الإدارة الأمريكية تعطل جانبا واسعا من نشاطات الحكومة المركزية بعد عجر أعضاء الكونغرس عن التوصل لاتفاق حول الميزانية الفدرالية. واشنطن (فارس) قبل يومين من انتهاء شهر أيلول/ سبتمبر الجاري انتهت المدة المقررة للمصادقة على ميزانية الحكومة الفدرالية في الولاياتالمتحدة الأميركية من قبل الكونغرس ورغم ذلك فإن أعضاء هذا المجلس لم يتوصلوا إلى نتيجة نهائية وانتهى الخلاف بهم إلى عدم إصدار قرار بهذا الصدد. أما اللائحة القانونية التي تنص على تأجيل قانون الخدمات الصحية التي أيدها الرئيس الأميركي باراك أوباما لمدة عام قد تمت المصادقة عليها من قبل النواب الجمهوريين لكن الديمقراطيين لم يصادقوا عليها لكي تبقى الحكومة الأميركية دون ميزانية مرة أخرى بعد 17 عاماً وبالتالي اضطرت لمنح منتسبيها عطلة إجبارية. يذكر أن عام 2012م قد وصف بأنه نفق مظلم في الاقتصاد الأميركي وذلك بسبب الخلافات التي حدثت بين البيت الأبيض والنواب الجمهوريين في الكونغرس، إذ لم تكن هناك ميزانية مدونة كما كان أعضاء الكونغرس آنذاك يصادقون على ميزانية بين الفينة والأخرى في ذلك العام حتى انتهى بهم المطاف للمصادقة على ميزانية مؤقتة. الرئيس الأميركي باراك أوباما وطاقمه الوزاري سوف يزاولون أعمالهم في البيت الأبيض وجميع منتسبي الشؤون الأمنية في الولاياتالمتحدة سوف يواصلون أعمالهم للحفاظ على الأمن الوطني فهم من المنتسبين الضروريين الذين لا غنى عن خدماتهم، وتضاف إليهم القوات العسكرية والشرطة الفدرالية وجميع المؤسسات التي تتولى مهمة الحفاظ على أرواح وأموال الشعب بمن فيهم موظفوا القطاع الطبي والنقل الجوي وفرق الإنقاذ. لكن العديد من منتسبي الكونغرس والإدارة الأميركية الذين يزاولون أعمالهم في البيت الأبيض قد لا يمكنهم استلام رواتبهم وسيخضعون لعطلة إجبارية حالهم حال سائر الموظفين الحكوميين وحسب ما يراه الخبراء الاقتصاديون فإن ولاية واشنطن التي يتمركز فيها معظم المستثمرين الأميركان والأيدي العاملة سوف تواجه خسائر تبلغ 200 مليون دولار عند توقف نشاطات الحكومة الفدرالية وسوف تواجه أكثر 700 ألف فرصة عمل مشاكل مالية إثر هذا الأمر وكذلك فإن هذه المشكلة سوف تلقي بظلالها على قيمة الدولار حيث تراجع مؤخراً أمام العملة الأجنبية ووصل إلى أدنى مستوى له إبان الأشهر السبعة الماضية. والقطاع السياحي هو الآخر ليس بمنأى عن هذه الكارثة الاقتصادية حيث ستواجه المناطق السياحية الأميركية ولا سيما واشنطن ضربات موجعة لأن العطلة المفتوحة في واشنطن قد أشلت الحياة في هذه المدينة الصاخبة. وبالطبع فإن سائر المناطق المحلية قد لا تواجه هذه المشكلة العويصة إلا إذا ما استمرت العطلة لأسابيع ولكن رغم ذلك فقد واجهت الكثير من القطاعات الخدمية والصحية مشاكل في مختلف المجالات الخدمية والصحية والتعليمية. وقد شهدت واشنطن اعتراضات كثيرة على العطلة التي فرضت على المدينة وحسب استطلاعات الرأي فإن الشعب الأمريكي يرى أن الجمهوريين هم السبب وراء هذه العطلة الإجبارية وأنهم يتحملون جميع الخسائر التي تكبدتها البلاد وبالتالي فإن أوباما وجناحه الديمقراطي قد استغلوا هذه الفرصة لكسب الرأي العام لصالحهم كما هو متوقع. لذا قد يضطر الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس إلى المصادقة على هذه اللائحة القانونية التي تشمل ميزانية الخدمات الصحية التي أيدها باراك أوباما، ولكن لحد الآن لا توجد أية بوادر تشير إلى تراجع أي من الجمهوريين عن مواقفه مما يزيد من الغموض حول مستقبل هذه الأزمة الحادة التي عصفت بأعظم قطب اقتصادي في العالم.