أدت جموع غفيرة من أهالي مكةالمكرمة من العلماء والمسؤولين وأقارب وأحباء الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن دهيش الرئيس السابق لتعليم البنات، الصلاة عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الجمعة أمس. ومن ثم تم نقل جثمان الفقيد إلى مقبرة العدل، التي شهدت توافد أعداد كبيرة وبعد مواراته الثرى تقبل أبناؤه وأرحامه وأحباؤه العزاء. فيما استقبلت أسرة الفقيد اعتبارا من مساء أمس العزاء في مكةالمكرمة بمنزل الشيخ ابن دهيش بحي العزيزية. هذا وقد عبر عدد من الدعاة الملازمين للشيخ عبدالملك بن دهيش عن حزنهم لوفاته، مؤكدين أن الفقيد كان هامة علمية كبرى بلغت مؤلفاته الآفاق، معتبرين ما قام به يصب في خانة التمحيص والتدقيق. قال بداية الشيخ عبدالله بن سعيد الحريري مساعد مدير عام فرع وزارة العدل بمنطقة مكةالمكرمة «لقد تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة هامة من هامات العلم والعلماء والبذل والعطاء كرس حياته في خدمة العلم والفقه حتى بلغت مؤلفاته الآفاق وحقق لجهابذة العلماء في المذاهب الأربعة بل تناول جميع فنون العلم بالدراسة والتأصيل ناهيك عن خدمته في القضاء والتدرج في أعلى المناصب فقضى حياته في خدمة وطنه وأمته وطلبة العلم، وقد برز رحمه الله في أعمال البر بأنواعها آخرها الجامع الذي افتتحه رحمه الله في أواخر شهر رمضان لهذا العام. وقد كان آخر لقائي به رحمه الله قبل عشرين يوما من الآن وهو مازال يشحذ من همم من حوله ويوصي بفعل الخير. وقال الشيخ تركي عيد الوذيناني عضو اللجنة الفقهية السعودية: عرفت الشيخ من خلال كتبه ومؤلفاته وحبه للعلم وأهله وقد التقيته في كثر من لقاء رحمه الله، موضحا أنه خدم المذهب الحنبلي بتحقيق عدة كتب منها كتاب، الممتع في شرح المقنع وكتاب المستوعب وكتاب «معونة أولي النهى شرح المنتهى» كما صنف كتابا في مصطلحات الفقة الحنبلي وغيرها، واعتنى بتحقيق كتاب «اخبار مكة» وكتاب «الدر المكين في تاريخ البلد الامين» وقد آثرا المكتبة العلمية بأكثر من ذلك، مبينا أن الشيخ رحمه الله له إسهامات ومشاركات في عدة ندوات ولجان فقد شارك رحمه الله في تحديد اعلام الحرم وحدود المشاعر المقدسة وهذه ثلمة في فقده رحمه الله واسكنه فسيح جناته. فيما قال الشيخ عبدالرحمن بن عمر الفقيه المشرف العام على ملتقى أهل الحديث: كان الشيخ رحمه الله علما من اعلام مكة ووجيها من وجهائها، كان محبا للعلم وباذلا ماله في طباعة الكتب ونشرها وتوزيعها على طلاب العلم، أخرج كتبا مهمة في علم الحديث كالمختارة للضياء، وكان محبا للتراث المكي بخاصة أخرج نفائس التواريخ الخاصة به، كان قد جمع كتابا في تراجم أعلام مكة وتوفي ولم يطبع، حصلت منه على إجازة في الحديث بمروياته عن مشايخه، قمت بعمل موسوعة الكترونية جمعت جميع تحقيقات ومؤلفات الشيخ رحمه الله في قرص DVD وتم توزيعها ونشرها بحمد الله تعالى.