حذر خطيب جامع أم الخير بشارع التحلية في جدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبته أمس من بعض العادات والتقاليد داعيا الآباء الى عدم التهاون في تعليم أبنائهم وبناتهم أمور دينهم قائلا: لا ينبغي أن يهمل الإنسان دعوة أهله وأقربائه حتى ولو بدعوى انشغاله بدعوة الناس، لكن لو نظرنا في عصرنا الحالي لوجدنا أن الكثير من الأسر تعيش حياة بعيدة عن الدين الصحيح لعدم قيام رب الأسرة بتبليغ دين الله لهم وانشغاله عن ذلك بدعوى تأمين مستقبلهم الدنيوي أما مستقبلهم الأخروي الأبدي فهو غيرمهتم به، لهذا إذا كان الأب مشغولًا بدنياه، فسترى الأم مشغولة بالبيت والزيارات والحفلات ولا تدري عن أوامر الدين شيئًا والابناء مشغولون بالتفاهات من الأفكار والآراء ولا يعرفون عن الحلال والحرام شيئًا. لهذا جاء التحذير لمن فرَّط في هذه المهمة العظيمة وأهمل ذلك فقال صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت» وورد أيضًا أن أول ما يتعلق بالرجل في يوم القيامة زوجته وأولاده فيوقفونه بين يدي الله عز وجل ويقولون: يا ربنا خذ لنا حقنا من هذا الرجل فإنه لم يعلمنا أمور ديننا. وفي هذا العصر لا عذر لأحد في ذلك، فالمحاضرات والدروس تقام بشكل دائم في المساجد وفي وسائل الإعلام المختلفة والكتب المفيدة والأشرطة النافعة متوفرة فأين رب الأسرة عن ذلك، لهذا فمن أهمل بعد ذلك كله فلا يلومن إلا نفسه يوم القيامة. وذكر أن بعض الناس يصلون ويصومون ويحجون ويزكون ويؤدون العبادات بالوراثة وتقليدا لآبائهم أو للمجتمع وليس عن فهم أو نظر في الكتاب والسنة وعندما ينبه عليهم نجد أنهم يقابلون هذا بمعارضة شديدة ويغضبون ويقولون: نحن على هذا الدين منذ عهد آبائنا، أتريدون الآن أن تغيروا ديننا بدينكم الجديد الذي أتيتم به، هم يظنون أن ما يسمعونه من أوامر جديدة عليهم يظنون أنها دين جديد بينما في الحقيقة أنهم جاهلون بأمور دينهم، ويعبدون الله بالوراثة والتقليد. وللعلم فهذا الموقف ليس جديدا لأنه حدث متكرر دائما، ويتبين لنا أن الله قد عاب على من أسروا أنفسهم للتقاليد والعادات الموروثة عن الآباء والأجداد، دون تفكر منهم في مدى صلاحها، أو فسادها لهذا علينا أن نعلم أن التقاليد غير مبادئ الإسلام، وأعمال الناس، غير أوامر الله، والعادة والعرف مهما شاعا وانتشرا يحكم عليهما، ولا يحتكم إليهما، والتقاليد مهما استحكمت، قد تكون باطلًا محضًا، أو خليطًا من حق وباطل، والمرجع في ذلك الكتاب والسنة، وكل عادة أو تقليد أو معاملة تكون مخالفة للدين، فلن يكون من ورائها إلا الهلاك والضلال.