أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب في خطبة الجمعة أن قيام الليل من أعظم ما يعين على النجاة من الفتن فالعبادة ذات أسرار ومن أسرارها أنها زاد الطريق ومدد الروح ونور القلب وكان النبي إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الطاعات لتكون حرزًا من الفتن قبل وقوعها ونجاة منها حين تقع، وبين أن من كان له زاد من تقوى وعمل صالح كان حريًا بالنجاة وسنة الله ألا يخيب عبدًا أقبل إليه وكان يقال: ادفعوا الفتن بالتقوى ومن اللجوء إلى الله دعائه والتضرع إليه ومن الدعاء التعوذ من الفتن، وزاد الشيخ آل طالب يقول: من المعالم التي يهتدي بها المسلم ويركن إليها الأخذ بالمحكمات وسنن الله الثابتات ومنها التثبت وحرمة الدماء ولزوم الكتاب والسنة والنظر في العواقب ومعرفة المصالح والمفاسد ومراتبها على ضوء الشرع لا على الأهواء والمصالح الدنيوية وأن الحق هو ما وافق أمر الله وأمر رسوله وأن الفتنة بخلافهما، وقال: من اتقى الله وقاه وكفاه وأسعده وآواه كما قال الشاعر: وتقوى الله خير الزاد ذخرًا وعند الله للأتقى مزيد وأضاف: «عباد الله.. في زمن الفتن تتكاثر على المسلم الأخبار والشائعات ويختلط الصدق بالكذب خاصة مع قوة تأثير وسائل الإعلام من القنوات والمطبوعات والمواقع والشبكات وسهولة التواصل وسرعة نقل الخبر وانتشار الكذب وجرأة الناس عليه بلا حياء ولا ورع». وأشار الى الخلافات السياسية الدائرة في بلاد المسلمين، وقال: إنه في ضباب شبكات التواصل الاجتماعي التي لا يعرف من يكتب فيها لامقصوده ولا حقيقته قد يغيب سلطان العدل وينجرف الناس إلى التهارج بلا ضابط من شرع أو قيم فلابد من التثبت، مؤكدًا أن الصبر عدة للمؤمن من الفتن. ونبه على أن أحاديث الفتن والملاحم تورد للاعتبار والتحذير كأحاديث الدجال والخسف والحروب ولا يلزم بانطباق أخبار معينة على وقائع حادثة فإن ذلك من علم الغيب ولا يجوز القول على الله بغير علم. - وفي المدينةالمنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس: إن الآجال قاضية وأن الآمال فانية وأن الموت لابد منه وأن لابد من من البعث والحشر وأن الإنسان يبلى ساعة بعد ساعة وأن الإنسان يأمل أن يبقى طويلًا وأن لكل أجل محتوم وأمد مقسوم لا محيد عنه ولا مفر منه وأن الأجل إذا جاء فإنهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون، قال تعالى: (كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)، وقال تعالي: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )، وبقوله جل وعلا: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون).وقال إنه لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم».وحض المسلمين على تذكر الموت بما يحملهم على أداء الفرائض وفعل الطاعات وترك المعاصي والمحرمات والإقلاع عن الذنوب، محذرًا بني الإسلام من السقوط في ورطة الإصرار، قال تعالى:(وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون). كما أورد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل). وختتم فضيلة بقوله: إن هذه الدنيا هي دار قليل بقاؤها سريع انقضاؤها ووشيكة الفناء فالحذر من ضياع العمر بين العجز والكسل وتصرم الساعات بين الرغبة والغفلة واللهو.