أشرف عوض.. «صوليست» عود، بمعنى عازف عود متخصّص، يقدم مقطوعات موسيقية للعود فقط، موسيقاه تعطي حسًا وذوقًا صادقًا، وهو يعد السوداني الوحيد الذي اقترن اسمه بأوركسترا الشرق وبالتدريس في بيت العود العربي بالقاهرة لتعليم الموسيقى وتأصيل ثقافة العزف المنفرد وتطوير المهارات الفردية بشكل متخصّص، إضافة إلى تنمية موهبة التأليف والبحث الموسيقي، إلى جانب أبرع العازفين العالميين العرب وهو نصير شمة المنفتح على الفكر والموسيقى في كل مكان من العالم والذي أسّس بيت العود العربي بالقاهرة عام 1998، وهو صاحب الرحلة التي ربطت الموسيقى بالثقافة والثقافة بالموسيقى مع ضيفنا الموسيقار أشرف عوض الذي يبحث عن الجمال والدهشة التي تدفعنا للتعمق داخل شخصيته ولنكتشف معه أيضًا بين ثنايا هذا الحوار المنهجية التي يستند إليها بيت العود العربى بالقاهرة في دراسة تقنيات.. * بما إنك عازف عود محترف، ماهي الألوان الموسيقية التي تقدمها؟. - العازف المحترف يجب أن يكون شاملاً وملمًا بجميع الألوان والمقامات، وأنا أعزف جميع المقامات الشرقية والغربية، لكن تخصّصي هو اللون الذي نشأت وترعرعت عليه وهو مدرسة السلم الخماسي الشهير في السودان، وأنا على قدر الإمكان أسعى لنشر هذا اللون من الموسيقى، وقد قدمته في كثير من المحافل الدولية ونال إعجاب الجمهور في مختلف البلدان حتى أصبح يُطلب مني تقديمه في حفلاتي مع فرقة عرب باند التي أسّستها عام 2009 والتي تجمع عدد من الموسيقيين العرب وقدمت من خلالها أيضًا العديد من العروض كان أبرزها عرض ذكرى سيد درويش إلى جانب عروض البيت العربي ودار الأوبرا المصرية. * ماهي المهرجانات والمحافل الدولية التي شاركت بها؟. - شاركت في افتتاح الأوبرا في سلطنة عمان، وافتتاح الملحق الإسلامي في دولة قطر، ومهرجان بعلبك في لبنان، ومهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة العربية، ومهرجان المحمدية في المغرب، وورش عمل مع الأصدقاء في السعودية، وبلجيكا، ومهرجان الفرانكفونية، وشاركت أيضًا في أوركسترا الإذاعة والتلفزيون بالسودان، وملتقي العود العربي بالقاهرة. * ما هي أهداف بيت العود العربي بالقاهرة؟. - أهدافه خلق قيم موسيقية وإنسانية لخريجي بيت العود عبر احترام كل الذين أضافوا على مسيرة العود وتدريسها للطلبة. * ماذا عن رسوم الإلتحاق بالبيت؟. - طبعًا رفض الموسيقار نصير شمة المؤسّس والمشرف على بيت العود بالقاهرة أن يكون المشروع ربحيًا، وفضّل بأن يكون بمبلغ رمزي وهو 50 دولار في الشهر للطالب أي ما يعادل 187 ريال سعودي. * ماهي المنهجية التي يستند إليها البيت في دراسة تقنيات العزف المختلفة في المراحل الأولى؟. - تستند إلى استخدام أقصى ما يمكن أن يأتي على الطلبة من مهارات وأساليب اداء وتكنيك، كما يستند أيضًا إلى التعامل مع مؤلفات مختلفة من مدارس العود المتواجدة ورموزها، وهناك مناهج ودراسات عديدة تُدرّس فى بيت العود العربى ومنها كتب الأساتذة والفنانين أمثال الموسيقار نصير شمة والدكتور سالم عبدالكريم، إضافة إلى المدرسة المصرية والمدرسة الشامية والمغربية وبعض السلالم الموسيقية السودانية، فنحن نبدأ بتدريس الطالب بعض المقامات الغربية مثل مقام العجم حتى إتمام الطالب الثلاثة أشهر الأولى، ومن ثم نبدأ معه بالمقامات الشرقية مثل مقام الرست، لأن المقامات الشرقية تتطلب الدقة، وفي حال لم يستوعب الطالب الدروس تتم إتاحة الفرصة للطالب الأكثر إستيعابًا لتكملة المنهج. * وما هي مدة دراسة المنهج، وكيف تكون عملية التدريب اليومي؟. - تكون ما بين سنتان إلى ثلاث سنوات على حسب إستيعاب الطالب، وبالنسبة للدورات الأسبوعية فهي 3 حصص في الأسبوع، حيث تكون عدد الساعات 12 ساعة وفي الشهر 12 حصة وتكون عدد الساعات 74 ساعة. وأما عملية التدريب اليومي فيُفضل التمارين بعدد 6 ساعات في اليوم، ساعتان في الصباح وهو تمرين عادي لتحريك الأيادي للتكنيك، وبعد العصر ساعتان لحفظ المقطوعات، وساعتان في الليل للخيال. * ما هي الدول التي تخرّج منها طلاب بيت العود العربي