خاص اوراق من صنعاء - إن يوم الوحدة الألمانية يعتبر بالنسبة لنا نحن الألمان مناسبة للتعبير عن عميق شكرنا وامتناننا. وستبقى تلك اللحظات التاريخية راسخة في ذاكرة وأعماق وجدان الجميع مثل قطع أسلاك "الستار الحديدي" عند الحدود النمساوية المجرية والآلاف من الأفراد المتحمسين الذين احتشدوا داخل حديقة سفارتنا في براغ ينتظرون ويأملون الخروج وأخيرا سقوط الجدار يوم 9 نوفمبر 1989 الذي لم يكن بالإمكان تصوره حتى ذلك الحين. اليوم يمكننا أن نستعرض بغمرة من السعادة والاعتزاز النجاحات التي حققناها معا خلال العقدين الأخيرين. استطاعت ألمانيا على أساس اتفاقية اثنين زائد أربعة أن تتبوأ مكانها في أوروبا ومع أوروبا في المجتمع الدولي للقرن ال 21. ليس فقط في ألمانيا بل وأيضا في أوروبا اتحدنا من أجل حياة أفضل. تعتبر أوروبا قبل كل شيء مجتمع ثقافة وقيم. إن الاتحاد الأوروبي كاتحاد سلام يعد جميع أعضائه بالسلام والحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية. تشكل قيمنا المشتركة الأساس الذي تقوم عليه أوروبا. نستطيع بشكل مشترك إقناع عالمنا المتغير من خلال نموذج حياتنا الأوروبي المبني على الحرية والتنوع والازدهار. يرتبط مستقبل ألمانيا بأوروبا متحدة وقادرة على التصرف وواعية بمسؤوليتها. حلت يوم 18 سبتمبر الذكرى الأربعين لانضمام جمهورية ألمانيا الاتحادية - والجمهورية الألمانية الديمقراطية - إلى الأممالمتحدة. إننا في عالم تسوده العولمة في حاجة ماسة إلى الأممالمتحدة أكثر من أي وقت مضى. والأممالمتحدة تستمد قوتها من قوة أعضائها. وتقوم ألمانيا بكل ما في وسعها من أجل دعم الأهداف التي تصبو الأممالمتحدة إلى تحقيقها عالميا والمساهمة في احترام القواعد السارية على الصعيد العالمي. تنص مقدمة القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية على أن الشعب الألماني يجب أن يكون "في أوروبا موحدة خادما للسلام في العالم". وفي العمل معا من أجل هذا الهدف تكمن المهمة التي ستظل مرتبطة ارتباطا وثيقا بهدية الوحدة.