شهدت أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة حدثاً فنياً متميزا نظمه بيت العود العربي في أبوظبي والذي يشرف عليه الموسيقار الكبير وعازف العود الشهير العراقي نصير شمة. فقد شهد المعهد مساء يوم الخميس الموافق 24 يناير 2013، تخرج العازفين محمد سعيد دحي من اليمن ومازن الباقر من السودان، وقد منحت اللجنة درجة الامتياز للعازفيْن في علوم وفنون مدارس العود المتنوعة. وقد تكونت اللجنة من المايسترو والموزع الموسيقي من مصر وليد فايد وأستاذي العود العراقييْن صادق جعفر ونشوان طلال. ويعد بيت العود العربي في أبوظبي من أهم المعاهد الموسيقية في العالم العربي والذي أنشأته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويديره ويشرف عليه الموسيقار نصير شمة.. ويعد محمد سعيد دحي المولود في حضرموت في المكلا سنة 1979 أول يمني يتخرج من بيت العود العربي.. استهل الحفل الذي حضره جمهور من الوسط الفني وعشاق الموسيقى بمقطوعة «باب توما» تأليف نصير شمة وأداها بشكل مشترك العازفان محمد سعيد دحي ومازن الباقر. ثم توالت بعد ذلك فقرات الحفل عزف منها محمد سعيد دحي، مقطوعات متنوعة منها مقطوعة “سماعي ألوان” تأليف خالد محمد علي والذي شاركه فيها على آلة البيانو أخوه الفنان عدنان دحي الموزع الموسيقي وخريج المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة. وقد نالت مقطوعة “رقصة الفرس” تأليف نصير شمة الذي أداها محمد دحي ببراعة عالية. وكان للتراث الحضرمي حضور في الفقرات التي أداها محمد دحي ثم تنوعت المقطوعات لمؤلفين كبار على آلة العود من أمثال: سلطان عبد العزيز، جميل بشير، واختتم الفنان برنامجه برباعية الخيام مع رياض السنباطي.. كتب الموسيقار نصير شمة في تعريفه بتلميذه محمد دحي قائلا: “ما لفت انتباهي عن محمد دأبه وإصراره المتواصلان وسعيه الحثيث لالتقاط المعلومة وأدائها بشكل دقيق حتى وإن استغرق ذلك وقتا طويلا .... وخلال فترة اشرافي وتدريسي لمحمد وجدت لديه كل هذه الصفات. إضافة إلى كونه ينتمي إلى أسرة فنية. أما الصفة المميزة التي أستطيع أن أؤسس عليها كل ما سبق هي أنه يتحلى بخلق وسلوك إنساني يؤهله لدخول عالم الموسيقى.. يتحدث محمد دحي بهذه المناسبة لقد بدأت معي في عام 1996 وكانت عن طريق المصادفة، حيث إن أخي خريج المعهد العالي للموسيقى في مصر، وفي يوم من الأيام جلب معه العود للمنزل وتركه فتعلقت بالعود منذ ذلك اليوم، حيث إن حب الفن أصيل في العائلة فقد كان جدي صاحب صوت جميل وهو مغن معروف في ساحل حضرموت وكان يجيد فن الدان الحضرمي. وأنا أتابع الدراسة هنا باهتمام كبير، خصوصا بعد تخرجي، وعندي أمل بأن أكون مدرسا في بيت العود. طبعا لا يوجد شيء سهل في الحياة، وأنا عندما عرفت أنهم فتحوا بيت العود في أبوظبي عام 2007 بادرت إلى التسجيل والدراسة، وطوال هذه الفترة وأنا أتابع التدريب معهم، وأنا مسرور بتأهلي للتخرج اليوم وسيكون نجاحي وتخرجي فرحة جميلة لي ولأهلي الحاضرين في هذا الحفل. وبكل الفخر والمحبة أشعر أن أبوظبي هي أرض الأحلام، وأنا حققت حلمي في أبوظبي». الجدير بالذكر بأن محمد سعيد دحي ينتمي لأسرة فنية وأدبية عريقة في حضرموت فجده هو يسلم دحي المغني والمنشد المعروف وجده أيضا صالح دحي الذي قال عنه المؤرخ عبدالقادر بامطرف أفضل من أنشد صوت الدان في الساحل الحضرمي. ووالده هو الأديب والشاعر المرحوم سعيد محمد دحي أما أخوه فهو الموزع الموسيقي وخريج المعهد العالي للموسيقى العربية في القاهرة عدنان دحي.