تعتبر الحركات الفلسطينية المتواجدة داخل الأراضي السورية من نفسها، على الخط الأول للدفاع عن سوريا أرضا وشعبا، بعدما كانت الحاضنة الأساسية لهم على مر سنوات عدة. دمشق (فارس) وفي الوقت الحالي وبعد اشتداد الحرب على سوريا، فإن الفصائل الفلسطينية تعتبر أن من واجبها الدفاع عن الأراضي العربية المقاومة، وهذا الكلام أوضحته حركة فتح الانتفاضة الفلسطينية على لسان المسؤول الإعلامي لديها، ياسر المصري، حيث أكد لوكالة أنباء فارس بأن العدوان على أي بلد في محور المقاومة هو عدوان على كل عربي شريف والذي من واجبه الوقوف في خندق واحد ضد أميركا والاحتلال الإسرائيلي واتباعه. كما أكد المصري أنه وباعتبار أن أميركا وإسرائيل" أعداء لمحور المقاومة، فمن الطبيعي أن تتم مهاجمهتم في أي لحظة، خاصة وأن سوريا هي البلد المقاوم الأول وخط المواجهة الأساسي ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن الواجب أن يكون الجميع مستعد لأي عدوان أميركي غربي عليها. ويضيف المصري بأن ذريعة استخدام السلاح الكيماوي التي تطلقها أميركا لتبرير تدخلها في سوريا ما هي إلا لعبة مثيرة للسخرية، وحتى إن هذه الذريعة وقد فشلت، كان لابد من الانتقال بالصراع السوري الأميركي إلى مرحلة التدخل العسكري. وتابع المصري، حيث أن معلومات سربت في وقت سابق أكدت بأن إسرائيل هي من قدم غاز السارين للمسلحين في سوريا، إضافة لاعتراف واضح من قبل تركيا تؤكد من خلاله ضبط كميات من الغاز الكيماوي مع مجموعات مسلحة، وهذا يدل على أن المجموعات المسلحة هي من قام فعلا بقتل الأبرياء في خان العسل في آذار/مارس الماضي، وعلى هذه المدلولات فإن أميركا خسرت قضية الكيماوي ولكنها لا تزال تحتاجه كذريعة تدخل. وقال المصري: "لست متفاجئا من التهويل الكبير لضرب سوريا، فهذه رغبة قديمة وغاية لم تتمكن أميركا من نيلها حتى الآن ولن تتمكن ولو بعد ألف عام، حيث أن سوريا هي الشوكة في أعين أميركا وإسرائيل، والقلعة التي حطمت عدوانهم وتجاوزاتهم في المنطقة". أما عن مشروع العدوان الأميركي على سوريا، رأى المسؤول الإعلامي لحركة فتح الانتفاضة أن الأمر ينطلق من قضية الكيماوي، وذلك لا يحتاج لتنجيم سياسي، بحسب تعبيره، فهو يأتي في إطار الوظيفة الملقاة على عاتق الولاياتالمتحدة لتدمير القاعدة ونقاط الارتكاز والقوة السورية. ولكنها وبرغم كل هذا التهويل فهي لن تحقق أي نتائج مباشرة ولو بأي شكل أتى، والكلام للمصري. وبين المصري أن التصريحات الأميركية خاصة والغربية عامة، يوضحان أن محور المقاومة والمحور الغربي المعادي دخلا في مرحلة عض الأصابع، وكل طرف يضغط على الآخر ويحاول ألا يخضع لسيطرة أحد، ومن ناحية محور المقاومة فالأمور محسومة، ولا مجال للتراجع أو ترك سوريا وحيدة إن حصل أي اعتداء عليها. ويعيد المصري إلى الأذهان الحالة الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها أميركا والديون الغارقة فيها، ليبعد موضوع التدخل العسكري طويل الأمد عن خارطة العدوان على سوريا، مكتفيا بالقول بأن توجيه ضربات لسوريا يجب أن يحسب لها ألف حساب، فالأهداف العسكرية للغزو لا يحقق إلا بريا، وهو الأمر المستحيل، وبالتالي فإن الأهداف العسكرية فشلت ولكن أميركا تقامر من جديد للحفاظ على ماء وجهها، ليبقى السبب الاقتصادي للغزو والمتمثل بالسيطرة على منابع النفط في كامل الخليج الفارسي وذلك لن يتم إلا بضرب سوريا الواجهة المقاومة الأولى. المصري أكد أيضا بأن حركة فتح الانتفاضة جزء من محور المقاومة، والدفاع عن أي جزء آخر منه هو واجب مقدس، لاعتبارهم معنيين بشكل مباشر، خاصة إن تعلق الأمر بسوريا. وأضاف المصري بأن الحركة حتى لو أنها لا تمتلك سلاحا استراتيجيا، إلا أنها تمتلك الإرادة للدفاع عن سوريا وستم بذل كل الجهود للدفاع عنها. ومن ناحية عسكرية، يجيب المسؤول العسكري وقائد العمليات في حركة فتح الانتفاضة العقيد أبو إياد زهرا عن كيفية دفاع الحركة عن سوريا، حيث قال لوكالة أنباء فارس بأن الحركة لديها عناصر داخل الأراضي المحتلة وفي الأراضي اللبنانية، وإن استدعت الحاجة فلن يكون هناك تردد لتنفيذ الواجب. ولكن تداعيات العدوان هي من تحدد استراتيجية الرد التي من الواجب أن تكون صادرة عن القيادة السورية وبتنسيق عال جدا، مشددا على أهمية كون الحركة جزء من سوريا والعالم العربي المقاوم، ضد كل عنصر غربي عدواني، بحسب زهرا. ويؤكد زهرا أن الواجب يحتم الدفاع عن سوريا وأن الحركة ستقدم كل ما تمتلك من مقومات ميدانية لصد العدوان، خاصة وأن أوضاعها وتدريباتها تحسنت بعد الانتفاضة الفلسطينية في الثمانينيات، وكل فصيل سيعمل بحسب المكان المتواجد فيه. /2926/