أمس, إطلاق العنان لميليشياتها ومسلحيها وأنصارها لتنفيذ اعتداءات همجية على المرافق والمؤسسات العامة والمراكز الأمنية والكنائس والمواقع الحيوية في مختلف أنحاء مصر, في إطار الهستيريا التي تعيشها منذ خلع الرئيس محمد مرسي مطلع يوليو الماضي, والتي تعاظمت مع فض اعتصاميها في القاهرة أول من أمس. (راجع ص 19 و20 و21) وفي حصيلة أعلنتها ليل أمس, أفادت وزارة الصحة المصرية عن ارتفاع عدد الضحايا في الأحداث والاشتباكات إلى 578 حالة وفاة و3717 مصاباً, فيما شيع الآلاف في القاهرةوالاسكندرية ومناطق أخرى جثامين 43 من الشرطة, بينهم لواءان وعقيدان, وسط أجواء من الغضب الشديد ضد إرهاب "الإخوان". وفي محاولة يائسة لتبرير لجوئها إلى الإرهاب ونشر الفوضى, زعمت جماعة "الإخوان", على لسان المتحدث باسمها جهاد الحداد, أن "الغضب خرج عن نطاق السيطرة" نتيجة الضربة القوية التي تلقتها قياداتها. ولم يمنع فرض حال الطوارئ وحظر التجوال الليلي في 14 محافظة, أنصار وميليشيات "الإخوان" من مواصلة اعتداءاتهم على المنشآت العامة والخاصة والمراكز الأمنية والكنائس لليوم الثاني على التوالي. واقتحم المئات من بلطجية "الإخوان" مبنى ديوان عام محافظة الجيزةجنوبالقاهرة وأشعلوا النيران فيه, ومبنى مجمَّع محاكم مدينة العياط وأطلقوا النار بشكل عشوائي ونهبوا محتوياته. وفي محافظة الفيوم التي قتل فيها 42 شخصاً على الأقل أول من أمس, اقتحمت ميليشيات "الاخوان", أمس, كنيسة "الأمير تواضروس" بقرية دسيا وأشعلت فيها النيران, علماً أن المحافظة شهدت أول من أمس إحراق ثلاث كنائس من أصل سبع على مستوى الجمهورية, بحسب معلومات رسمية, و20 على الأقل, بحسب معلومات غير رسمية. وفي هذا السياق, وجه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بسرعة إعادة بناء وترميم جميع الكنائس التي تعرضت لاعتداءات على نفقة القوات المسلحة, فيما أعرب رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي عن تضامنه ومواساته للأقباط, في اتصال هاتفي مع بابا الكنيسة المرقسية تواضروس الثاني. وفي أبرز أعمال العنف الهمجية ل"الإخوان", أمس, قتل ثلاثة من عناصر الأمن في محيط قسم شرطة حلوان جنوبالقاهرة, فيما قتل خمسة أشخاص في هجومين منفصلين على الشرطة والأهالي في الاسكندرية. كما وقعت اشتباكات بين البلطجية وبين الشرطة والأهالي في العريش وكفر الشيخ وأسيوط وبني سويف ومرسى مطروح والقليوبية والسويس وأسوان وغيرها من المدن والمحافظات. وفي السياق نفسه, قتل ثمانية جنود في هجومين على نقطة تفتيش ونادي ضباط الشرطة في جنوبالعريش, شمال شبه جزيرة سيناء. وكنتيجة حتمية للتصدي لإرهاب "الإخوان" المتفلت من عقاله, وجهت وزارة الداخلية, مساء أمس, قواتها باستخدام الذخيرة الحية "في مواجهة أية اعتداءات على المنشآت الحكومية والشرطية", فيما أكد مجلس الوزراء تصميمه الحاسم على التصدي بكل قوة للأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية التي تقوم بها عناصر من "الإخوان". وفي مقابل دعوة "الإخوان" إلى التظاهر اليوم تنديداً بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة, دعت حركة "تمرد" المسلمين والمسيحيين للنزول إلى الشوارع وتشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات والمنشآت الحيوية من الاعتداءات. وفي حين واصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مساندة رفاقه "الاخوان" بدعوته مجلس الأمن للانعقاد "الفوري" لبحث الأوضاع في مصر, برز تأييد عربي للإجراءات التي اتخذتها القاهرة للحفاظ على الأمن والاستقرار. وأعربت الجامعة العربية عن أسفها لسقوط الضحايا, إلا أنها أبدت تفهمها ل"ما قامت به الحكومة المصرية من إجراءات سيادية وتقدير للموقف, لمواجهة التطورات الخطيرة, واحتواء الانفلات الأمني وتحمل مسؤولياتها الوطنية لحفظ أمن واستقرار الوطن". كذلك, أكدت الإمارات "تفهمها للإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية بعدما مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال الفترة الماضية", معتبرة أن "جماعات التطرف السياسي أصرت على خطاب العنف والتحريض وعلى تعطيل المصالح العامة وتقويض الاقتصاد المصري مما أدى إلى الأحداث المؤسفة", في إشارة إلى "الإخوان". بدورها, أكدت البحرين أن "ما تقوم به السلطات المختصة في جمهورية مصر العربية من جهود لإعادة الأمن والاستقرار والنظام إلى الحياة العامة هو حق من حقوق المواطن المصري على الدولة التي يجب أن تعمل ما في وسعها لرعاية مصالحه والمحافظة على حقوقه كافة ومصدر رزقه". أميركياً, أعلن الرئيس باراك أوباما عن إلغاء المناورات العسكرية التي كان من المقرر ان تجريها الولاياتالمتحدة قريباً مع مصر, داعياً السلطات إلى رفع حال الطوارئ والسماح بالتظاهر السلمي. وأقر بأن مرسي لم يكن رئيساً "للجميع" وانه "ربما عارضته غالبية" المصريين, إلا أنه اعتبر أن اتهام واشنطن بدعم "الإخوان" لا يحقق الازدهار للمصريين. وفي معلومات تناقلتها مواقع الكترونية مصرية, دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى اجتماع طارئ في الكرملين لبحث تداعيات الموقف في مصر وامكانية وضع قدرات الجيش الروسي بتصرف القيادة العسكرية المصرية, والبدء بتحضير مناورة مشتركة مع الجيش المصري ردا على الغاء الولاياتالمتحدة مناورات مماثلة. أوروبياً, رجحت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الاثنين أو الثلاثاء المقبلين بشكل طارئ لبحث الوضع في مصر, فيما استدعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا السفراء المصريين لديها, للتعبير عن التنديد بأعمال العنف. 55