2013/09/30 - 57 : 08 PM المنامة في 30 سبتمبر/ بنا / أكد إعلاميون مشاركون في الملتقى الاعلامي الخليجي الاول أن سقف الحريات الإعلامية الذي تتمتع به مملكة البحرين مكنها من قيادة التغيير الإعلامي في منطقة الخليج العربي، ومن ذلك احتضانها لهذا الملتقى وطرح جميع القضايا والأفكار ومناقشتها دون قيود، واشادوا بدور الملتقى في توفير ارضية نقاش ثرية لنحو 200 إعلامي بحريني وخليجي وعربي في كيفية تعزيز الأمن القومي عبر الإعلام. ودعا الإعلاميون في تصريحات لهم لوكالة أنباء البحرين على هامش الملتقى الحكومات وصناع القرار إلى الاستماع لما يطرحه الإعلاميون المشاركون من آراء وتوصيات ترمي إلى تحديث المنظومة الإعلامية الخليجية تشريعيا وتقنيا ومهنيا وزيادة التشبيك بينها كداعم أساسي من دعائم الوحدة الخليجية المنشودة. أحمد الفهد كاتب صحفي كوتي ومقدم برامج في قناة الوطن الكويتية، الحراك الإعلامي في البحرين نشط وقوي وغير مقيد ومؤثر وهذا ليس غريبا عن البحرين والصحافة البحرينية، واضاف "رغم غنى التجربة الإعلامية الكويتية إلا أن هناك جوانب نستفيد منها من تجربة الإعلام البحريني وخاصة في إطار التعامل مع الأحداث الطارئة". لكنه قال إن طروحات الملتقى بحاجة إلى مزيد من التأطير والتخصيص حتى لا نقع في مطب العموميات وتحول النقاشات المثمرة إلى دردشة، واضاف "الجميل في الملتقى هو لقائنا مع بعض كإعلاميين والاستماع إلى تجارب أخرى بحرينية أو سعودية أو إماراتية.. حتى لو لم نتفق على كل التفاصيل"، ودعا إلى التركيز أكثر على الإعلام الجديد وقال "اليوم صلينا صلاة الميت على الإعلام التقليدي". وأعرب سعد المعطش وهو كاتب صحفي في الأنباء الكويتية والوفد المصرية عن اعتقاده أن مستوى الحرية في البحرين مرتفع جدا والكل يشيد بهذه الحرية في نقل المعلومة والدخول في عمل التحليل، لكنه أردف "الحرية بكل الأحوال لا تعني الإساءة للأمن القومي والتشهير وبث الكراهية، وهذه يجب أن تكون مفهومة من الجميع حتى لو لم ينص عليها قانون". ودعا المعطش المسؤولين على اخلاف مشاربهم إلى الإصغاء للحوارات التي يشهدها الملتقى والصادرة عن إعلاميين يحبون أوطانهم وعدم ترك توصياته حبيسة الأدراج. لكن جمال خاشقجي مدير قناة العرب الإخبارية اعتبر أن "التشريعات الموجودة كافية لضمان أن يقوم الإعلام بدوره فيما يخص الأمن القومي، ونحن بحاجة إلى المزيد من الحريات الإعلامية حتى يستطيع الإعلام أن يبدع ويخدم البلد الذي هو فيها، وأنا اعتبر أن مجرد إثراء النقاشات وتوفير المعلومات بصدق ومهنية يخدم الأمن القومي". وأضاف "أعلم أن هناك بعض المسؤولين الذين يضيقون ببعض الآراء، لكن هناك آليات للتدقيق في هذه المسألة، ومن يسيء فعلا يجب أن تتم محاسبته". وقال مدير قناة العرب الإخبارية "علينا أن نكون أقرب ما يكون إلى مواطننا الخليجي"، محذرا من أن المواطن الذي يشعر أن الصحيفة او التلفزيون لا يخدمه سينصرف عنها ويلجأ إلى وسيلة أخرى يجد فيها ذاته، وتابع "الإعلام في الخليج العربي بدأ يرى نفسه فعلا خادما للمواطنين". واشاد خاشقيجي باحتضان حكومة البحرين لهذا الملتقى ومدى إدراكها لحقيقة أن الإعلام لم يكن مؤثرا في عالمنا كما هو اليوم بسب بما نشهده من تحركات سياسية وثورة إعلامية تقنية. الإعلامي وكبير مراسلي قناة العربية محمد العرب، قال "نحتاج في الوقت الحالي إلى تشريعات تنظم الجدلية بين حرية الإعلام