سليمان النفيسة – سبق – الرياض: بدأ اليوم السبت برنامج مبادرة القيادات الشابة في العاصمة الرياض بمقر جامعة الملك فيصل، وهي إحدى مبادرات مؤسسة الملك عبد الله ورجاله للموهبة "الموهبة والإبداع لتحقيق رؤية موهبة 1444ه"، التي تتوجه حالياً إلى طلاب المرحلة الجامعية، وتوفر لهم برنامجاً للتدريب القيادي لمدة تتراوح من عام ونصف العام إلى عامين، يتم التركيز خلالها على التطبيق العملي والتفاعل بين المتدربين. وتنصب رؤية المبادرة في تكوين شباب واعٍ، لديه المواهب الأساسية للقيادة، من خلال تعرضه لعدد من الدورات أو الدروس، التي تدربه على استعمال الخصائص القيادية؛ ليكون بعد تخرجه من الجامعة قادراً على التأقلم مع العمل الذي ينتسب له، ولديه القدرة على التأثير والتغيير الإيجابي. فيما يهدف البرنامج إلى إعداد كوادر وطنية نوعية، تسهم في نقل المملكة إلى مجتمع المعرفة، والوصول بفكرة المبادرة إلى جميع شرائع المجتمع بتنمية الوعي لدى الطلاب بمحوريه، مفهوم إعداد النفس وتهيئتها وفهم الآخرين، وأن يتمكن الطالب من وضع خطة لنفسه، وتنفيذها، وأن يتقن الطالب أيضاً آلية التعلم من أخطائه والتعامل مع التحديات المختلفة التي تواجهه في المستقبل. ويأتي إنشاء البرنامج للاهتمام الواضح في مختلف أنحاء العالم بالتنمية البشرية، وربطها بالقيادة؛ وذلك لتحقيق التنمية البشرية المستدامة. وتعتبر مبادرة القيادات الشابة جزءاً لا يتجزأ من الاهتمام بالتنمية البشرية والاهتمام بفئة من المجتمع، تبرز فيهم صفات القيادة، وتكون لهم معايير معينة؛ إذ تهتم المبادرة بعد ذلك بتطوير وتحسين مهاراتهم القيادية، وذلك من خلال برنامج تدريبي للقيادة على شكل ورش عمل، تعمل لتطوير هذه المهارات لإنتاج جيل مميز، يتمتع بمؤهلات النجاح كافة من تأهيل أكاديمي وقيادي. ويبدأ برنامج موهبة للقيادات الشابة بالخطوة الأولى، وهي اختيار الطلاب، ويكون وفق آلية معينة، تبدأ بالاختبارات التي تقيس جوانب الذكاء والمعلومات العامة، وجوانب أخرى يتم مراعاتها، تختص بالقيادة. كما يهتم البرنامج بالمعدل التراكمي الجامعي؛ إذ يعتبر المعدل التراكمي من مؤشرات حسن قيادة الذات لدى الطالب، الذي يساعد على تجاوز مرحلة مهمة من القيادة. ولتوصيات أعضاء هيئة التدريب دور مهم، ولرأي وتوصية الأساتذة الأكاديميين لاختيار الطلاب دور كذلك، نظراً لكثرة اطلاعهم على فكر الطلاب وآرائهم. ويتم عمل المقابلات الشخصية للطلاب، ويتم من خلالها النقاش لمعرفة مدى قدرات الطالب ومساراته القيادية، وقياس استعداد الطالب للانضمام للمبادرة. وبعد اجتياز الطلاب الاختبار تبدأ الخطوة الثانية، وهي قيادة الذات، ومدتها فصل دراسي واحد، يقوم الطالب فيها بفهم انفعالاته ومعرفة نقاط القوة لديه ومعرفة الجوانب التي يستطيع أن يطور نفسه فيها، وذلك من خلال تطبيقات عملية، وتفاعل مع المدرب والمرشد وبقية الطلاب. ويلاحظ هنا آلية العمل مع المرشد السلوكي. ويتأهل من يجتاز مرحلة قيادة الذات إلى مرحلة قيادة الفريق، مع إبقاء متطلبات أخرى، مثل مستوى ممتاز بالإنجليزية والحاسب الآلي؛ وعليه فإن القبول للمرحلة الثانية (قيادة الفريق) يتطلب مقابلة جديدة. وفي هذه المرحلة يتدرب الطلاب على العمل ضمن فريق، ويتعرفون على الأدوار المختلفة في الفريق، ويقومون بتطبيق مشروع صغير من جهة خارجية، سواء شركة أو منظمة غير ربحية. وتبلغ مدة المرحلة الأولى من البرنامج فصلاً دراسياً واحداً، ويتأهل من يجتاز مرحلة قيادة الفريق إلى الخطوة التالية، وهي مرحلة قيادة التغيير، شريطة أن يكون قد اجتاز المرحلتين السابقتين، وزاد من قدراته في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي والمعلومات العامة والمقابلة الشخصية. وفي هذه المرحلة يتوزع وقت الطالب بين الورش التدريبية وإرشاد طلاب المرحلة الأولى بقيادة الذات والتطبيق العلمي في الجهات الخارجية، مع الاستفادة من المرشدين الذين يوفرهم البرنامج للطلاب. وتتراوح مدة هذه المرحلة ما بين فصل دراسي إلى فصلين، وهكذا يكون الطالب قد أتم برنامج موهبة للقيادات الشابة ومتهيئاً لسوق العمل في كلا القطاعين العام والخاص؛ لتبدأ بذلك مرحلة متابعة الخريجين، وهي تُعنى بالتواصل مع الخريجين والخريجات، ومعرفة أماكن عملهم وأدوارهم الوظيفية وتنظيم لقاءات دورية بين الخريجين أنفسهم والطلاب الجدد، الذي يهدف إلى إبقاء التواصل والاستفادة من التجربة العملية للخريجين.