تل أبيب (وكالات) - اعتزل وزير الدفاع الإسرائيلي منذ أكثر من 5 سنوات، إيهود باراك، والحليف المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، الحياة السياسية، محدثاً مفاجأة قبل أقل من شهرين من الانتخابات التشريعية في إسرائيل في 22 يناير المقبل. وقال باراك في مؤتمر صحفي عقد بمكتبه في تل أبيب "قررت الاستقالة من الحياة السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة"، مؤكداً رغبته في "التركيز على أسرته". وأضاف "إنني أقف اليوم أمامكم لأبلغكم بقراري ترك الحياة السياسية وعدم الترشح لانتخابات الكنيست القادمة. لم يكن اتخاذ القرار سهلاً، لكنه اتخذ بصدق في نهاية المطاف". وأضاف أنه "سيظل في منصبه لحين تشكيل حكومة جديدة". وتابع "عملياً سينتهي عملي في منصبي كوزير للدفاع بتشكيل الحكومة القادمة خلال نحو 3 أشهر، سينهي هذا 7 أعوام ونصف العام في هذا المنصب في ولايتين في 3 حكومات، رأست إحداها". ورفض باراك أن يجيب بالتأكيد أو النفي إن كان سيقبل ترشيحه "بشكل شخصي"، حيث يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إذا فاز في الانتخابات، تعيين شخصية من خارج الكنيست (البرلمان) على رأس إحدى الوزارات. وذكرت وسائل إعلام أن نتنياهو رفض الالتزام بشكل رسمي بإبقاء باراك في وزارة الدفاع. وكان لوبي الأغلبية الحاكمة واليمين المتطرف شن حملة ضد باراك في الأشهر الأخيرة، متهماً إياه "بإبطاء" الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. من جانبه، قال نتنياهو في بيان إنه "يحترم قرار وزير الدفاع إيهود باراك ويشكره على تعاونه في الحكومة، ويحمل تقديراً شديداً لإسهامه الطويل في تعزيز أمن الدولة". أما تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة حزب كاديما السابقة فقد قالت "آمل أن يواصل باراك مساهمته في تحقيق الرؤية الصهيونية لدولة يهودية ديمقراطية وآمنة، تعيش في سلام مع جيرانها". وقال معلقون إن كثيراً من صقور حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو، ومن بينهم وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون الذي كان رئيساً سابقاً لهيئة أركان الجيش، يتطلعون إلى شغل المنصب. إلى ذلك، أكدت فصائل فلسطينية في غزة، أن استقالة بارك إنما هي انتصار للشعب الفلسطيني ومقاومته. وقال المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم، إن استقالة باراك واعتزاله العمل السياسي "تأكيد على الفشل السياسي والعسكري للحرب على غزة، وفشل حكومة الاحتلال في تحقيق أهدافها خلال العدوان الأخير". وشدد برهوم على أن الاستقالة "انتصار إضافي إلى المقاومة وعملية "حجارة السجيل". من جانبه، أكد أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن استقالة باراك هي رد فعل مباشر لهزيمته هو وجيشه في غزة، رغم أنه أنكرها في فترة من الفترات. وشدد أبو أحمد على أن الروح المعنوية الإسرائيلية في أدنى مستوياتها، لانتصار المقاومة الفلسطينية بقوة. كما قال أبو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة، إن باراك خاض حرباً على غزة وقام بمجازر وقتل الأطفال في الشوارع، ليرفع رصيده الانتخابي، لكن كما قلنا، فإن غزة لن تسمح للسياسيين الإسرائيليين بأن يتنافسوا انتخابياً على حساب دماء وأشلاء أطفالنا. وأكد سلامة معروف مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة "حماس" أن قرار باراك "يؤكد أن المقاومة وضعت حداً للمسيرة السياسية لباراك". وأضاف "من ناحية أخرى أكد القرار أن المعادلة التي استمرت منذ بدء الاحتلال وتنص على أنه، لكي تحقق النجاح في الانتخابات (الإسرائيلية) عليك سفك الدماء الفلسطينية، قد تغيرت". وأضاف "تغيرت المعركة اليوم ورسخت المقاومة معادلة جديدة وهي أن اليد التي ستمتد للنيل من أراضينا أو من ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، ستقطع".