اعتبر مدير ديوان الرئاسة الروسية سيرجى إيفانوف، أن الحرب في سوريا لم تعد بين الحكومة والمعارضة، مشيرًا إلى أن «المعارضة تتكون من 5 فصائل مستقلة عن بعضها البعض، وتكره بعضها البعض، الجميع يحارب الجميع في سوريا». فيما، رجح وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، احتمال تمثيل المعارضة المسلحة السورية في مؤتمر السلام الدولى «جنيف-2» الخاص بسوريا، ولكن بشروط معينة.. بينما تولى مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذين دخلوا، أمس الثلاثاء، إلى سوريا عبر الحدود اللبنانية، مهمة المساعدة والإشراف على تدمير الترسانة الكيميائية لهذا البلد في ظل النزاع الدامي الجاري فيه. من جهتها، نقلت قناة «روسيا اليوم» صباح أمس الثلاثاء، عن إيفانوف قوله إنه يمكن دعوة «المعارضة السورية العاقلة» إلى مؤتمر «جنيف-2» وبدء الحوار.. وأشار إلى أن الغرب بدأ يدرك أنه يجب تصنيف المعارضة ووقف محاولات إقناع «القاعدة» وغيرها من المتطرفين بالحديث عن «جنيف-2»، وينبغى عدم تسليحهم».. وأضاف المسؤول الروسي أنه «إذا قام الغرب بتسليح ما يسمى الجيش الشعبي السوري المكون من السوريين الذين يقاتلون ضد الأسد، فلا توجد أية أسس نعتقد أن «القاعدة» لن تستولى ببساطة على سلاحهم». فيما قال لافروف «لا أستبعد إمكانية مشاركة المعارضة المسلحة طالما أن وجهة نظرها ليست متطرفة أو إرهابية».. وأكد لافروف، ما سبق وأن قاله الرئيس السورى بشار الأسد، إن «الكرة فى ملعب من يمارس على المعارضة نفوذا أكبر مما نقوم نحن».. وأضاف «نحن نتفاعل مع الجميع، لكن زملاءنا الغربيين ودولا رئيسية في المنطقة لديها نفوذ أكبر لتمارسه على المعارضة». من جهته، قال مسؤول من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (لم تكشف هويته لأسباب أمنية) إن مفتشي المنظمة مكلفون بمهمة «مساعدة سوريا على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية» حظر الأسلحة الكيميائية الموقعة في 1993 والتي التزمت سوريا بالانضمام إليها. ويصل المفتشون إلى سوريا للإشراف على تدمير الأسلحة الكيميائية من قبل دمشق بحلول منتصف 2014، وليس للقيام بتدميرها بأنفسهم. ومن المفترض أن تمول سوريا عملية إتلاف الأسلحة حتى وإن كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دعت المجتمع الدولي إلى المساهمة في التمويل.. ويؤكد الرئيس بشار الأسد أن عملية التدمير ستتكلف نحو مليار دولار. وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعا في مختلف أنحاء البلاد. وتضم المجموعة الأولى المرسلة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية 20 مفتشًا بدأوا عملهم بعد ظهر أمس، الثلاثاء، من خلال لقاء محادثيهم السوريين. ورأى مسؤول المنظمة نفسه أنه من الصعب معرفة العدد الدقيق لإجمالي الخبراء الذين سيشاركون في هذه المهمة.. وقال «في الوقت الحاضر ما يمكن قوله هو أنهم عشرات».. وجميع المفتشين قبلوا طوعًا القيام بهذه المهمة وهم عسكريون سابقون متخصصون في الأسلحة الكيميائية وعلماء ومهندسو كيمياء وخبراء في المجال الطبيين. في المقابل ستكون هناك «مجموعة استشارية» تضم خصوصُا ممثلا عن دمشق في لاهاي، حيث مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.. وسيقوم المفتشون في البداية بتفحص المواقع المذكورة في القائمة التي سلمتها دمشق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.