تشكل الموسيقى مجالاً من أرقى الفنون في تاريخ الشعوب التي تعتز بحضارتها وتراثها الثقافي، وبيت العود العربي في أبوظبي لم يعد معهداً موسيقياً محدوداً يقتصر على طلبة الإمارات، بل اتسع حتى احتضن مواهب من دول الخليج العربي وامتد عطاؤه إلى بلدان عربية أخرى. وقد شهد المعهد مساء الخميس الموافق 24يناير2013م ، تخرج العازف محمد سعيد دحي من حضرموت، ومهارة العازف أهلته للحصول على درجة التميز في علوم وفنون مدارس العود المتنوعة على يد الأستاذ أحمد حميد وإشراف ومتابعة نصير شمة مدير بيت العود، الذي أنشأته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويعد من أهم المعاهد الموسيقية في العالم العربي. بدأ الحفل بكلمة رحب فيها مدير المعهد بالأساتذة، وليد فايد من مصر، صادق جعفر من العراق، نشوان طلال – أعضاء لجنة التحكيم، والدكتور حبيب غلوم مدير إدارة الأنشطة في وزارة الثقافة، إلى جانب جمهور الحضور، وبعدها أخذ العازف مكانه ليقدم في مستهل الحفل برنامجه الموسيقي. وأولى المقطوعات الموسيقية التي عزفها محمد سعيد دحي، هي من تأليف نصير شمة، وتلاها بعزف خمس مقطوعات متنوعة لكل من خالد محمد علي، سلطان عبد العزيز، جميل بشير، واختتم الفنان برنامجه برباعية الخيام مع رياض السنباطي. وفي لقاء مع العازف محمد سعيد دحي من حضرموت، وهو طالب في كلية العلوم قسم الجيولوجيا اختصاص بترول ومياه، حدثنا عن هوايته الفنية قائلا: «لقد بدأت معي في عام 1996 وكانت عن طريق المصادفة، حيث إن أخي خريج المعهد العالي للموسيقى في مصر، وفي يوم من الأيام جلب معه العود للمنزل وتركه فتعلقت بالعود منذ ذلك اليوم، حيث إن حب الفن أصيل في العائلة فقد كان جدي صاحب صوت جميل وهو مغن معروف في ساحل حضرموت وكان يجيد فن الدان الحضرمي. وأنا أتابع الدراسة هنا باهتمام كبير، خصوصا بعد تخرجي، وعندي أمل بأن أكون مدرسا في بيت العود. طبعا لا يوجد شيء سهل في الحياة، وأنا عندما عرفت أنهم فتحوا بيت العود في أبوظبي عام 2007 بادرت إلى التسجيل والدراسة، وطوال هذه الفترة وأنا أتابع التدريب معهم، وأنا مسرور بتأهلي للتخرج اليوم وسيكون نجاحي وتخرجي فرحة جميلة لي ولأهلي الحاضرين في هذا الحفل. وبكل الفخر والمحبة أشعر أن أبوظبي هي أرض الأحلام، وأنا حققت حلمي في أبوظبي». نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية