قال خطيب مسجد حراء بالزاهر الشيخ عبدالإله الصبحي: لقد شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين، وأنعم علينا بما لم ينعم على غيرنا بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وأعطانا الله فرصة تثقيف أكثر الحجاج والمعتمرين، حيث إن أكثر العلماء والدعاة المخلصين يتجولون في كل بلد، لكن الله جل وعلا وضع لهم هذا الاجتماع الأكبر وكأنه يقول لهم تعالوا لتؤمنوا وتتقوا وتصلحوا مافسد، ثم تتفقهوا في الدين، وتذهبوا إلى قومكم في بلدكم لتنقلوا ما تعلمتموه من رحلة العمرة والحج. داعيًا قاطني هذا البلد المبارك من مواطنين ووافدين إلى تقديم الخدمات المثلى من أخلاق إنسانية وقيم مثلى، من تعليم ونصح وإصلاح وآداب وعلم نافع لحجاج بيت الله الحرام، مبينا أن هؤلاء الحجاج هم وفد الله تعالى، وضيوف رب العالمين قبل أن يكونوا ضيوفًا لدى أهل الحرمين الشريفين، وأن الله ولي السرائر والضمائر، مؤكدًا أن الحرمين الشريفين هما أشرف ما أنعم الله جل وعلا به على المسلمين قاطبة، حيث إنهما منبع رسالة الله لرسوله عليه الصلاة والسلام، فالمسؤولية على أهل الحرمين جد عظيمة، وحملها يتضاعف على ساكني بلاد الحرمين أكثر من غيرها من بلاد المسلمين، مناشدًا إياهم بقوله: «فالله الله يا أهل الحرمين دونكم الأجر الذي اختاركم الله لأجله لخدمة الحرمين العظيمين»، مشيرًا إلى جعل الهمة الأولى تصحيح العقائد الإسلامية أولا ثم أن نتعلق بالله جل وعلا ليستجيب دعاءنا في صلاتنا وعمرتنا وحجنا وسائر أعمالنا، فصفاء العقيدة سبب من أسباب استجابة أي دعاء خالص من قلب سليم (يوم لاينفع مال ولابنون إلا من آتى الله بقلب سليم).