غدًا الأحد سيعود بمشيئة الله تعالى أبناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات إلى مدارسهم بعد إجازة طويلة قضوها في النوم واللعب والتنزه والتسلية، ونسبة من يشتاق للمدرسة منهم –مع الأسف- قليلة جدًا، فما أسباب ذلك؟ هل هي الكراهية للمدرسة، أم جمود مناهجنا الدراسية، أم ماذا؟! وهل معنى ذلك أن الطالب لا يجد ما يبتغيه في مدرسته؟!. قلت لابني -وهو طالب مجتهد-: استعد للمدرسة، فرد عليه بسرعة: لا تُذكّرني يا أبي بالمدرسة، وقتها لم أستطع مناقشته فيما قال، لكنني قلت في نفسي، لماذا يكره ابني المدرسة هو الآخر؟ هذا هو السؤال الذي أريد أن أناقشه، أنا أقول لأبنائي وأصدقائهم: المدرسة زينة تقضي فيها أمتع الأوقات مع مدرسيك وزملائك، قال لي أحدهم: يا أبا رائد نروح المدرسة علشان بابا وماما بس، ورد عليّ آخر: نروح علشان مستقبلنا، لكن لسان حالهم أنهم متذمرون وكارهون الذهاب إلى المدرسة، هل معنى ذلك أن الطلاب يعيشون حالة من كثرة الأوامر والنواهي جعلتهم يكرهون المدرسة، أم انعدام الجو المدرسي في بعض مدارسنا، وهو ما يدفعهم إلى هذا الشعور غير المريح. لا أزال أعيش في دوامة البحث عن السبب الحقيقي الذي يجيب على تساؤلي: لماذا بناتنا وأبناؤنا الطلاب يكرهون المدرسة؟! إن الاستعداد للمدرسة (باك تو سكول) يتمثل لدى كثير من الأسر السعودية في شراء الدفاتر والأقلام والشنط وتفصيل المرايل والأثواب وانتهى الأمر، وأنا لا أرى ذلك كافيًا، فلابد قبل بدء العام الدراسي بيومين أن تقيم الأسرة احتفالاً للأبناء والبنات ويدعون أصدقاءهم لهذا الاحتفال، ويكون به بعض الحلوى والكعك والمشروبات، ويعلنون للجميع أنها بمناسبة العودة للمدرسة، وتكتب عبارات بخط جميل وملون من مثل: أحبك مدرستي، الله يوم الأحد دراسة، وغيرها من العبارات الجميلة التي تحبب الطالب والطالبة بمدرستها ويكون مقر هذا الاحتفال المنزل، ويجب أن يشمل هذا الاحتفال على أناشيد ومسابقات وأمور أخرى مسلية ومفرحة، ولابد من إحضار الورود والزهور والعطور والبخور التي تكسي المكان جمالاً ورائحة طيبة وزكية، يجب أن يعرف الأبناء والبنات بأن المدرسة أمرها عظيم وأنها المكان الذي نتلقى فيه العلم الذي يقودنا إلى سلم المجد والشهرة، ولنزرع في نفوس الأبناء والبنات حب المدرسة، وأن أول يوم من الدراسة تاريخ مهم ينبغي الاهتمام به وليس يومًا عابرًا يمر كل عام دون أن نوليه أي اهتمام. أختي الأم: هل راقت لك تلك الفكرة؟ لأني أعتبرها شخصيًا أول الجهود التي تبذل لتوطيد العلاقة بين البيت والمدرسة، فالمدرسة ليست مستودعًا نودع فيه أبناءنا وبناتنا ومن ثم نأتي للمدرسة ظهرًا لنأخذهم منها، فإذا لم نتفاعل مع المدرسة فهذا تقصير منا في حق المدرسة وفي حق أبنائنا، حيث إن المدرسة وحدها لا تستطيع أن تؤدي رسالتها التربوية بمعزل عن البيت. أرجو أن يجد كلامي هذا آذانًا صاغية، وشكرًا مقدمًا لمن راقت له الفكرة ويطبقها من أجل أبنائنا وبناتنا فلذات أكبادنا.. والله الهادي إلى سواء السبيل. نزار عبداللطيف بنجابي – جدة