براقش نت - يحيى السدمي: تبذل السلطات اليمنية جهودا حثيثة لإنهاء الأزمة التي خلفها تعليق ممثلي "مؤتمر شعب الجنوب", أحد فصائل "الحراك الجنوبي" مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني ومغادرتهم صنعاء إلى عدن قبل أيام. وقال أمين عام مؤتمر الحوار أحمد عوض بن مبارك في تصريح خاص ل"السياسة" إن توجيهات رئاسية ستصدر بسرعة تنفيذ النقاط العشرين التي تتضمن الاعتذار للجنوب عن حرب العام 1994 وحروب صعده الستة والنقاط ال11 التي يطالب ممثلو "الحراك" في مؤتمر الحوار بتنفيذها, خاصة وأن اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ تلك النقاط اجتمعت أمس واليوم سيتم مناقشة المصفوفة المتعلقة بالتنفيذ والتي ستقدم إلى اللجنة الوزارية". وتوقع بن مبارك عودة ممثلي "الحراك الجنوبي" إلى مؤتمر الحوار خلال اليومين المقبلين, مشيراً إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي التقى أول من أمس برئاسة "الحراك الجنوبي" في إطار المطالب العامة ل"الحراك" الممثل في مؤتمر الحوار ومطالب الشارع الجنوبي بشكل كامل. وأضاف أن "هناك تحركا جاداً من قبل الدولة والحكومة والأحزاب السياسية إزاء هذه المطالب بخطاب سياسي وعمل ميداني تجاه القضية الجنوبية يعكس من خلال تنفيذ النقاط العشرين والنقاط ال11, وهذا مطلب رئيس تأخر تنفيذه كثيراً, كما أن رسالة الإخوة في الحراك المنضوين في مؤتمر شعب الجنوب التي قدموها إلى الرئيس هادي تضمنت ثلاث نقاط أخرى". وأوضح أن "حوارات تجري منذ يومين وستتواصل خلال اليومين المقبلين مع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار برئاسة هادي, بهدف عودة ممثلي الحراك إلى الحوار حيث تم التأكيد من قبل مؤتمر شعب الجنوب على أهمية الحوار واستمرارهم في المشاركة فيه, كما أكدوا أهمية الحوار كوسيلة حضارية لمعالجة القضية الجنوبية واتخاذ خطوات عملية وميدانية باتجاه مطالب أبناء الجنوب ولاسيما النقاط ال 31, وتفعيل فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار لمناقشة الرؤى التي قدمت لمعالجة القضية الجنوبية خلال الأسبوع المقبل". من ناحية ثانية, اشترطت جماعة الحوثي تجريد الأحزاب الدينية في اليمن من السلاح, وفي مقدمها حزب "الإصلاح" التابع ل"الإخوان", مقابل موافقتهم على تسليم أسلحتهم للدولة. وقال المتحدث باسم الحوثيين عضو مؤتمر الحوار علي البخيتي في تصريح ل"السياسة" إن "الإصلاح حزب سياسي لكن يتفرع منه جناح سلفي لديه معسكرات داخل صنعاء, ولديه مجندون في منطقة أرحب ومليشيات مسلحة في تعز بقيادة صادق سرحان وحمود سعيد المخلافي وهناك جناح قبلي مسلح يتبعه أيضا". وأشار إلى أن "إحدى مخرجات مؤتمر الحوار طالبت بنزع السلاح حتى من الأحزاب السياسية فغالبية الأحزاب في اليمن مسلحة ولدى الرئيس السابق علي عبدالله صالح أسلحة مكدسة في مسقط رأسه بسنحان, لذلك نحن جزء من هذه الإشكالية, والشعب اليمني مسلح وكل الجماعات مسلحة". وأضاف البخيتي "من يظن أن سلاح الحوثيين سينزع لوحده فهو واهم فيجب أن نؤسس أولا لدولة الشراكة الوطنية التي يتساوى فيها الجميع ويأمنون على أنفسهم وقناعاتهم الفكرية والسياسية ثم يأتي نزع السلاح بشكل عام بحيث يبدأ من صنعاء لتتوسع الدائرة فتشمل قبيلتي حاشد وسنحان وباقي القبائل اليمنية إلى أن تصل إلى محافظة صعدة والمناطق الأخرى". ورأى أن "السلاح المكدس داخل صنعاء ومنطقة الحصبة وأرحب هو أكثر تأثيرا وأكثر ضررا على القرار السياسي من السلاح الموجود في صعدة أو في المناطق النائية, فالعقل والمنطق يقولا ان يبدأ نزع السلاح من داخل صنعاء ثم تأتي صعده لاحقاً". ونفى البخيتي وجود أسلحة ثقيلة بحوزتهم بينها دبابات, قائلا "كانت لدينا أسلحة ثقيلة استولينا عليها من المعارك ضد قوات الجيش في الحروب الستة ولكنها سلمت للدولة بإشراف القطريين ومن خلال محاضر رسمية". على صعيد آخر, طالب فريق الحكم الرشيد في مؤتمر الحوار في بيان, بسرعة إيقاف غارات الطائرات الأميركية من دون طيار التي تشنها ضد قيادات وعناصر تنظيم "القاعدة". واتهم الطيران الأميركي بانتهاك السيادة اليمنية, وقتل المواطنين اليمنيين بالشبهة ومن دون محاكمة, طالباً بتعويض أسر الضحايا, كما دعا الحكومة اليمنية إلى تحمل مسؤوليتها الدستورية والقانونية والدولية في الذود عن السيادة وحقن دماء اليمنيين.