والأمن القومي، حيث أصحبت مواقع التواصل الاجتماعي منصة ليس لنقل المعلومات فقط وإنما لتشكيل الرأي العام وأحيانا الدفع به إلى الهاوية"، مؤكدا أن مثل هذه المؤتمرات ترفع مستوى الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتق الإعلاميين وحسهم تجاه الوطني تجاه دولهم ومجتمعاتهم. وأضاف العرب "بما لا يقبل الشك إن مثل هذه الملتقيات تصب في الاتجاه الصحيح وقال "التوقيت والزمان والمكان له خصوصية، فالبحرين تتمتع بسقف حرية إعلامية مرتفع جدا قياسا بمحطيها الجغرافي بشهادة الجميع، واحتضانها مثل هذه المؤتمرات يأتي لتنظيم العملية الإعلامية بما يخدم تطور ونمو المجتمع بدل أن ينعكس عليه عنفا وتخريبا". المذيع في قناة العربية عادل عيدان قال "نحن اليوم بحاجة إلى مناقشة الأفكار الذي طرحها هذه المؤتمر، وفي بعض الندوات مع الأسف وجدنا اتهام للإعلام بأنه هو من يمزق الشارع، وهنا اعتقد أن على الحكومات إعادة صياغة التشريعات الإعلامية بما يتفق مع حقيقة أن الإعلام لم يعد حكرا على الحكومة وإنما الحكومة هي شريك مع المجتمع للحفاظ على المجتمع، مع ضرورة وضع خطوط واضحة لمن يسيء للأمن القومي بأي شكل من الأشكال". بو بكر بن عبد العزيز الصغير وهو إعلامي جزائري ومدير محطة تلفزيونية في فرنسا قال "اعتقد أن هذ الملتقى ينعقد في لحظة فارقة تمر بها المنطقة العربية بما في ذلك الخليج العربي، وطرح سؤال الأمن القومي والإعلام بالصيغة المعلنة يحدث هنا لأول مرة لأننا نتحدث كثيرا عن الإعلام وحرية الإعلامين ومسؤوليتهم وحقوقهم لكن لا نحاول أن نربط هذا السؤال الخطير بأمننا القومي". وشدد بو بكر على ضرورة الحفاظ على سلامة واستقرار الأمن القومي للدولة ودرء كل المخاطر التي تهدده بما في ذلك المخاطر الخارجية التي تأتي عبر وسائل الإعلام والاتصال". وقال "هذا الملتقى الذي يحظى بهذا المستوى العالي والعدد الكبير من الحضور يوفر نصف حل لإشكالية الإعلام والأمن القومي، أما النصف الآخر للحل فهو التوافق على أرضية مشتركة أو ميثاق بين كل الفاعلين في الجانب الإعلامي يوفر حصانة إضافية لأمن دولهم القومي". وذكر بو بكر مقولة بات الغرب يكررها اليوم تقول "عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لا تحدثني عن حرية الإعلام"، وقال منطقنا العربية تعيش اليوم مرحلة تاريخية لا تتكرر إلا مرة كل 150 أو 200 سنة، وهي أخطر حتى من قيام دولة إسرائيل نفسها أو اتفاقية سايكس بيكو، وإزاء ما حدث في العراق والسودان وسوريا ومصر وليبيا واليمن فإن الإنظار تتجه لقادة دول الخليج العربي لرسم مستقبل الأمة العربية والإسلامية. ودعا بو بكر دول الخليج العربية لإلقاء نظرة أكثر عمقا إزاء هذه التحديات والإسراع بتوحيد صفوفها، خاصة وأن مجلس التعاون هو تجربة الوحدة العربية التي استمرت وازدهرت خلال الخمسين سنة الأخيرة، وقال "أمام القادة الخليجيون بما يتصفون به من حكمة ومشروعية والتفاف شعبي حولهم فرصة تاريخية لإعلان الوحدة الخليجية المنشودة". من جانبه وصف اندريه مهاوش نائب رئيس التحرير في إذاعة مونت كارلو بباريس علاقة الأمن القومي بالإعلام بالحساسة والجدلية، وقال "من خلال تجربتي على مدى 23 عاما في العمل بهذه الإذاعة الحكومية، أجد أن هناك فروقات بين التجربة العربية والغربية في مجال الأمن القومي وعلاقته مع الإعلام"، وأضاف "يجب ان نتفق على قضايا جوهرية تتعلق بالهوية الوطنية