انتصار جديد يُضاف إلى انتصارات المقاومة الفلسطينية الباسلة عقب انتهاء العملية الفاشلة المسماة ب "عمود السحاب" التي نفذها جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة خلال نوفمبر الجاري, حيث أعلن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك، اعتزاله الحياة السياسية بعد تشكيل الحكومة المقبلة نتيجة الانتخابات المزمع إجراؤها خلال شهر يناير عام 2013. لقد كانت تلك الحرب بلا منازع حرب رموز دينية كما وصفتها وسائل الإعلام بين العدو الصهيوني من جهة والمقاومة الفلسطينية في غزة من جهة أخرى. فقد ردت كتائب الشهيد عز الدين القسام على العملية التي قام بها جيش الاحتلال، والتي أطلقت عليها اسم “عمود السحاب"، بإطلاق وابل من الصواريخ، باتجاه مدن وبلدات في قلب الكيان كان يستحيل الوصول إليها من قبل. وأطلقت كتائب القسام على عملية إطلاق الصواريخ تجاه المدن المحتلة من قبل العدو اسم "حجارة السجّيل". ويتزامن قرار باراك مع فترة حساسة يمر بها (الكيان الصهيوني) على المستويين السياسي والأمني، في ظل فترة الهدنة الهشة في قطاع غزة بعد ثمانية أيام من الحرب الشرسة عليها. وأكد باراك في كلمة ألقاها أمس الإثنين أنه يعتزم الاستمرار في منصبه الحالي خلال الأسابيع المقبلة بانتظار ماستسفر عنه الانتخابات المقبلة. وقد تولى باراك منصبه كوزير للحرب في مارس 2009، وهو في الوقت ذاته نائب لرئيس الوزراء، علماً أنه قد سبق له تولي رئاسة الوزراء في (الكيان الصهيوني) خلال الفترة ما بين يوليو 1999 ومارس 2001، قبل أن يتعرض لهزيمة انتخابية أطاحت به لصالح فوز أرئيل شارون الذي لازال يعاني بين الحياة والموت. وقد أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنّ نتنياهو دعا باراك للاستقالة من الحكومة إذا قرر الانضمام إلى حزب جديد لخوض الانتخابات القادمة. كما أوضحت أن باراك يجري مباحثات في هذه الأيام للانضمام إلى حزب جديد تشكله زعيمة حزب كاديما ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. ومن جانبها فقد رأت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن استقالة باراك واعتزاله العمل السياسي يمثل تأكيداً واضحا على الفشل السياسي والعسكري للحرب على غزة وفشل حكومة الاحتلال بكل عدتها وعتادها في تحقيق أي من أهدافها ومأربها المرجوة من خلال عملية "عمود السحاب". وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":" إن هذا القرار هو انتصار إضافي لانتصارات المقاومة الفلسطينية وعملية "حجارة السجيل" النوعية التي نفذتها كتائب عزالدين القسام بكل براعة. وهي أيضا دليل على حالة الإرباك والأزمة الحقيقية التي تعاني منها قيادات الاحتلال الصهيوني جراء ثبات ونجاح المقاومة بكل أطيافها". ومن أبرز نتائج عملية حجارة السجيل أنها ساهمت في تغيير الرأي العام في داخل الكيان حيث أن 56% من يرون أن حماس هي المنتصرة . وقد جاء ذلك وفقا لنتائج استطلاع للرأي نُشر في وسائل إعلام الكيان أشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدأ يخسر التأييد الشعبي الكبير الذي كسبه خلال الحرب، بسبب موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس. ومع أن هذه الخسارة لا تهدد مكانته، كصاحب أكبر احتمالات للفوز برئاسة الحكومة في الانتخابات العامة بعد شهرين، فإنها تقلق حزبه ومعسكره اليميني. يُشار إلى أن الاستطلاع الذي أجراه مركز «بلانس بوليتكس» ونشر في صحيفة «معاريف» يوم 23 من نوفمبر الجاري أوضح أن 60% من المستطلعة آراؤهم غير راضين عن أداء نتنياهو خلال الحرب بعد وقف العمليات العسكرية على غزة. وأعرب 60% من المستطلعة آراؤهم عن معارضتهم لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما وصلت النسبة بين سكان المنطقة الجنوبية إلى 70%، ولم يعرب أكثر من 5% منهم عن قناعته بأن الحرب قد حققت أهدافها بشكل كامل، بينما قال 36% منهم إنها لم تحقق أهدافها مطلقا أو حققت القليل جدا منها, في مقابل 56% قالوا إن حماس خرجت من الحرب أكثر قوة، وأكثر ربحاً. وخلاصة القول أن المقاومة قد حققت نصرا عزيزا بكل عزة وشموخ بعد أن مرغت رأس العدو الصهيوني المتغطرس في التراب وقلبت كل موازينه تحت ظل قيادة اتسمت بالصبر والثبات ورباطة الجأش وبمباركة وتأييد وحنكة من الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى الذى أثبت أن مصر الجديدة (مصر الثورة) كانت ولا تزال نعم السند لجيرانها في فلسطين عامة وفي غزة خاصة.