قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الاثنين، إن بلاده «تسعى وبكل قدراتها لمنع وقوع الحرب على سورية». ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا) عنه القول، إن «دول وشعوب المنطقة لن تقف موقف المتفرج من الأزمة السورية، وأن إيران لم ولن تقف موقف المتفرج تجاه هذا الأمر المصيري». وأضاف في كلمة ألقاها في الملتقى العام لقادة ومسؤولي الحرس الثوري، أن «الغرب يخطئ حينما يتصور أن إيران تسعى إلى الهيمنة العسكرية على المنطقة، وإذا كانت إيران اليوم قوة مهمة في المنطقة، فهذا يعود إلى قوة الخطاب الذي تمتلكه». من جهتها، ركزت وسائل الإعلام الإيرانية أمس الاثنين، على تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما، والتي أكد فيها تبادل الرسائل مع الرئيس الإيراني روحاني قبل 3 أسابيع عبر طرف ثالث، وأشارت الصحف الإصلاحية إلى فحوى تلك الرسائل، التي تناولت الشأن السوري والنووي الإيراني، فيما ركزت الصحف الأصولية على سياسة الصمت والتمويه، الذي قامت به الخارجية الإيرانية إزاء موضوع تبادل الرسائل مع الرئيس الأمريكي. وكذّب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أمس الأول، أي رد إيراني على رسالة أوباما، كما كذب في السابق تقارير نشرتها الصحف، عن وجود تبادل للرسائل بين إيرانوأمريكا، فيما يري خبراء إيرانيون أن إعلان أوباما عن تبادل الرسائل مع المسؤولين الإيرانيين، يفيد بأن مرحلة حل الأزمة النووية الإيرانية بدأت، وأن الرئيس الأمريكي يمهد لإتفاق لحل هذه الأزمة. من جهته، قال الكاتب حسين ريوران، إن «هناك تحولات تفرضها التغييرات السياسية في إيران وانتخاب روحاني، وهناك تفهم إيراني لإعطاء ضمانات للأطراف الغربية، خاصة التي تطالب بهذه الضمانات، وهذا التفهم المتقابل يسمح بحلحلة في هذا الإطار، وقد تكون هذه الرسائل هي البداية لإيجاد مخرج سياسي لهذه الأزمة». وأضاف «في هذا الإطار يسمح بمقاربة مشابهة لحل الملف النووي الإيراني عبر الدبلوماسية ضمن إطار معاهدة الحد من الانتشار النووي، وهذا ما تطالب به إيران بالتحديد، وأتصور أن الغرب الآن بدأ يفهم أن الإطار يجب أن يكون تحت سقف القانون الدولي لا أن يتجاوزصه». وأشار إلى أن «تعاون إيران بشكل أو بآخر مع الثنائي الروسي والأمريكي في حل الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط، والتجربة في المشهد السوري، تشير إلى وجود فرص حقيقية قائمة لحل الأزمة بين إيران وبين الغرب على خلفية الملف النووي الإيراني». فيما تعتقد الكاتبة الإصلاحية نوال أصلاني بأن «الإعلان الأمريكي يمهد الأرضية للقاء المرتقب بين أوباما وروحاني، وأشارت أصلاني إلى أن «أمريكا استلمت من إيران رسائل بعد فوز روحاني مفادها بأن إيران على استعداد للتشاور مع أمريكا لتحقيق المصالحة، وأن الشيخ رفسنجاني صرح أكثر من مرة بأن إيران تسعى للتقارب مع أمريكا لأجل إنهاء مرحلة الحصار والتدمير». إلى ذلك، قال قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، إن «فشل مخطط شن العدوان على سوريا هو آخر حلقات خيبة الأعداء في مواجهة إيران». وأضاف جعفري في الاجتماع السنوي لقيادات الحرس الثوري الإيراني والذي حل عليه الرئيس الإيراني حسن روحاني ضيفًا «إيران تعيش أوضاعًا جيدة جدًا على الصعيد الخارجي، ونحن نشاهد الهزائم المتتالية لجبهة الاستكبار في مواجهة جبهة المقاومة ونرى كيف أن جبهة المقاومة تواصل طريقها وحطمت الأعداء في فلسطينالمحتلة والعراق ولبنان».