العمل الخيري من الأعمال المحمودة، والتى بها تزيد المكاسب، لما لها من شمولية لأهم أسس الاستثمار. استطاعت تلك الأعمال أن تصل بأصول أموال الأوقاف والجمعيات الخيرية إلى أكثر من 20.7 مليار دولار بسبب السعي الحثيث لمجموعة من رجال الأعمال نحو تطوير آليات إدارة أعمالها بطريقة أكثر احترافية. وقد أكد اقتصاديون أن الاستثمار الفائض في أعمال الوقف والأعمال الخيرية من أنجح الحقول التي يمكن أن تجسد نجاح تجربة الاستثمار في البلاد غير الإسلامية وفق قوانين الشريعة الإسلامية، مشيرين إلى نجاح الوقف في البلاد الغربية. ولقد دعا الخبراء إلى ضرورة إدخال فكرة الاستثمار في فوائض الأعمال الخيرية والأوقاف إلى حقل صناعة المصرفية الإسلامية مع أهمية الاستعانة بالتجربة الغربية في مسألة تطوير الآليات التي تدفع بها نحو بلوغ أكبر منفعة يمكن بلوغها مؤكدين أن البلاد الإسلامية بها من الفوائض الخيرية ما لا يعادله أي فائض في أنحاء العالم المختلفة. إن حجم ما يمكن إخراجه من صدقات وزكاة وأعمال خيرية يفوق مئات المليارات من الدولارات التي كان بالإمكان توجيهها بشكل عصري يحفظ حق الفرد في استجابته لأمر الله، وفي الوقت نفسه يكون أحد أهم أذرع حركة النشاط الاقتصادي الإسلامي الذي حري به أن يحث الخطى في مجال المسؤولية الاجتماعية المنوطة بالمجتمعات المسلمة. إن الدول الغربية استفادت من الفكر الإسلامي من ناحية استثمار الأعمال الخيرية وتوظيفها بطريقة احترافية عادت عليها بأموال وفيرة تكاثرت هي الأخرى بشكل يجعلهم في مقدمة المساعدين لكثير من شعوب العالم التي يطحنها الفقر والجوع. لابد من توظيف موارد الجمعيات الخيرية باحترافية توضح تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها. إن الاستثمار الخيري زراع طويلة تمتد وتشمل الكثير من القطاعات الاقتصادية اذا انتهجت الطريق الصحيح، وبما أننا مجتمع إسلامي عربي وهو أم الاستثمار الخيري، فلا بد من أن نتجه بسفينتنا نحو النهج الصحيح لذلك لتحقيق المنافع. إبراهيم أحمد المسلم – الدمام