سئمنا من إصرار بعض الكتّاب وبعض الإعلاميين على الكتابة غير الواقعية عن بعض المسؤولين، والإشادة بما قدموه ويقدمونه خدمة للوطن والمواطن في هذا البلد، وعند البحث عن الحقيقة نجد أن ذلك المسؤول لم يقدم غير ما هو مطلوب منه، وما وُظّف من أجله، ولكن الكاتب أو الإعلامي كتب لمعرفة شخصية أو لطلب منفعة.. فعندما يتم الكتابة عن إنجاز طريق أو، افتتاح حديقة، أو بناء جسر، أو إيصال الكهرباء والماء والصرف الصحي، أو افتتاح مستشفى، أو زيادة عدد الأسرة العاملة فيه، أو إقامة مسجد، أو غير ذلك من الأعمال التي تدخل في صميم المهام الوظيفية للمسؤول، نجد من يشيد بهذا، ويصفه بإنجاز بطولي، وكأن المسؤول دفع أموال ذلك المشروع من ماله الخاص! إن الإشادة الحقيقية لأي مسؤول تتمثل في تقديمه جهداً يفوق ما هو مطلوب منه، فإذا أنجز شيئاً خارقاً للعادة فذلك عمل يستحق الإشادة به. إن التملق الذي يهدف صاحبه من ورائه إلى مصلحة شخصية حالة مَرَضية زائفة، يسعى صاحبها إلى منفعة بطريقة كاذبة ومداهنة على حساب درجة الإتقان في العمل. والمشكلة الكبرى أن هناك من المسؤولين من يعجبه هذا التوجُّه؛ فتجده يطبل لذلك المتملق، ويشجعه على الاستمرار في ذلك؛ لتحقيق المزيد من إشاداته التي يرى فيها مكملاً لعقدة النقص لديه، وتغطية لعيوبه. إننا في حاجة إلى محاربة هؤلاء المتملقين، وكشف زيف ما يكتبونه لتخليص المجتمع منهم وتعزيز القيم السامية، التي نشأ عليها آباؤنا وأجدادنا، وتوارثناها عنهم جيلاً بعد جيل، وفق ما تمليه علينا عقيدتنا الإسلامية الصحيحة. كما أن على المسؤولين في الإعلام بوسائله المختلفة واجباً القضاء على هذه النوعية من الكتابة، ورفض هذا التوجه، وعدم تمكين صاحبها من نشرها، ولفت نظره إلى أنه يكتب لقراء على درجة كبيرة من الوعي والثقافة، ولم تعد تنطلي عليهم الأساليب الملتوية والممجوجة.