والانتماء والتوجه". واضاف: اعتقد أن المهم والمميز في هذه الملتقى هو أن وضع الإعلاميين وجها لوجه مع المسؤولين حيث شاهدنا معالي وزيرة الإعلام البحرينية الأستاذة سميرة ابراهيم بن رجب تستمع إلى طروحاتنا بكل اهتمام وتعلق على المناقشات"، والمفيد أيضا هو التجربة التي يمكن أن يتبادلها الإعلاميون القادمون من الخارج ونظرائهم المقيمين في الخليج والبحرين تحديدا". ايضا وصف نجيب فريجي مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في الخليج العربي الملتقى بالمهم جدا لأنه يجمع خيرة محترفي الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع والمجتمعي من الخليج العربي وخارجه، وكذلك الموضوعات المطروحة للنقاش خاصة وأن الجلسة الافتتاحية كانت بدون مقدمات ودخلت مباشرة في صلب الموضوع، وهذا نحتاجه لتطوير الإعلام وتوسيع مجاله الفكري والعملي والتطوري والمستقبلي". وهنأ فريجي مملكة البحرين على إطلاقها لهذه الفعالية المهمة جدا والتي تعتبر خطوة إضافية على طريق تطوير الإعلام على مستوى الموارد البشرية والبنية التحتية وبالتالي على مستوى الأداء. وأكد فريجي دعم الأممالمتحدة من خلال منظمة اليونسكو لبناء وسائل إعلامية مستقلة على مستوى من الحرفية، واشار إلى أن استقلالية وسائل الإعلام هي الضمان الأوفر لتحقيق التنمية البشرية المستدامة، لكنه شدد على أن الحيادية يجب أن تتسق مع المسؤولية الوطنية والأخلاقية لأن الإعلام رسالة شريفة لا يجب العبث بها واستغلالها لتحقيق مصالح خاصة على حساب الوطن. ومن البحرين اشارت الإعلامية والكاتبة البحرينية سوسن الشاعر إلى أنه كان هناك تفاوت سقف الحرية الإعلامية بين دول الخليج انعكس على نقاشات الملتقى، فمن المتحدثين من طالب بوضع ضوابط للانفلات الإعلامي الذي تشهده بلاده، ومنهم من طالب بمزيد من الحريات الإعلامية. وأعربت الشاعر عن أمله بأن يعقد الملتقى دوريا بحيث يناقش قضايا وتحديات الساعة ويخرج بأفكار يمكن لصانع القرار الاستفادة منها. وأشاد رئيس نادي الإعلام الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا علي سبكار بتخصيص منظمي الملتقى نصف أعماله لمناقشة قضيا الإعلام الجديد، مشيرا إلى أن ذلك دليل وعي عميق بأهمية هذا النوع من الإعلام في حماية ليس الأمن القومي فقط وإنما الثقافة والعادات والتقاليد وغيرها الكثير. كما اشاد سبكار الذي يلقي في اليوم الثاني من الملتقى محاضرة حول المحتوى الإلكتروني لمواقع التواصل الاجتماعي بمستوى الوعي الذي ابداه الإعلاميون في الملتقى بأهمية تلك المواقع، وقال "تويتر مثلا لم يعد وسيلة اتصال، بل منصة لإطلاق المعلومات والتأثير على الجمهور بطريقة لم نكن نعهدها من قبل". وأعرب يوسف محمد مدير ادارة المطبوعات والنشر بهيئة شؤون الاعلام عن سعادته بقدرة الملتقى على استقطاب أكثر من 200 إعلامي خليجي وعربي اجتمعوا في مكان واحد ليتعارفوا و يتبادلوا الأفكار والآراء بما يسهم في تعزيز التواصل الإعلامي الخليجي والارتقاء به. وقال محمد "الشيء الجيد هنا هو ما شهدناه من حوار مفتوح بين المحاضرين والجمهور، وهذا كان أحد أهم أهداف الملتقى المتعلقة بإثراء النقاشات عبر الاستماع إلى أكبر عدد ممكن من الآراء"، وأعرب عن أمله بأن يكون هذا الملتقى بداية لسلسلة ملتقيات خليجية أخرى مشابهة. ع ق بنا 1744 جمت 30/09/2013 عدد القراءات : 60 اخر تحديث : 2013/09/30 - 02 : 10 PM