بالقاهرة؟. - تخرّج من بيت العود العربي بالقاهرة العديد من العازفين المهرة الذين أثبتوا جدارتهم على مستوى العالم ككل، كما استطاع البيت أن يكوّن له جمهورًا جديدًا لآلة العود والموسيقى العربية، وأصبحت آلاتنا العربية متداولة من قبل الأطفال والشباب من الجنسين، وعربيًا تخرّج من البيت فنانون من: مصر والسودان وسوريا والعراق وتونس والإمارات وفلسطين واليمن والأردن وليبيا ولبنان، وهناك طلاب من الجزائر والمغرب والسعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمانوقطر ولكنهم يلتحقون بالبيت في فترات تترواح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر فقط للتطوير من قدراتهم ومن ثم العودة إلى بلادهم لعدم التفرغ، وطبعًا هذه الفترة لا تكفي للإلمام بالدروس. وأما من دول العالم المختلفة فقد تخرّج فنانون من: اليابان وفرنسا وإيطاليا والنمسا وبلجيكا وكندا وإندونيسيا، مع العلم أن الدارس فى بيت العود يقوم بعد إتمام دراسته بتقديم حفل موسيقي هو مشروع التخرّج بالنسبة له ويُعتمد بعدها كعازف منفرد لآلة العود. * ماهي تطلعاتك المستقبلية للعازفين على هذه الآلة؟. - ألة العود هي أساس الآلات الوترية وأتمنى أن أراها تتطوّر أكثر بفضل الأساتذة المميزين، وأتطلع إلى أن أشاهد من كل دولة عربية أكثر من عازف موسيقي يمثلها في جميع المحافل العربية والعالمية، وأن يتاح للطلاب العرب بشكل عام وفي السعودية بشكل خاص توفير الدعم والمحفزات التي تساعد على تنمية مهارات الموهوبين، لأن عند زيارتي للسعودية وجدت عازفين مهرة ورائعين من جدة ومكة والمنطقة الشرقية وحفر الباطن وهم أناس مجتهدين جدًا وتنقصهم الدراسة في هذا المجال للوصول إلى درجة عالية من الإحتراف، وبهذه المناسبة أحب أن أوجّه عتبي للفنانين السعوديين الكبار الذين أثروا الساحة الفنية الغنائية بعزفهم وموسيقاهم و اقول لهم: أين انتم من فن «الدانات» و»المجسّات» الذي يُعتبر من التراث السعودي الأصيل؟ ولماذا لا يوجد اهتمام منكم بهذا الفن؟.. ففي رأيي أنه أقل ما يتوجب أن يأخذ هذا الفن الرائع حقه من الرواج لتتعرّف عليه كافة شعوب العالم. وأتمنى أيضًا أن نجد في دولنا العربية عدد كبير من عازفي العود المتخصّصين من الذين يقدمون مقطوعات موسيقية للعود فقط مثل ما يقدم الموسيقار نصير شمه والموسيقار الدكتور أحمد فتحي والموسيقار الفنان عبادي الجوهر. * ماهي فروع بيت العود العربي على مستوى الوطن العربي؟. - يوجد هناك عدة فروع في مصر، منها بيت الهراوي في وسط القاهرة والذى أسّسه الموسيقار نصير شمة عام 1998 ليكون أول مركز متخصّص وشامل لدراسة كل ما يتعلق بآلة العود فى العالم، وفي مقر الأوبرا بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالقاهرة، وفي مدينة الإسكندرية، وهناك أيضًا فرع بدولة الإمارات بمدينة أبو ظبي بإشراف وزارة الثقافة، وفرع غير دائم في قسطنطينية بالجزائر، وهذه كلها اجتهادات فردية من الموسيقار نصير شمة وأتمنى بأن يكون هناك اجتهادات جماعية لتطوير هذه الآلة تدريجيًا لنشاهدها في مختلف الدول العربية. * ما هي أفضل الأوتار والأعواد من وجهة نظرك؟. - فيما يخص الأوتار فهي الأوتار الألمانية فنغماتها أكثر رقة وحنان، وبالنسبة للأعواد فهناك العود العراقي الذي يطلق عليه «الفرسة المتحركة» وهو عود تكنيكي أكثر، وأيضًا عود «الفرسة الثابتة» وهو عود للشجن والطربيات. * كانت لك تجربة سابقة على صعيد التمثيل، حدثنا عنها؟. - بالفعل شاركت بفيلم وثائقي جسّدت فيه شخصية العازف العالمي العربي زرياب، وسبق وأن عرض هذا الفيلم ببرنامج «علماء من المسلمين» على قناة الجزيرة الوثائقية عام 2009، وأنا اعتبر هذه التجربة متميزة لأنها أضافت الكثير لمسيرتي الفنية. * مساحة بيضاء للموسيقار أشرف عوض في ختام هذا الحوار؟. - أتوجه بالشكر لكل الموسيقيين الذين دعموني كثيرًا وقدموا لي يد العون وعلى رأسهم الموسيقار العراقي نصير شمة ومحمد الأمين والدكتور فاتح حسين والدكتور كمال يوسف وحسن جستنية. المزيد من الصور :