كان يا ما كانْ بعيداً في مكانٍ ما بعيداً خلف غاباتٍ و أوديةٍ يقالُ بأنَّ ملكاً ظلَّ يحكمُ قومَهُ دهراً طويلاً هانئاً متنعماً بنسائهم و الماءِ في آبارهمْ و له وزيرٌ لا ينامُ بدونِ أفكارٍ تُدِرُّ على الخزائنِ فضةً شهراً و تِبْراً سائرَ العامِ الطويلِ و هكذا مرَّ الزمانُ بهم جميعاً و انتهتْ حيلُ الوزيرِ و ضاقَ صدرُ الآمرِ الناهي فنادى في المدائنِ: "منْ يريدُ وزارةً فليأتني بطريقةٍ لمْ تُتَّبَعْ منْ قَبْلُ تملأ لي خزائنيَ الكثيرة" و انبرى أهلُ الدهاءِ يفكرون و يدرسون و يبحثون و يحفرون و فجأةً جاء الذي عجزت بأنْ تلدَ النساءُ كمثلهِ و أشارَ بالرأي السديدِ بأنْ يبيعَ لشعْبِهِ هذا الهواءَ فهبَّ عنْ كرسيِّهِ فرحاً و قبَّلَهُ طويلاً حيثُ يدفعُ صاحبُ الدارِ الضريبةَ إنْ أرادَ نوافذاً في البيتْ. السبت 7/9/2013